مكافحة الاحتيال قديماً عبر جلد الأغنام

وثيقة مصنوعة من جلد الغنم (علوم التراث)
وثيقة مصنوعة من جلد الغنم (علوم التراث)
TT

مكافحة الاحتيال قديماً عبر جلد الأغنام

وثيقة مصنوعة من جلد الغنم (علوم التراث)
وثيقة مصنوعة من جلد الغنم (علوم التراث)

يشير تحليل جديد أجراه فريق بحثي بريطاني من جامعات (إكستر ويورك وكامبريدج) إلى أن المحامين في العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث، اختاروا الكتابة على ورق من جلد الغنم لأنه يساعد في منع الاحتيال.
وحدد الخبراء في الدراسة التي نشرت أمس بدورية «علوم التراث»، أنواع الحيوانات المستخدمة في الوثائق القانونية البريطانية التي يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر إلى القرن العشرين، واكتشفوا أنها كانت دائماً مكتوبة على جلد الغنم، بدلاً من جلد الماعز أو جلد العجل، وقد يكون هذا بسبب بنية جلد الغنم.
وترسب الأغنام دهوناً بين طبقات الجلد المختلفة، وأثناء تجهيزه للكتابة، يتم غمر الجلد في الجير، مما يسحب الدهون تاركاً الفراغات بين الطبقات، وستؤدي محاولات كشط الحبر إلى فصل هذه الطبقات - المعروفة باسم التفريغ، مما يترك عيباً مرئياً يبرز أي محاولات لتغيير أي كتابة.
ويحتوي جلد الغنم على نسبة عالية جداً من الدهون، حيث يمثل ما يصل إلى 30 إلى 50 في المائة، مقارنة بنسبة 3 إلى 10 في المائة في جلد الماعز، و2 إلى 3 في المائة فقط في الماشية، وبالتالي، فإن احتمال تجريف هذه الطبقات أصعب بكثير في جلد الغنم عن الحيوانات الأخرى.
ويقول الدكتور شون دوهرتي، عالم الآثار من جامعة إكستر الذي قاد الدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «كان المحامون مهتمين جداً بالأصالة والأمن، كما نرى من خلال استخدام الأختام، ولكن يبدو الآن كما لو أن هذا الاهتمام امتد إلى اختيار نوع جلود الحيوانات التي استخدموها أيضاً، ونظراً لكون هذه الجلود متينة للغاية، فإن ملايين الوثائق القانونية القديمة باقية في أكثر من أرشيف بريطاني ومجموعة خاصة».
ويوضح دوهرتي أنه «رغم أن الأوراق كانت شائعة في القرن السابع عشر، فإنه كانت هناك توجيهات للمحامين بضرورة كتابة المستندات القانونية على المخطوطات، لأن الكتابة عليها أقل عرضة للتغيير أو الفساد». ويضيف: «تم تصنيف الكثير عن هذه الوثائق، بشكل غير صحيح على أنها من جلد العجل، ولكن دراستنا تثبت أنها كانت مصنوعة بالفعل من جلد الغنم».


مقالات ذات صلة

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.

يوميات الشرق «ميدان طلعت حرب»... محور رئيسي وسط القاهرة الخديوية (تصوير:عبد الفتاح فرج)

شارع طلعت حرب... بؤرة تحولات القاهرة وعنوان تاريخها المتألق

يقطع شارع طلعت حرب باسمه ورسمه الأيقونيَّين وسط العاصمة المصرية القاهرة، محمَّلاً بعبق التاريخ الذي يُطلُّ من شرفات بناياته العتيقة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق متحف الفن الإسلامي في القاهرة (وزارة السياحة والآثار)

متحف الفن الإسلامي في القاهرة يعرض مقتنياته في بينالي الفنون الإسلامية بجدة

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن المشاركة بعدد من القطع الأثرية من مقتنيات متحف الفن الإسلامي بالقاهرة في معرض بعنوان «وما بينهما».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جولات «تمشية» توفر معلومات دقيقة وحكايات تاريخية موثقة بأسلوب سرد مشوق (صفحة المعز لدين الله على الفيسبوك)

جولات ميدانية شبابية تعيد اكتشاف دروب القاهرة التاريخية

عرفت القاهرة أخيراً تنظيم جولات سياحية جماعية ومنتظمة سيراً على الأقدام إلى شوارعها التاريخية ومواقعها العتيقة عبر جولات شبابية.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
المشرق العربي الجيش الإسرائيلي تَعَمَّدَ استهداف المواقع التراثية والأثرية في لبنان

الجيش الإسرائيلي تَعَمَّدَ استهداف المواقع التراثية والأثرية في لبنان

تتعمّد إسرائيل في حربها على لبنان تدمير وهدم مواقع تراثية وأثرية في الجنوب والنبطية والبقاع؛ لمحو جزء من ذاكرة اللبنانيين التاريخية والثقافية والحضارية.


الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.