المساواة في الأجور: 5 طرق يمكن للرجال اتّباعها لسد الفجوة بين الجنسين

الموظفات بدوام كامل يحصلن على 82 سنتاً مقابل كل دولار يُدفع للرجال

رجل يراقب عمل موظفة داخل احد المصانع في بنغلاديش (أ.ب)
رجل يراقب عمل موظفة داخل احد المصانع في بنغلاديش (أ.ب)
TT

المساواة في الأجور: 5 طرق يمكن للرجال اتّباعها لسد الفجوة بين الجنسين

رجل يراقب عمل موظفة داخل احد المصانع في بنغلاديش (أ.ب)
رجل يراقب عمل موظفة داخل احد المصانع في بنغلاديش (أ.ب)

يصادف 24 مارس (آذار) يوم المساواة في الأجور للنساء، حيث تحصل العاملات بدوام كامل على مدار العام على 82 سنتاً مقابل كل دولار يُدفع للرجال، وفقاً لمركز قانون المرأة الوطني، وهو عبارة عن منظمة تركز على السياسات وتناضل من أجل العدالة بين الجنسين، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».
وشوهد تأثير فجوة الأجور بين الجنسين بشكل مباشر خلال العام الماضي، حيث أدى الركود الناجم عن جائحة فيروس «كورونا» إلى خروج أكثر من مليوني امرأة من سوق العمل، ويعاني بعضهن من أزمات مالية أكثر حدة من الرجال بسبب الفجوة، حسبما يقول الخبراء.
وقالت الخبيرة المالية فارنوش ترابي: «نظراً لأن الوباء أجبر بشكل غير متناسب كثيراً من النساء، خصوصاً الملوَّنات، على الخروج من سوق العمل، فإن يوم المساواة في الأجور لهذا العام لا يؤكد فقط التمييز في الأجور، بل يسلّط الضوء أيضاً على حريتنا في المطالبة بالاستقلال المالي».
وأضافت: «المشكلة أكبر بكثير من التفاوت في الأجور. مجرد القدرة على العمل وكسب العيش يعدّ أمراً مهدَّداً».
في حين أن يوم المساواة في الأجور هو يوم تعرفه النساء جيداً، إلا أنه لا يتعلق بالمرأة فقط. يحتاج الرجال أيضاً إلى أن يكونوا جزءاً من المناقشة والحل، وفقاً لترابي.
وفيما يلي خمسة أشياء يمكن للرجال القيام بها لدعم النساء في تحقيق المساواة في الأجر، وفقاً لترابي وخبراء ماليين آخرين.

* تدريب ومتابعة الزميلات في العمل
قالت تيفاني أليش، مؤسِّسة «ذا بادجيتنيستا» إنه على الرجال توجيه وتدريب زميلاتهم في مكان العمل.
وأضافت: «كان لديّ مرشدون ومدربون من الرجال وبعضهم من النساء وقد رأيت الفرق بين الاثنين... تعلمت منهما عقليات مختلفة».
وقالت: «هناك كثير من الأشياء التي علّمتني إياها المرشدات لم أكن لأتعلمها من الرجال، لكن تعلمت أن أخطو باتجاه القوة والسيطرة بطريقة مختلفة من الرجال».
وتعد الرعاية مهمة أيضاً بالنسبة إلى الرجال في مكان العمل لتحقيق تكافؤ الفرص، وفقاً لإرين لوري، مؤلِّفة كتاب «بروك ميلينيالس توكس ماني».
وأضافت لوري: «يجب على الرجال أن يدافعوا عن المرأة في مكاتبهم وأن يكونوا رعاة لها... الإرشاد رائع، لكن الراعي هو الشخص الذي يدافع عنك خلف الأبواب المغلقة، خصوصاً في أثناء المناقشات حول والترقيات والمكافآت».

* التحلي بالشفافية بشأن الأموال التي تجنيها
قالت أليش إنه على الرجال استخدام «مناصبهم القوية» لخلق مزيد من الشفافية والمساعدة في سد فجوة الأجور.
ووافقت ترابي على ذلك بقولها: «شارك راتبك مع زميلة في العمل... الشفافية أمر لا بد منه إذا أردنا تحقيق التكافؤ في الأجور».

* أخذ إجازة الأبوة
يمكن أن يساعد الرجال الذين يأخذون إجازة الأبوة في تقليل ما تسمى عقوبة الأمومة، حيث تحصل الأمهات على أجر أقل في القوى العاملة، وفق لوري.
وقالت: «يجب أن يأخذ الرجال إجازة الأبوة كاملة العرض والمتاحة... هذا من شأنه أن يساعد في تقليل أو إلغاء الخطاب الذي ينص على أن أخذ إجازة لمدة ثلاثة أشهر قد يؤثر سلباً على راتب الموظفة».

* التحدث عندما لا تكون النساء حاضرات
أوضحت أليش: «أعتقد أن الرجال يستخفّون بكيفية رنين كلماتهم في أماكن لا تعرفها النساء... لا يمكن الاستهانة بمدى قوة أن يتحدث الرجال عن النساء عندما لا يكنّ حاضرات».
وأضافت: «إن التحدث بصوت عالٍ عن النساء عندما لا يكنّ حاضرات يعد أمراً مفيداً حقاً لأن الناس يستمعون إلى أقرانهم». ورددت ترابي دعوة الرجال للدفاع عن الزميلات في الاجتماعات، حتى لو لم تكن النساء موجودات، قائلة: «دعم الذكور لنا في العمل ضروري».

* التعرّف على التحيز اللا واعي
التحيز موجود في كل مكان، ويمكن للتحيز الجنسي أن يمنع خلق بيئة عمل شاملة وعادلة، وفقاً لأليش.
قد يظهر التحيز اللا واعي من الرجال في افتراض أن الزميلة لا تريد وظيفة معينة بسبب ساعات العمل أو فرص السفر إلى خارج البلاد، على سبيل المثال.


مقالات ذات صلة

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

شؤون إقليمية امرأتان تشربان الشاي في الهواء الطلق بمقهى شمال طهران (أ.ب)

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

ستتلقى النساء الإيرانيات اللاتي يقاومن ارتداء الحجاب، العلاجَ في عيادة متخصصة للصحة العقلية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

نشرت «الأمم المتحدة»، الثلاثاء، سلسلة من شهادات «مروعة» لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال بالسودان الذي يشهد حرباً منذ أكثر من عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

نساء الريف الياباني يرفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي

يعتزم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إعادة تنشيط الريف الياباني الذي انعكست هجرة السكان سلباً عليه.

«الشرق الأوسط» (هيتاشي (اليابان))
الولايات المتحدة​ صورة للصحافية الأميركية - الإيرانية مسيح علي نجاد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (صفحتها على موقع «إكس»)

واشنطن تتهم مسؤولاً في الحرس الثوري الإيراني بالتخطيط لاغتيال صحافية في نيويورك

وجّهت الولايات المتحدة اتهامات جديدة إلى مسؤول في الحرس الثوري الإيراني وآخرين بمحاولة خطف صحافية أميركية من أصل إيراني في نيويورك واغتيالها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.