الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على «ميليشيا الكانيات» في ليبيا

عناصر من «ميليشيا الكانيات»
عناصر من «ميليشيا الكانيات»
TT

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على «ميليشيا الكانيات» في ليبيا

عناصر من «ميليشيا الكانيات»
عناصر من «ميليشيا الكانيات»

قالت البعثة الأوروبية لدى ليبيا، أول من أمس، إن الاتحاد الأوروبي قرر فرض عقوبات على 11 فرداً وأربعة كيانات بتهمة «انتهاكات حقوق الإنسان في دول عدة»، من بينهم قياديون من ميليشيا ليبية تورطت في عمليات «قتل خارج القانون وإخفاء قسري»، ما فتح الباب أمام مطالبات عدة بضرورة التحقيق في جرائم باقي الميليشيات منذ إسقاط النظام السابق قبل عشرة أعوام.
وكانت بريطانيا وأميركا وألمانيا قد اقترحت أن تضم «لجنة عقوبات ليبيا»، التابعة لمجلس الأمن، محمد الكاني وميليشيا «الكانيات» إلى «القائمة السوداء»، بوصفهما «من أشد منتهكي حقوق الإنسان فظاعة في ليبيا»؛ خصوصاً بعد الكشف عن «المقابر الجماعية»؛ لكن روسيا عارضت المقترح.
وتواجه ميليشيات «الكانيات»، التي كانت تقطن مدينة ترهونة (90 كيلومتراً جنوب شرقي طرابلس) اتهامات بخطف وتصفية مواطنين على الهوية السياسية، وبعد فرارها من المدينة عُثر على عشرات «المقابر الجماعية». ولم تكشف البعثة الأوروبية عن أسماء عناصر الميليشيا، التي تقرر فرض العقوبات عليها، واكتفت بأن مجلس الاتحاد «فرض عقوبات على شخصين، وميليشيا بسبب عمليات القتل خارج نطاق القضاء والإخفاء القسري في ليبيا»، لكن وكالة «أسوشييتدبرس» قالت إن القرار يشمل قائد ميليشيا «الكانيات»، محمد خليفة الكاني، وشقيقه عبد الرحيم، وذلك على خلفية اتهامهما بارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القانون، والإخفاء القسري بين 2015 ويونيو (حزيران) 2020 في مدينة ترهونة.
وبموجب نظام عقوبات الاتحاد الأوروبي، يخضع الأفراد والكيانات المدرجة أسماؤهم، وفقاً للبعثة، لتجميد الأصول في الاتحاد الأوروبي، وحظر سفر إلى الاتحاد الأوروبي، وإتاحة الأموال بشكل مباشر أو غير مباشر.
والعناصر الأساسية في ميليشيا «الكانيات» هم: محمد الكاني (47 عاماً)، القيادي بالمجلس العسكري بترهونة، وشقيقاه معمر وعبد الرحيم، وجميعهم فروا من المدينة رفقة عشرات من التابعين. وأظهرت مقاطع فيديو، بثتها عملية «بركان الغضب» على فترات سابقة، عمليات انتشال عشرات الجثث لأشخاص، بعضهم مكبل اليدين، بينهم أطفال، من مواقع بصحراء ترهونة. كما أظهرت صور انتشال جثامين متحللة من بئر بين ترهونة وسوق الخميس إمسيحل.
وقال مسؤول عسكري ليبي سابق لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات المسلحة استطاعت أن تهيمن على المشهد العام في البلاد خلال السنوات الماضية، وجنت أرباحا بفضل المتاجرة في البشر أو ابتزازهم مالياً، وبالتالي يجب على الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن فتح ملفات القتل وتغييب المواطنين، خاصة أن غالبية هذه الجرائم موثقة لدى الجهات الحقوقية في ليبيا».
وأضاف المسؤول العسكري أنه «في حال أسفرت جهود حكومة (الوحدة الوطنية) عن توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية في ليبيا فإن مصير هذه المجموعات المسلحة إلى زوال، مما يسهل عملية مقاضاة قاداتها دولياً من قبل المؤسسات الحقوقية، وأصحاب الدم في ليبيا».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.