ليبيا تشدد العقوبات على مخالفي الإجراءات الوقائية

فريق طبي من «المركز الوطني للأمراض» يتابع العمل بمركز عزل في بلدية وادي عتبة (المركز)
فريق طبي من «المركز الوطني للأمراض» يتابع العمل بمركز عزل في بلدية وادي عتبة (المركز)
TT

ليبيا تشدد العقوبات على مخالفي الإجراءات الوقائية

فريق طبي من «المركز الوطني للأمراض» يتابع العمل بمركز عزل في بلدية وادي عتبة (المركز)
فريق طبي من «المركز الوطني للأمراض» يتابع العمل بمركز عزل في بلدية وادي عتبة (المركز)

أبدت السلطات الليبية تشدداً باتجاه المخالفين للإجراءات الاحترازية لوباء «كوفيد - 19»، وخصوصاً في الأسواق الشعبية والمحال التجارية والمصارف، معلنة تطبيق غرامات مالية فورية على المتجاهلين لارتداء الكمامات، وسط مواصلة الاستعدادات لاستقبال اللقاح المضاد للفيروس.
وأمام ارتفاع نسبة الإصابات والوفيات بالفيروس يومياً تزايدت أعداد المواطنين الذين سجلوا أسماءهم في «منظومة التطعيم» انتظاراً لدورهم في الحصول على اللقاح فور وصوله إلى البلاد، وقال الدكتور علي الزناتي وزير الصحة بحكومة «الوحدة الوطنية»، إن الإقبال على التسجيل بمنظومة الراغبين في الحصول على اللقاح يسير بشكل جيد، مشيراً إلى أن اللقاح من المنتظر وصوله نهاية الشهر الحالي. وبينما تحدث الزناتي في تصريح تلفزيوني مساء أول من أمس، عن استقرار الوضع الوبائي في ليبيا، قال إن السلالات المتحورة المؤكدة في ليبيا من جنوب أفريقيا وبريطانيا، ولم يتم تسجيل حالات من السلالة البرازيلية.
وأحصى المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا أمس، قرابة ألف إصابة جديدة بفيروس «كورونا» لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية إلى 157 ألف إصابة في عموم البلاد، بجانب تعافي 143697 حالة.
وبدأت السلطات الأمنية في غرب ليبيا تفعيل فرض الغرامات ضد المخالفين للإجراءات الاحترازية في المحال التجارية والأسواق الشعبية، في ظل رصد تصاعد الوباء إلى المستوى الرابع، ودعت اللجنة العلمية الاستشارية لمكافحة الجائحة في اجتماعها الأخير إلى «وضع ضوابط لتطبيق الإجراءات الاحترازية، ومنع التجمعات بالمصارف ومواقع العمل والمطاعم والمقاهي والأسواق والمآتم والأفراح».وكان رئيس مجلس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، قرر أول من أمس، إنهاء عمل عدد من اللجان المشكلة بخصوص فيروس «كورونا»، ومن بينها لجنة توفير اللقاح ضد «كورونا» المشكلة بقرار المجلس الرئاسي رقم 242 لسنة 2021.
وأعلن وزارة الخارجية الألمانية، هايكو ماس، نهاية الأسبوع الماضي، خلال زيارته طرابلس العاصمة، أن ليبيا ستتلقى 300 ألف جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا بحلول نهاية مايو (أيار) المقبل، لكن الدبيبة وعد الليبيين بتوفير اللقاح في موعد قريب. وقال مركز سبها الطبي بجنوب البلاد، في بيان أمس، إن الفيروس يواصل حصد أرواح المواطنين، ناعياً أحد الموظفين السابقين بالمركز، وقال إن «أغلب المواطنين لا يلتزمون بالإجراءات الوقائية»، كما سجلت إدارة الخدمات الصحية في مدينة بني وليد في شمال غربي ليبيا، ارتفاعاً في إصابات كورونا»، بعدما أحصت 181 حالة في يوم واحد.
وزار فريق طبي من المركز الوطني مراكز للعزل بمنطقة وادي عتبة ومنطقة تراغن في جنوب ليبيا لمناقشة الخطط العلاجية الطبية المتبعة هناك، حيث أطلع رئيس اللجنة العلمية الطبية بالمركز الدكتور عبد النبي الرايس، على تطورات علاج المرضى ووضعهم الصحي مع الأطباء المختصين في المراكز العزل، منوهاً إلى أنه تم «تصحيح بعض الأمور الفنية المتعلقة باختبار المخالطين ومعايير الشفاء الجديدة»، بالإضافة إلى «التأكيد والتركيز على أهمية العلاج المنزلي للحالات البسيطة والمتوسطة ومتابعتهم من قبل فرق الرصد بالمنطقة».


مقالات ذات صلة

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)

ازدادت مساحة التدخلات الحوثية في صياغة المناهج الدراسية وحشوها بالمضامين الطائفية التي تُمجِّد قادة الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي، مع حذف مقررات ودروس وإضافة نصوص وتعاليم خاصة بالجماعة. في حين كشف تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن عن مشاركة عناصر من «حزب الله» في مراجعة المناهج وإدارة المخيمات الصيفية.

في هذا السياق، كشف ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن أعمال تحريف جديدة للمناهج، وإدراج المضامين الطائفية الخاصة بالجماعة ومشروعها، واستهداف رموز وطنية وشعبية بالإلغاء والحذف، ووضع عشرات النصوص التي تمتدح قادة الجماعة ومؤسسيها مكان نصوص أدبية وشعرية لعدد من كبار أدباء وشعراء اليمن.

إلى ذلك، ذكرت مصادر تربوية في العاصمة المختطفة صنعاء أن الجماعة الحوثية أقرّت خلال الأسابيع الأخيرة إضافة مادة جديد للطلاب تحت مسمى «الإرشاد التربوي»، وإدراجها ضمن مقررات التربية الإسلامية للمراحل الدراسية من الصف الرابع من التعليم الأساسي حتى الثانوية العامة، مع إرغام الطلاب على حضور حصصها يوم الاثنين من كل أسبوع.

التعديلات والإضافات الحوثية للمناهج الدراسية تعمل على تقديس شخصية مؤسس الجماعة (إكس)

وتتضمن مادة «الإرشاد التربوي» -وفق المصادر- دروساً طائفية مستمدة من مشروع الجماعة الحوثية، وكتابات مؤسسها حسين الحوثي التي تعرف بـ«الملازم»، إلى جانب خطابات زعيمها الحالي عبد الملك الحوثي.

وبيّنت المصادر أن دروس هذه المادة تعمل على تكريس صورة ذهنية خرافية لمؤسس الجماعة حسين الحوثي وزعيمها الحالي شقيقه عبد الملك، والترويج لحكايات تُضفي عليهما هالة من «القداسة»، وجرى اختيار عدد من الناشطين الحوثيين الدينيين لتقديمها للطلاب.

تدخلات «حزب الله»

واتهم تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن، الصادر أخيراً، الجماعة الحوثية باعتماد تدابير لتقويض الحق في التعليم، تضمنت تغيير المناهج الدراسية، وفرض الفصل بين الجنسين، وتجميد رواتب المعلمين، وفرض ضرائب على إدارة التعليم لتمويل الأغراض العسكرية، مثل صناعة وتجهيز الطائرات المسيّرة، إلى جانب تدمير المدارس أو إلحاق الضرر بها أو احتلالها، واحتجاز المعلمين وخبراء التعليم تعسفياً.

تحفيز حوثي للطلاب على دعم المجهود الحربي (إكس)

وما كشفه التقرير أن مستشارين من «حزب الله» ساعدوا الجماعة في مراجعة المناهج الدراسية في المدارس الحكومية، وإدارة المخيمات الصيفية التي استخدمتها للترويج للكراهية والعنف والتمييز، بشكل يُهدد مستقبل المجتمع اليمني، ويُعرض السلام والأمن الدوليين للخطر.

وسبق لمركز بحثي يمني اتهام التغييرات الحوثية للمناهج ونظام التعليم بشكل عام، بالسعي لإعداد جيل جديد يُربَّى للقتال في حرب طائفية على أساس تصور الجماعة للتفوق الديني، وتصنيف مناهضي نفوذها على أنهم معارضون دينيون وليسوا معارضين سياسيين، وإنتاج هوية إقصائية بطبيعتها، ما يُعزز التشرذم الحالي لعقود تالية.

وطبقاً لدراسة أعدها المركز اليمني للسياسات، أجرى الحوثيون تغييرات كبيرة على المناهج الدراسية في مناطق سيطرتهم، شملت إلغاء دروس تحتفي بـ«ثورة 26 سبتمبر (أيلول)»، التي أطاحت بحكم الإمامة وأطلقت الحقبة الجمهورية في اليمن عام 1962، كما فرضت ترديداً لـ«الصرخة الخمينية» خلال التجمعات المدرسية الصباحية، وتغيير أسماء المدارس أو تحويلها إلى سجون ومنشآت لتدريب الأطفال المجندين.

مواجهة حكومية

في مواجهة ما تتعرض له المناهج التعليمية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية من تحريف، تسعى الحكومة اليمنية إلى تبني سياسات لحماية الأجيال وتحصينهم.

اتهامات للحوثيين بإعداد الأطفال ذهنياً للقتال من خلال تحريف المناهج (أ.ف.ب)

ومنذ أيام، أكد مسؤول تربوي يمني عزم الحكومة على مواجهة ما وصفه بـ«الخرافات السلالية الإمامية العنصرية» التي تزرعها الجماعة الحوثية في المناهج، وتعزيز الهوية الوطنية، وتشذيب وتنقية المقررات الدراسية، وتزويدها بما يخدم الفكر المستنير، ويواكب تطلعات الأجيال المقبلة.

وفي خطابه أمام ملتقى تربوي نظمه مكتب التربية والتعليم في محافظة مأرب (شرق صنعاء) بالتعاون مع منظمة تنموية محلية، قال نائب وزير التربية والتعليم اليمني، علي العباب: «إن ميليشيات الحوثي، تعمل منذ احتلالها مؤسسات الدولة على التدمير الممنهج للقطاع التربوي لتجهيل الأجيال، وسلخهم عن هويتهم الوطنية، واستبدال الهوية الطائفية الفارسية بدلاً منها».

ووفقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، حثّ العباب قيادات القطاع التربوي، على «مجابهة الفكر العنصري للمشروع الحوثي بالفكر المستنير، وغرس مبادئ وقيم الجمهورية، وتعزيز الوعي الوطني، وتأكيد أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) المجيدتين».

قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

ومنذ أيام توفي الخبير التربوي اليمني محمد خماش، أثناء احتجازه في سجن جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة الحوثية، بعد أكثر من 4 أشهر من اختطافه على خلفية عمله وزملاء آخرين له في برنامج ممول من «يونيسيف» لتحديث المناهج التعليمية.

ولحق خماش بزميليه صبري عبد الله الحكيمي وهشام الحكيمي اللذين توفيا في أوقات سابقة، في حين لا يزال بعض زملائهم محتجزين في سجون الجماعة التي تتهمهم بالتعاون مع الغرب لتدمير التعليم.

وكانت الجماعة الحوثية قد أجبرت قبل أكثر من شهرين عدداً من الموظفين المحليين في المنظمات الأممية والدولية المختطفين في سجونها على تسجيل اعترافات، بالتعاون مع الغرب، لاستهداف التعليم وإفراغه من محتواه.