تذبذب أسعار النفط مع أزمة قناة السويس وترقب «أوبك بلس»

«أرامكو السعودية»: 3 مسارات تسرع وتيرة الحدّ من الانبعاثات في منظومة أعمال الطاقة

أرامكو السعودية تشدد على ضرورة بذل الجهود للحد من الانبعاثات في منظومة أعمال الطاقة (الشرق الأوسط)
أرامكو السعودية تشدد على ضرورة بذل الجهود للحد من الانبعاثات في منظومة أعمال الطاقة (الشرق الأوسط)
TT

تذبذب أسعار النفط مع أزمة قناة السويس وترقب «أوبك بلس»

أرامكو السعودية تشدد على ضرورة بذل الجهود للحد من الانبعاثات في منظومة أعمال الطاقة (الشرق الأوسط)
أرامكو السعودية تشدد على ضرورة بذل الجهود للحد من الانبعاثات في منظومة أعمال الطاقة (الشرق الأوسط)

سجلت أسعار النفط أمس تذبذبا في أدائها، فبعد أن شهدت أسعار العقود ارتفاعا عادت مجددا للهبوط بعد منتصف النهار، وسط ظروف مشهد معالجة أزمة السفينة البنمية العالقة في قناة السويس - الممر البحري الأهم لحركة التجارة في العالم، وتنامي أعداد الإصابات بالفيروس عالميا، وترقب اجتماع (أوبك بلس) المقبل.
وارتفع سعر عقود خام برنت القياسي لأسواق النفط العالمية أمس إلى 64 دولارا للبرميل لتسليم أبريل (نيسان) المقبل، لكنها ما لبثت أن عادت للتراجع إلى حدود 61.5 دولار للبرميل، كما سجلت عقود خام غرب تكساس قرابة 61 دولارا مطلع التداولات، قبل أن يسجل الخام الأميركي انخفاضا وصل معه سعر البرميل إلى 58 دولارا، حتى وقت إعداد التقرير.
ويأتي من العوامل التي عززت التذبذب، الشكوك في تعافي الطلب على الطاقة مع ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد في أوروبا، في وقت ينتظر أن تنعقد منظومة «أوبك بلس» للدول المصدرة للنفط اجتماعا بعد أيام وتحديدا مطلع أبريل المقبل لتحديد الموقف بالنسبة لمستويات إنتاج النفط الفترة المقبلة، في وقت ينتظر أن توافق الدول على استمرار تخفيضات الإنتاج مع تزايد المخاوف بشأن تعافي الطلب على الطاقة.
وبحسب بلومبرغ لتمويل الطاقة الجديدة، فإن قرار السعودية خفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا من جانب واحد في فبراير (شباط) الماضي، وتعهدها باستمرار الخفض خلال الشهر الحالي، حدا من تراجع أسعار النفط خلال الأيام الأخيرة. وسجلت قيمة صادرات السعودية النفطية تراجعا بنسبة 20.5 في المائة لشهر يناير (كانون الثاني) الماضي.
في الوقت ذاته، فإن توقف حركة الملاحة في قناة السويس نتيجة جنوح سفينة حاويات عملاقة أمس، شكل عاملا إيجابيا لأسعار النفط مطلع المعاملات في الأسواق، لكن تأثيرات أي اضطراب في إمدادات الخام ستكون مؤقتة وسيعوضها تراجع الطلب في أوروبا بسبب إجراءات الإغلاق المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، في ظل موسم أعمال الصيانة لمصافي التكرير.
من جانب آخر، أكد النائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج بالوكالة في أرامكو المهندس ناصر النعيمي أهمية تخفيض شركات النفط والغاز لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مشيرا خلال مقابلة تم بثها افتراضياً ضمن مشاركته في المؤتمر الدولي لتقنيات البترول (IPTC) في العاصمة الماليزية كوالالمبور، إلى أن الطاقة الحالية والجديدة ستواصلان السير جنباً إلى جنب لمدة طويلة قادمة. وقال «الطاقة الحالية ستواصل دورها الأساسي إلى جانب البدائل التي تستغرق وقتاً للنمو... يتحتم علينا أن نركّز على الحدّ من حجم الانبعاثات الكربونية في قطاع النفط والغاز، وهو ما تعكف أرامكو السعودية وقطاع أعمالنا على القيام به». وحدّد النعيمي ثلاثة متطلبات رئيسية للمحافظة على استدامة إمدادات الطاقة وموثوقيتها في المستقبل، تتمثّل في: التقنيات المبتكرة، والابتكار، والتعاون بين شركات النفط والغاز، وشركات الطاقة الجديدة، ومصنّعي معدات الطاقة، ومقدّمي الخدمات، ومطوّري التقنيات وجميع الأطراف المعنية بما في ذلك الحكومات.
وحدد النائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج بالوكالة، مجالات أخرى توليها «أرامكو السعودية» اهتماما ستسهم في تسريع وتيرة تحقيقها لهدفها المتمثل في الحدّ من انبعاثات الكربون في منظومة أعمال الطاقة في الشركة، هي زيادة أعمال التكرير والتسويق، لتبلغ 8 إلى 10 ملايين برميل في اليوم، وزيادة كبيرة في إنتاج الكيميائيات التي ستُدمج في مصافي الشركة، والاستفادة من الجهود البحثية التي تجريها الشركة بشأن تحويل النفط الخام إلى منتجات بتروكيميائية.
وأشار إلى عامل التركيز على المواد غير المعدنية نظراً لوجود فرص كبيرة في قطاعات الاستخدام النهائي الضخمة، لافتا إلى تخطيط الشركة لتنمية قطاع الغاز النظيف على الصعيدين المحلي والدولي، وأن هناك إمكانيات هائلة في مجالات الهيدروجين والأمونيا الزرقاء من النفط والغاز، إضافة إلى استخلاص الكربون واستغلاله وتخزينه.


مقالات ذات صلة

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

الاقتصاد مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)
الاقتصاد شعار «إينيوس» في المقر الرئيس للشركة (رويترز)

«سينوك» الصينية للنفط تبيع أصولها في الولايات المتحدة لـ«إينيوس» البريطانية

باعت شركة «سينوك» الصينية المحدودة شركتها التابعة في الولايات المتحدة إلى مجموعة الكيميائيات البريطانية «إينيوس».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

وافق رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تشكيل مجلس إدارة شركة «إكس آر جي (XRG)»، الذراع الاستثمارية الدولية الجديدة لشركة «أدنوك».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد لوحة عليها شعار شركة «روسنفت» الروسية في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ (رويترز)

«روسنفت» و«ريلاينس» تتفقان على أكبر صفقة بين الهند وروسيا لتوريد النفط

قالت 3 مصادر إن شركة النفط الحكومية الروسية «روسنفت» وافقت على توريد ما يقرب من 500 ألف برميل يومياً من النفط الخام إلى شركة التكرير الهندية الخاصة «ريلاينس».

«الشرق الأوسط» (موسكو - نيودلهي)

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».