هالة فاخر: ظهوري «ضيفة شرف» لا يقلل من قيمتي الفنية

قالت إن شخصية المذيعة تستهويها كثيراً

الفنانة المصرية هالة فاخر
الفنانة المصرية هالة فاخر
TT

هالة فاخر: ظهوري «ضيفة شرف» لا يقلل من قيمتي الفنية

الفنانة المصرية هالة فاخر
الفنانة المصرية هالة فاخر

أكدت الفنانة المصرية هالة فاخر أن مشاركتها ضيفة شرف في مسلسل «نجيب زاهي زركش» مع الفنان يحيى الفخراني أمر لا يعيبها ولا يقلل من نجوميتها بل بالعكس فهو شرف لأي فنان الوقوف أمام الفخراني ولو بمشهد واحد، وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها فنانة تجيد تقديم جميع الأدوار وليست فنانة كوميدية فقط كما يردد البعض، وأشارت إلى أنها تحب شخصية المذيعة وتقديم البرامج بصفة عامة لأنها تتيح لها التنوع في طرح الموضوعات التي تناقشها.
وتظهر الفنانة هالة فاخر خلال شهر رمضان المقبل في عدة أعمال فنية من بينها الجزء الثالث لمسلسل «بيت العيلة» بالإضافة لمشاركتها ضيفة شرف بمسلسل «نجيب زاهي زركش» مع الفنان يحيى الفخراني ومسلسل الإثارة والتشويق «الطاوس» مع الفنان السوري جمال سليمان.
في البداية، تحدثت هالة فاخر عن الجزء الثالث من مسلسل «بيت العيلة» قائلة: «سعيدة لعرض مسلسل (بيت العيلة) في رمضان بعد أن انتهيت بالفعل من تصوير دوري بمشاركة الفنانة شيرين، وإيمان السيد وإخراج عادل عوض وهو مسلسل سيت كوم كوميدي هدفه رسم الضحكة على وجوه الناس خلال شهر رمضان»، مؤكدة أنها لا تخشى تكرار الشخصية خلال أجزاء العمل لأن كل جزء له تركيبة مختلفة عن الآخر.
وأعربت فاخر عن رغبتها في تقديم كثير من الأعمال الاجتماعية التي تستهويها: «بدأت بالفعل تصوير دوري في مسلسل (حرير مخملي) مع مصطفى فهمي وتدور أحداثه في إطار اجتماعي وهو مكون من 60 حلقة والشخصية رغم صعوبتها فإنها ممتعة فهي تمر بعدة مراحل وتحولات وصعب اختصارها أو وصفها، فهي ستعيش مع الناس خلال الأحداث بشكل مشوق وسوف يتم عرضه خارج موسم رمضان وهذا ما شجعنا على تأخير التصوير».
وتتطلع فاخر إلى البدء في تحضيرات مسلسل «بأثر رجعي» قريبا، والذي تدور أحداثه في إطار اجتماعي أيضا: «أحب الأعمال التي تطرح مشكلات اجتماعية في إطار درامي وهذا ما يسعى إليه الفن الذي لا بد أن يطرح الموضوعات المهمة، لأنه مرآة المجتمع بجانب المتعة التي يحققها».
وترى فاخر أن ظهورها ضيفة شرف في بعض الأعمال الدرامية «لا يعيبها» أبداً أو يقلل منها، مثلما فعلت مع الفنان يحيى الفخراني في مسلسله الرمضاني الجديد «نجيب زاهي زركش» بعد أن شاركته في مسلسل «شرف فتح الباب» في رمضان 2008.
بالإضافة إلى ظهورها أيضا ضيفة شرف في مسلسل «الطاوس» مع الفنان جمال سليمان قائلة: «جرت العادة أن يكون النجوم الكبار هم ضيوف شرف أي عمل فني مهم، وهذا لا يقلل من قدرهم أو نجوميتهم، هذا بالإضافة إلى أن وقوفي أمام الفنان يحيى الفخراني شرف كبير لي، ولأي فنان حتى ولو في مشهد واحد فهو مدرسة فنية وقيمة كبيرة ورغم أنني ضيفة شرف لكن دوري مؤثر وملحوظ وكذلك الحال في مسلسل (الطاوس)».
وتؤمن فاخر بأن تكدس الموسم الرمضاني بالمسلسلات الدرامية لا يعرض بعضها للظلم في عمليات المشاهدة «المسلسل يتم عرضه على عدة قنوات خلال رمضان فكيف يظلم، لا سيما أن قصة المسلسل وأبطاله يشكلون عامل الجذب ويحددون نسبب المشاهدة، وهذا يعني أن المحتوى هو المتحكم الأول في المشاهدة».
وتثمن فاخر اتجاه بعض المنتجين المصريين لعرض أعمالهم على المنصات الرقمية بالآونة الأخيرة، ووصفت التجربة بالتطور الكبير في الحياة الفنية في مصر.
وأكدت الفنانة المصرية انقطاع صلتها بـ«السوشيال ميديا»: «ابتعادي عنها ليس بسبب تجاوزات البعض في التعليقات، أو إقحام أنفسهم في حياة الفنان بصفة خاصة، أو تنصيب أنفسهم رقباء عليه لمجرد أنهم يتابعونه ولكن لأنني لا أحبها من الأساس».
وترفض فاخر تصنيفها فنانة كوميدية قائلة: «يجذبني الشخصية والعمل ككل فأنا فنانة شاملة قدمت الكوميدي والاجتماعي والتراجيدي على مدار مشواري، لذلك أرفض وضعي في قالب وحيد».
واختتمت فاخر حديثها بالكشف عن استعداداتها لتقديم برنامج اجتماعي فني منوع خلال الفترة المقبلة، مؤكدة حبها لشخصية المذيعة وتقديم البرامج: «تتيح لي مناقشة كم كبير من الموضوعات الاجتماعية التي تهم شريحة عريضة من الناس رغم أن تقديم البرامج ليس أمراً سهلاً».



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».