مصر وبيلاروسيا تسعيان لشراكة استراتيجية «طويلة الأجل»

مسؤولون بالبلدين يبحثون التعاون التصنيعي

جانب من المباحثات المصرية - البيلاروسية عبر تقنية الفيديو كونفرانس اليوم (وزارة الإنتاج الحربي المصرية)
جانب من المباحثات المصرية - البيلاروسية عبر تقنية الفيديو كونفرانس اليوم (وزارة الإنتاج الحربي المصرية)
TT

مصر وبيلاروسيا تسعيان لشراكة استراتيجية «طويلة الأجل»

جانب من المباحثات المصرية - البيلاروسية عبر تقنية الفيديو كونفرانس اليوم (وزارة الإنتاج الحربي المصرية)
جانب من المباحثات المصرية - البيلاروسية عبر تقنية الفيديو كونفرانس اليوم (وزارة الإنتاج الحربي المصرية)

تسعى مصر وبيلاروسيا إلى عقد شراكة استراتيجية «طويلة الأجل»، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تنامياً لافتاً في السنوات الأخيرة.
وضمن جهود القاهرة لتعميق التصنيع المحلي من خلال التعاون مع الشركات البيلاروسية، عقد وزير الإنتاج الحربي المصري محمد مرسي، أمس، جلسة مباحثات مع بيتر باركهومشيك وزير الصناعة البيلاروسي، وعدد من رؤساء مجالس إدارة الشركات البيلاروسية عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»؛ لبحث موضوعات التعاون المشترك القائمة والمستقبلية بين الطرفين.
بحث اللقاء آليات تعزيز التعاون في مجالات التصنيع المشترك بين شركات الإنتاج الحربي والشركات البيلاروسية في كثير من المجالات، مثل «الشاحنات طراز ماز بالتعاون مع شركة ماز – المعدات الزراعية بالتعاون مع شركة ببروسكا أجروماش – الصوامع ومخازن الغلال بالتعاون مع شركة سيل أنيرجو بروم – معدات تحريك التربة من لوادر وهراسات وجرارات وكلاركات بالتعاون مع شركة أمكادور – الجرارات الزراعية بالتعاون مع شركة منسك للجرارات – المحركات بالتعاون مع شركة منسك للمحركات».
وبحسب مصدر مصري، أشار وزير الإنتاج الحربي إلى حرص الوزارة على تحقيق الشراكة الاستراتيجية التي تعود بالنفع على الجانبين من خلال الاستفادة من التكنولوجيا البيلاروسية المتقدمة والإمكانات الصناعية المتوفرة في شركات الإنتاج الحربي، بما يسهم في زيادة نسبة المكون المحلي والقيمة المضافة في الصناعة المحلية، لافتاً إلى سعي وزارة الإنتاج الحربي لكي تكون لمنتجاتها فرص تنافسية كبيرة في السوق المصرية والعربية والأفريقية، مؤكداً جاهزية شركات الإنتاج الحربي لتوفير احتياجات السوق المحلية من المنتجات التي يتم تصنيعها في الفترة الحالية بالتعاون مع الشركات البيلاروسية، وعلى رأسها منتجاتها من «الشاحنات والمعدات الزراعية والمحركات والصوامع».
ونقل عن باركهومشيك، ثقته فيما تمتلكه شركات الإنتاج الحربي المصرية من إمكانات تكنولوجية وتصنيعية وفنية وبشرية، والتي «عززت نجاح التعاون بينها وبين عدد من الشركات البيلاروسية، ما يشجع كثيراً من الشركات البيلاروسية الأخرى على عقد مزيد من الشراكات»، على حد قوله.
وأشار إلى دور وزارة الإنتاج الحربي المستمر في دعم وتشجيع الاستثمار في مصر، مؤكداً اهتمام الجانب البيلاروسي بتعزيز التعاون مع الجانب المصري في إطار نقل التكنولوجيا والتدريب لتحقيق شراكة استراتيجية طويلة الأجل.
وأكد المستشار الإعلامي لوزير الدولة للإنتاج الحربي والمتحدث الرسمي للوزارة محمد عيد بكر «حرص الوزارة على مواصلة التعاون المثمر مع الجانب البيلاروسي في مجالات التصنيع المختلفة وفتح آفاق جديدة للتعاون مع الشركات البيلاروسية».
ووجّه وزير الصناعة البيلاروسي الدعوة للوزير المصري للمشاركة في معرض «MILEX 2021» المقرر إقامته في مينسك خلال يونيو (حزيران) المقبل.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.