السودان على أعتاب تسوية ديونه المزمنة

أميركا قدمت دعماً لتخفيف الأعباء وأشادت بالإصلاحات الصعبة

أكدت وزارة الخزانة الأميركية الجمعة أن السودان سوّى ديونه لدى البنك الدولي (رويترز)
أكدت وزارة الخزانة الأميركية الجمعة أن السودان سوّى ديونه لدى البنك الدولي (رويترز)
TT

السودان على أعتاب تسوية ديونه المزمنة

أكدت وزارة الخزانة الأميركية الجمعة أن السودان سوّى ديونه لدى البنك الدولي (رويترز)
أكدت وزارة الخزانة الأميركية الجمعة أن السودان سوّى ديونه لدى البنك الدولي (رويترز)

قال البنك الدولي ووزارة الخزانة الأميركية، الجمعة، إن السودان سوى ديونه لدى البنك الدولي بعد نحو 3 عقود، مما يُقرب البلد الأفريقي المثقل بالدين من حزمة دولية للإعفاء من الدين تشتد حاجته إليها، وذلك بعدما أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم أكثر من مليار دولار لمساعدة السودان على تسديد متأخرات مستحقة عليه للبنك الدولي، مشيدة بجهود الحكومة الانتقالية بقيادتها المدنية لمواصلة عملية «الإصلاحات الصعبة، ولكن الضرورية» من أجل استعادة الاستقرار الاقتصادي، والتخلص من أعباء الديون، وتطبيع علاقات هذا البلد العربي مع المجتمع الدولي.
وقال ديفيد مالباس، رئيس البنك الدولي، إن الخطوة تعني أن السودان بمقدوره الآن الوصول إلى منح بملياري دولار من المؤسسة الدولية للتنمية.
وسداد السودان للمتأخرات أصبح ممكناً عبر قرض مؤقت بقيمة 1.15 مليار دولار قدمته الحكومة الأميركية. وقال وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، إن تسوية المتأخرات يتيح للبلاد تدبير تمويل من مجموعة البنك الدولي، ومؤسسات أخرى متعددة الأطراف، والمضي قدماً في مشاريع تنموية تحولية. وأضاف إبراهيم: «ممتنون للحكومة الأميركية لتسهيل عملية التسوية التي تدعم أيضاً مسعانا صوب إعفاء أكثر شمولاً من الدين».
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، إن السودان يستحق الإشادة لتنفيذه ما وصفته بـ«البرنامج الاقتصادي القوي» الذي يدعم تحول البلاد إلى النظام الديمقراطي، بعد 3 عقود من العزلة الدولية. وأوضحت في بيان: «يسر الولايات المتحدة أن تدعم تلك الجهود اليوم عبر مساعدة السودان في تسوية متأخراته للبنك الدولي... إنه تحرك سينقل السودان خطوة أخرى أقرب للحصول على إعفاء من الدين تشتد الحاجة إليه، ويساعد الدولة على إعادة الاندماج في المجتمع المالي الدولي». كما أكدت الخزانة الأميركية أنها «ستواصل العمل مع الشركاء الدوليين لدعم أجندة الإصلاح في السودان، والجهود المبذولة لتأمين تخفيف الديون في عام 2021».
وتولت حكومة انتقالية يقودها مدنيون السلطة في السودان في أبريل (نيسان) 2019، بعد الإطاحة بعمر البشير، مما أنهى سنوات من العزلة الدولية. ويسعى السودان إلى إعفاء من ديون خارجية بقيمة نحو 56 مليار دولار مستحقة لمؤسسات مالية دولية، ودائنين ثنائيين رسميين ودائنين تجاريين؛ ونحو 85 في المائة من تلك الديون على صورة متأخرات.
وقال صندوق النقد هذا الشهر إن السودان حقق تقدماً في برنامج يراقبه خبراء الصندوق، لكن اقتصاده ما زال «هشاً للغاية»، في ظل تضخم يصل إلى 300 في المائة ونقص في السلع الأساسية.
وقال مصدر مطلع على العملية إن أحدث خطوة تعني أن السودان قد يصل إلى ما يطلق عليه «نقطة القرار» للمرحلة الأولى من حزمة أوسع نطاقاً للإعفاء من الدين، بموجب مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون، في وقت مبكر قد يكون منتصف عام 2021. وجرى العمل على القرض الأميركي الذي أعلن عنه الجمعة لأشهر، بعد أن حذفت الولايات المتحدة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ولبى السودان أحد الشروط الأساسية التي كان يطلبها المانحون الدوليون في فبراير (شباط)، حين اتخذ خطوات نحو توحيد سعر الصرف الرسمي وفي السوق الموازية.
وقال المصدر: «قاموا بمستوى غير مسبوق من الإصلاح في فترة قصيرة للغاية... نأمل في أن يكونوا قادرين على مواصلة إحراز تقدم في الأسابيع والأشهر المقبلة». وأضاف أن مساعدة السودان في تسوية متأخراته لدى البنك الدولي سيساهم في أن يظهر للشعب السوداني أن الإصلاحات المؤلمة -مثل إنهاء دعم الوقود- تؤتي ثمارها.
وبحسب مصدر مطلع على المسألة، فإن إجمالي ديون السودان يشمل نحو 2.87 مليار دولار مستحقة للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الأفريقي للتنمية، و19 مليار دولار مستحقة لدول في نادي باريس للمقرضين الثنائيين الرسميين، و21 مليار دولار لدول غير أعضاء في نادي باريس، والبقية لدائنين تجاريين.



السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
TT

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)

أعلنت وزارة الطاقة السعودية انضمام المملكة إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود، وذلك ضمن مساعي البلاد لدعم الجهود الدولية لتطوير هذا القطاع.

وبحسب بيان نشرته الوزارة، يُمثّل انضمام المملكة لهذه الشراكة خطوةً جديدة تؤكد الدور الريادي الذي تنهض به السعودية، ضمن الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز الاستدامة، وابتكار حلول متقدمة في مجالات الطاقة النظيفة. كما يدعم طموح المملكة بأن تصبح أحد أهم منتجي ومصدّري الهيدروجين النظيف في العالم والوصول للحياد الصفري بحلول عام 2060، أو قبله، في إطار نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وحسب توفر التقنيات اللازمة.

ويؤكّد انضمام المملكة إلى هذه الشراكة رؤيتها الراسخة حيال دور التعاون الدولي وأهميته لتحقيق مستقبل أكثر استدامة للطاقة، كما أنه يُسهم في تحقيق أهداف مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، اللتين تهدفان إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى دعم المساعي الدولية لتحفيز الطلب العالمي على الهيدروجين النظيف، والإسهام في وضع اللوائح والمعايير لتعزيز اقتصاد الهيدروجين النظيف، وفقاً للبيان.

كما تمثل الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود منصة رئيسة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع تطوير ونشر تقنيات الهيدروجين وخلايا الوقود والإسهام في تحقيق تحول عالمي متوازنٍ وفاعلٍ نحو أنظمة طاقة نظيفة وأكثر كفاءة. وتعمل الشراكة على تبادل المعرفة بين الأعضاء، ودعم تطوير البحوث والتقنيات ذات الصلة بالإضافة إلى التوعية والتعليم حول أهمية الهيدروجين النظيف ودوره المحوري في تحقيق التنمية المستدامة.

وفي هذا الإطار، أوضحت الوزارة أن المملكة تحرص على أن تكون عضواً فاعلاً في العديد من المنظمات والمبادرات الدولية ذات العلاقة بإنتاج الوقود النظيف والوقود منخفض الانبعاثات، مثل: مبادرة «مهمة الابتكار»، والاجتماع الوزاري للطاقة النظيفة، ومنتدى الحياد الصفري للمنتجين، ومبادرة الميثان العالمية، ومبادرة «الحد من حرق الغاز المصاحب لإنتاج البترول بحلول عام 2030»، والتعهد العالمي بشأن الميثان، والمنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون، وغيرها من المبادرات.