صراع على معسكرات الجيش في الجنوب واتهامات لقادة بالتآمر

الأمين العام للأمم المتحدة: اليمن على حافة الانهيار

أحد أفراد قوات الأمن يمشي بين سيارات مدرعة للسفارة الأميركية استولى عليها المتمردون الحوثيون، في مطار صنعاء أمس (رويترز)
أحد أفراد قوات الأمن يمشي بين سيارات مدرعة للسفارة الأميركية استولى عليها المتمردون الحوثيون، في مطار صنعاء أمس (رويترز)
TT

صراع على معسكرات الجيش في الجنوب واتهامات لقادة بالتآمر

أحد أفراد قوات الأمن يمشي بين سيارات مدرعة للسفارة الأميركية استولى عليها المتمردون الحوثيون، في مطار صنعاء أمس (رويترز)
أحد أفراد قوات الأمن يمشي بين سيارات مدرعة للسفارة الأميركية استولى عليها المتمردون الحوثيون، في مطار صنعاء أمس (رويترز)

حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، من أن اليمن بات على حافة «الانهيار»، في حين سيطر تنظيم القاعدة على معسكر اللواء 19 مشاة في محافظة شبوة بجنوب اليمن بعد مواجهات أسفرت عن سبعة قتلى من الطرفين.
وعرض الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن نتائج زيارته إلى السعودية والإمارات، حيث أجرى محادثات ركزت على «منع الحرب الأهلية في اليمن» كما قال. وأضاف بان كي مون أمام أعضاء المجلس الـ15 أن «اليمن ينهار أمام أنظارنا، ولا يمكن أن نتنحى جانبا ونتفرج». وأضاف «يجب أن نقوم بكل شيء لمساعدة اليمن على تجنب الانهيار». وفي معرض «التحديات» التي يواجهها اليمن، تحدث بان كي مون عن «أزمة سياسية خطيرة» و«توترات انفصالية متزايدة في جنوب» البلاد و«أزمة إنسانية خطيرة» أصبحت تطال 16 مليون شخص.
من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن جمال بنعمر، للمجلس عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة «اليوم يقف اليمن على مفترق طرق، إما الانزلاق إلى حرب أهلية والتفكك أو أن البلاد ستجد سبيلا لتطبيق الانتقال» السياسي. وأكد أن الأمم المتحدة رغم الصعوبات «لن تغادر البلاد، وتؤكد مجددا التزامها بمساعدة اليمن». وقال «رغم كل العراقيل، لا يزال بإمكان اليمنيين النجاح» في عملية الانتقال الديمقراطي التي بدأت قبل أربع سنوات.
من جهة ثانية اتهم ما يسمى المجلس العسكري في محافظة شبوة، والذي يرأسه العميد ناصر النوبة، أحد مؤسسي الحراك الجنوبي، بعض القيادات العسكرية بتسليم ألوية الجيش إلى عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم القاعدة.
وقال بيان صادر عن المجلس، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه جرت «مؤامرات دنيئة ومدبرة بحنكة وتم الإعداد لها مسبقا من قوى الشر والإرهاب التي تعبث بأمن ومقدرات البلاد عبر واتفاقات حصلت بين فئات عسكرية غير وطنية ومتورطة في هذا الحدث الإجرامي المشين، ونتج عن ذلك التداعيات التالية: تسليم اللواء 119 مشاة في مديرية بيحان لـ(أنصار الشريعة)، وسحب كتيبة حرس جمهوري تابعة للواء 136 من الضلعة».
وأضاف البيان أنه وفي وضوء هذه التطورات فقد قرر «إلزام السلطة المحلية واللجنة الأمنية بالمحافظة بتسليم اللواء (21 ميكا) إلى العسكريين من القوات المسلحة من أبناء المحافظة للحفاظ عليه قبل تسليمه لأي جهة أخرى تحت قيادة وإشراف المجلس العسكري، ويعطي المجلس العسكري السلطة المحلية بالمحافظة واللجنة الأمنية مهلة 24 ساعة لتسليم اللواء (21 ميكا) للعسكريين من أبناء المحافظة للمحافظة عليه. ويعلن المجلس العسكري أنه ضد الإرهاب بشكل قاطع بكل أشكاله وألوانه.. ويرفض المجلس العسكري تشويه صورة وسمعة أبناء المحافظة وربطهم بالإرهاب.. ويرفض المجلس العسكري التمدد الحوثي إلى المحافظات الجنوبية تحت ذريعة محاربة الإرهاب كغطاء له.. ويكرر المجلس العسكري رفضه القاطع الاعتراف بالإعلان الدستوري الذي أعلنه الانقلابين الحوثيون».
وجاء في نقاط البيان أيضا «يحمل المجلس العسكري محافظ محافظة شبوة واللجنة الأمنية المسؤولية الكاملة أمام أبناء المحافظة في حال رفض مطالبنا المذكورة أعلاه، ونؤكد حرص المجلس العسكري انطلاقا من واجباته الوطنية على المحافظة على أمن واستقرار المحافظة وأبنائها وتجنيبهم أي تداعيات يخطط لها الغير أو يربطهم بها. إن المجلس العسكري يدعو أبناء المحافظة والمحافظات الجنوبية الأخرى للتوحد والاصطفاف الوطني لمواجهة الخطر والتداعيات الحاصلة على الساحة وسد الطريق على أصحاب المصالح الخاصة الذين يهدفون إلى تعكير صفو وأمن السكينة العامة وزرع الفتن والسعي إلى صراعات مسلحة في الجنوب لا نهاية لها».
وناشد المجلس العسكري بشبوة «المجتمع الدولي والعربي فك الحصار المفروض على القيادات الجنوبية من قبل الميليشيات الحوثية، وفي مقدمتهم الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي والأخ خالد بحاح رئيس الحكومة، وبقية القيادات الجنوبية العسكرية والمدنية». كما ناشد «الدول العربية والخليجية والمجتمع الدولي الوقوف معه ودعمه ومساندته لتحقيق أهدافه».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.