فرضت «قوات سوريا الديمقراطية» طوقاً أمنياً على مخيم الهول والبلدة الواقعة على بعد نحو 45 كيلومتراً شرقي محافظة الحسكة، بعد ارتفاع حصيلة القتلى التي تجاوزت 40 حالة منذ بداية العام الحالي، في وقت طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حكومات الدول الإسراع باستعادة 62 ألف شخص يقطنون المخيم، بينهم أطفال لعائلات مرتبطة بمسلحي تنظيم «داعش» المتطرف.
ونشرت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) حواجز ونقاط تفتيش على طول الطريق الذي يربط المخيم بمدينة الحسكة ومنعت حركة الدخول والخروج منذ يوم الجمعة، بعد ورود أنباء عن مقتل نازح سوري ولاجئ عراقي الأسبوع الماضي لترتفع الحصيلة إلى 15 شخصاً خلال شهر مارس (آذار) الحالي بينهم 3 نساء، وتتهم قوى الأمن التابعة للإدارة الذاتية خلايا التنظيم بالوقوف خلف الجرائم.
ووصل عدد الضحايا منذ بداية العام الحالي إلى 40 حالة وفاة غالبيتها تعود إلى لاجئين عراقيين. وقال مصدر أمني من قوى الأمن بالمخيم إنهم ألقوا القبض على 10 متهمين خلال عمليات دهم وبحث أمنية بعد تصاعد أعمال العنف، «الحملة ستشمل كافة القطاعات وكل الأقسام للبحث عن عناصر متورطة موالية للتنظيم، كما نبحث عن أسلحة استخدمت في تلك الجرائم قد تكون موجودة داخل الخيام».
ومنذ مطلع العام الحالي، تدهورت الأوضاع الأمنية بشكل كبير في المخيم المكتظ والذي يعد من بين أكبر المخيمات في سوريا، يستقبل نحو 62 ألفاً يشكل اللاجئون العراقيون والنازحون السوريون النسبة الأكبر، إضافة إلى وجود نحو 11 ألف من عائلات مقاتلي «داعش» المتطرف، فروا من آخر جيب كان يسيطر عليه مسلحو التنظيم بعد القضاء على سيطرته الجغرافية والعسكرية أواخر شهر مارس 2019.
في السياق، قال بيتر ماورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد زيارة ميدانية للمخيم: «إن عشرات الآلاف من الأطفال المحاصرين بمخيم الهول وغيره من المخيمات والمحتجزين في السجون هم ضحايا. إنهم ضحايا بغض النظر عما ربما فعلوه هم أو آباؤهم، أو ما هم متهمون به».
وأشار ماورير بأن الأطفال القاطنين بالمخيم: «كثير منهم يتامى أو منفصلون عن آبائهم، يعيشون في ظروف خطيرة دائماً في المخيم».
وناشدت سلطات الإدارة الذاتية والولايات المتحدة الأميركية الدول الأعضاء بالتحالف الدولي وحكومات غربية وعربية استعادة رعاياها، غير أن معظم الدول امتنعت عن استعادة مواطنيها، وأرجعت ذلك لأسباب أمنية أو سعت لتجريدهم من الجنسية.
وكانت السلطات الأمنية لإدارة المخيم قد نفذت سابقاً عدة حملات تفتيش أمنية بالتنسيق مع «قوات سوريا الديمقراطية»، وبدعم من قوات التحالف الدولي، للحد من عمليات القتل والاعتداء ومحاولات الفرار.
وحث ماورير الذي اختتم زيارة استمرت خمسة أيام لسوريا شملت الحسكة ومخيم الهول، السلطات المحلية على وضع حد «لمأساة على مرأى الجميع. توجد أمثلة إيجابية على استعادة أفراد وإعادة دمجهم».
إلى ذلك، قال التحالف الدولي إن 65 في المائة من النازحين السوريين في شمال شرقي سوريا عادوا إلى ممتلكاتهم بعد مرور عامين على هزيمة التنظيم العسكرية، ونشر الحساب الرسمي للتحالف في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع «تويتر»، «إن الحياة عادت إلى أسواق شمال شرقي سوريا، منذ تحرير بلدة (الباغوز)، آخر معاقل التنظيم شرقي الفرات».
ولفت التحالف إلى استمرار عمليات مكافحة التنظيم عبر استهداف خلاياه النائمة بهدف تحقيق النصر النهائي والقضاء على تركته، منوهاً بأن «عمليات إعادة إعمار البنى التحتية الأساسية في المناطق المتضررة مستمرة، فيما كانت عمليات إزالة الألغام من بين أبرز الإنجازات خلال العامين الماضيين، لا سيما أنها جعلت المناطق أكثر أماناً للمدنيين».
مناشدات لاستعادة الدول مواطنيها من مخيم الهول شرق سوريا
65% من النازحين شرق الفرات عادوا لمناطقهم
مناشدات لاستعادة الدول مواطنيها من مخيم الهول شرق سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة