تركيا: اتهامات للحكومة بالفشل في مواجهة الوباء

تركيا: اتهامات للحكومة بالفشل في مواجهة الوباء
TT

تركيا: اتهامات للحكومة بالفشل في مواجهة الوباء

تركيا: اتهامات للحكومة بالفشل في مواجهة الوباء

وصف اتحاد الأطباء الأتراك تعامل الحكومة مع وباء كورونا بـ«الفاشل»، معتبراً أن الوضع الراهن في البلاد نوع من «الاغتيال الاجتماعي». وطالب مسؤولين في وزارة الصحة بالاستقالة، في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير عن احتمال إجراء الرئيس رجب طيب إردوغان تعديلاً وزارياً في حكومته قد يطول وزير الصحة فخر الدين كوجا. ودعا اتحاد الأطباء الحكومة إلى التحلي بالشفافية بخصوص أعداد المصابين والسلالات المتحورة من فيروس كورونا، التي رُصدت، وجرعات اللقاحات التي اشترتها البلاد، موضحاً أن زيادة الإصابات في وقت قصير تظهر أن أنقرة شأنها شأن دول كثيرة في أوروبا تواجه ما سمّاه «تسونامي» من حالات الإصابة.
وأكد الاتحاد أنه مع استمرار هذه الزيادة في الإصابات تحتاج البلاد إلى فرض إجراءات أكثر صرامة مدعومة بتضامن الجمهور، داعياً إلى تشديد قيود مكافحة الفيروس، على أن تشمل فرض قيود على التحرك والاختلاط. وقال الاتحاد إنه «لا بد من تقليل الحركة في الشوارع المزدحمة في المدن، والحد من الاختلاط بين الناس في الأماكن المغلقة». وسجلت تركيا 29 ألفاً و81 إصابة جديدة، حتى مساء الجمعة، وذلك قرب أعلى مستوى للإصابات في البلاد هذا العام، وتزايدت معدلات الإصابة والوفيات خلال الشهر الماضي، بعدما أعلنت أنقرة عن العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية.
ووجهت المعارضة التركية انتقادات حادة لحشد آلاف المواطنين في المؤتمر العام السابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم، الأربعاء الماضي، دون اكتراث لسرعة تفشي الفيروس. ووعد وزير الصحة فخر الدين كوجا بأنه ستتم السيطرة على الوباء بحلول أواخر مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين، مشددا على ضرورة الالتزام بوضع الكمامات والتباعد الاجتماعي. وأشار إلى أن بلاده تلقت عشرة ملايين جرعة من لقاح سينوفاك الصيني المضاد لفيروس كورونا، قائلا إنه من المتوقع أن تحصل تركيا على مائة مليون جرعة من اللقاح بحلول نهاية مايو المقبل.
وتلقت تركيا 4.‏1 مليون جرعة من لقاح بيونتيك، وسوف تحصل على إجمالي 5.‏4 مليون جرعة من اللقاح بحلول أول أبريل (نيسان). ويحق لتركيا الحصول على 30 مليون جرعة إضافية من لقاح بيونتيك، مع زيادة الشركة لطاقتها الإنتاجية. وأعرب عن أمله في الانتهاء من عملية التطعيم ضد كورونا بحلول مايو أو يونيو.
من جانبه، قال الرئيس رجب طيب إردوغان إن تركيا أبرمت اتفاقاً مع الصين من أجل استيراد 100 مليون جرعة من لقاح كورونا، بحيث تشمل المرحلة الأولى 50 مليون جرعة كان يفترض وصولها بحلول نهاية فبراير (شباط) الماضي، لكن لم تصل كلها. وأضاف أنه أبلغ وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال لقائهما في أنقرة، الخميس، ضرورة الإسراع في تسليم اللقاحات، وأن الأخير تعهد بمتابعة الموضوع. ولفت إردوغان إلى تسلم تركيا قبل أيام مليوناً و400 ألف جرعة من لقاح بيونتيك من ألمانيا، في إطار اتفاقية تشمل 10 ملايين جرعة، واستمرار المباحثات مع روسيا بخصوص استيراد لقاحات كورونا. كما أشار إلى استمرار جهود تطوير لقاحات وأدوية محلية مضادة لفيروس كورونا في تركيا.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.