تأكيد مصري ـ أردني على تطابق المواقف تجاه القضية الفلسطينية

العاهل الأردني الملك عبد الله لدى استقباله رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في العاصمة عمان أمس (أ.ف.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله لدى استقباله رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في العاصمة عمان أمس (أ.ف.ب)
TT

تأكيد مصري ـ أردني على تطابق المواقف تجاه القضية الفلسطينية

العاهل الأردني الملك عبد الله لدى استقباله رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في العاصمة عمان أمس (أ.ف.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله لدى استقباله رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في العاصمة عمان أمس (أ.ف.ب)

أكد رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، تطابق «المواقف الأردنية - المصرية تجاه القضية الفلسطينية، بصفتها القضية المركزية التي يؤدي غياب الحل العادل الشامل الدائم لها إلى عدم إزالة أسباب التوتر من المنطقة».
وشدد الخصاونة، خلال مؤتمر صحافي جمعه أمس (الثلاثاء) في عمان مع نظيره المصري مصطفى مدبولي، على أن البلدين متفقان على أن «الحل الوحيد للقضية هو حل الدولتين الذي تقوم بموجبه الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة الناجزة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمان مع دول وشعوب المنطقة برمتها، وتؤسس لحالة من الاستقرار الإقليمي».
وفي حين أكد رئيس الوزراء أن بلاده تعد أن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للمملكة الأردنية الهاشمية، شدد على أن «الأردن يساند بالكامل الموقف المصري إزاء القضايا المركزية المصرية، ومنها المقاربة المصرية المرتبطة بـ(سد النهضة)، والآفاق والكيفية المطروحة للحل وفق هذا التصور الذي تقدمه القيادة المصرية، بصفته يمثل مقاربة حصيفة لتسوية هذه القضية، دون أي مساس بحقوق الدول المشاطئة، خصوصاً جمهورية مصر العربية الشقيقة، مثلما تتطابق مواقفنا تجاه القضايا الإقليمية والدولية».
ومن جهته، كشف رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، عن عقد قمة ثلاثية مرتقبة بين زعماء الدول الثلاث خلال الفترة المقبلة، لمناقشة عدد من المشروعات المهمة المشتركة بين الأردن ومصر والعراق. وهي القمة التي ستأتي في سياق متابعة آلية تعزيز التعاون الثلاثي.
وأشار مدبولي إلى اللقاء الذي جمعه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ونقل فيه «رسالة من أخيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد فيها دعم مصر للأردن في جميع المجالات، خصوصاً الصحية منها». وأضاف أن رسالة السيسي شددت على «أهمية العمل المشترك والتنسيق الثنائي الكامل بين البلدين في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة».
وشهدت أعمال الدورة الـ29 للجنة العليا المصرية - الأردنية المشتركة، برئاسة رئيسي وزراء البلدين، في عمان، أمس، التوقيع على 7 وثائق لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات مختلفة.
وضمت الوثائق اتفاقاً إطارياً لـ«تعزيز قدرات الربط الكهربائي»، وبرنامجاً تنفيذياً لتبادل الخبرات بين وزارة التعاون الدولي المصرية ووزارة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم في مجال الموارد المائية.
وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إن بلاده والأردن «لديهما علاقات وطيدة وثيقة، تنعكس دائماً على التواصل المستمر والتنسيق الكامل بين الدولتين في هذه الفترة شديدة الاستثنائية التي يشهدها العالم من تفشي كورونا، والتي فرضت على جميع الدول مستجدات وتحديات كثيرة».
وأكد مدبولي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني بشر الخصاونة، حرص مصر والأردن على عقد اللجنة المشتركة بين البلدين، وتفعيل الاتفاقيات المنبثقة عنها.
ونقل رئيس الوزراء تأكيد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي التقاه أمس على هامش الاجتماعات «دعمه الكامل لكل القضايا المصرية، بصفة أن الأمن القومي المصري هو نفسه الأمن القومي الأردني، وأن أي قضايا تمس أي دولة من الدولتين تنعكس بالسلب على الدولة الأخرى».
ولفت إلى أن العاهل الأردني أكد «تطابق موقف الدولتين في جميع القضايا، وحمله رسالة للرئيس السيسي، تفيد باستمرار الدعم الكامل من المملكة الأردنية لكل القضايا التي تمس الأمن القومي المصري، وعلى رأسها قضية (سد النهضة) الإثيوبي، ودعم الأردن الكامل في هذا الموضوع».
وأضاف مدبولي: «يجب أن نكون مدركين لحجم التحدي الكبير الذي يواجه مؤسسات الدول على مستوى العالم وعلى مستوى المنطقة»، مشيراً إلى أن «هناك تحديات أخرى موجودة في المنطقة، وهذا ما يفرض علينا، طبقاً لتوجيهات القيادة السياسية في الدولتين، التعاون والتنسيق الكاملين بين الحكومات، ممثلة في رؤساء الوزراء أو الوزراء المعنيين»، مؤكداً وجود «تواصل ثنائي كامل، ليس من خلال القنوات الدبلوماسية فحسب، بل اتصال مباشر يتم على مدار الأيام بصورة مباشرة».
وبدوره، قال الخصاونة إن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للمملكة الأردنية، وأضاف: «تتطابق مواقفنا إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، القريب منها والبعيد». وأشار رئيس وزراء الأردن إلى أن مباحثاته مع نظيره المصري تناولت الآلية الثلاثية التي تجمع المملكة الأردنية ومصر والعراق، مؤكداً أنه اتفق مع مدبولي على «استمرار التنسيق الدائم، وتبادل الزيارات بين مصر والأردن».
ولفت رئيس الوزراء الأردني إلى أن الآلية الثلاثية كان آخر اجتماع لقادتها في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي، واستضافتها عمان، وأنه تم تأسيس سكرتارية دائمة انتقالية تحتضنها وزارة الخارجية في الدولة التي تستضيف القمة، وهناك قمة قريبة ستعقد لهذه الآلية الثلاثية، مؤكداً «التنسيق الدائم المستمر، وتبادل الزيارات بعيداً عن الإطار المؤسسي للجان المشتركة، وأن تعالج مختلف القضايا أو أي عوائق قد تعترض سبيل التعاون الثنائي أو حتى الثلاثي عبر مقاربات وحلول مباشرة بواسطة الوزراء والمسؤولين المعنيين في البلدين من خلال تواصل مباشر».
ومن المقرر أن تعقد، اليوم (الأربعاء)، اجتماعات التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق على المستوى الوزاري. وقد قال مدبولي إنه يأمل في أن «تتم ترجمة الاتفاقيات على أرض الواقع في القريب العاجل، لا سيما في مجال الطاقة والتبادل التجاري».



«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
TT

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاعين التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

وفي المجال التعليمي، وقع «مركز الملك سلمان»، أمس (الثلاثاء)، اتفاقية تعاون مشترك مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني؛ لتنفيذ المرحلة الثالثة من «مشروع العودة إلى المدارس» في مديرية المخا بمحافظة تعز ومنطقة ثمود بمحافظة حضرموت، وفي محافظات شبوة وأبين ولحج، التي يستفيد منها 6 آلاف فرد.

وجرى توقيع الاتفاق على هامش «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» في مدينة الرياض، حيث وقع الاتفاقية مساعد المشرف العام على مركز العمليات والبرامج، المهندس أحمد بن علي البيز.

وسيجري بموجب الاتفاقية توفير 60 فصلاً من الفصول البديلة المجهزة بالكامل، وتجهيز وتأثيث 10 مدارس؛ لتوفير بيئة تعليمية ملائمة للطلاب والطالبات، بالإضافة إلى توفير 6 آلاف زي مدرسي وحقيبة تحتوي على المستلزمات المدرسية، فضلاً عن إيجاد فرص عمل للأسر من ذوي الدخل المحدود (المستفيدة من مشاريع التدريب والتمكين السابقة) من خلال تجهيز الحقائب والزي المدرسي المحلي الصنع.

ويأتي ذلك في إطار الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة؛ بهدف تعزيز العملية التعليمية الآمنة وانتظامها، ومواجهة تسرب الطلاب من المدارس بالمناطق المستهدفة.

وفي القطاع الصحي، السياق وقع «مركز الملك سلمان» اتفاقية مع الجمعية الدولية لرعايا ضحايا الحروب والكوارث، لتشغيل مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في محافظة مأرب.

وسيجري بموجب الاتفاقية تقديم خدمات التأهيل الجسدي لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى متابعتهم والاستفادة منهم في خدمة المجتمع، والتشخيص وتحديد الخطة العلاجية لكل مريض على حدة، وتركيب الأطراف الصناعية بأنواعها.

ومن شأن الاتفاقية أن توفر خدمة إعادة التأهيل الوظيفي للأطراف الصناعية ومتابعتهم المستمرة، فضلاً عن رفع قدرات الكادر الطبي والفني مهنياً وعلمياً وتهيئته للتعامل مع الحالات النوعية، إضافة إلى الحد من هجرة الكوادر الطبية والفنية المتخصصة، ومن المقرر أن يستفيد منها 7174 فردًا.

من جهة أخرى، وقعت «منظمة الصحة العالمية» اتفاقية بقيمة 3.4 مليون يورو مع الحكومة الألمانية للحفاظ على خدمات الصحة والتغذية المنقذة للحياة في اليمن.

وقالت المنظمة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، إن «هذه المبادرة تأتي في وقت يواجه اليمن فيه حالة طوارئ ممتدة من الدرجة الثالثة، وهي أعلى مستوى للطوارئ الصحية للمنظمة».

وأضافت أن «اليمن يواجه تفشي للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات بما في ذلك فيروس شلل الأطفال، والإسهال المائي الحاد، والكوليرا، والحصبة، والدفتيريا، والملاريا، وحمى الضنك».

وأشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن 33 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالحصبة منذ بداية العام الحالي، مع 280 حالة وفاة بسبب هذا المرض، فيما تم الإبلاغ عن 204 الآف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا و 710 حالات وفاة، في الفترة التي بدأ فيها تفشي المرض في مارس (آذار) وحتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضيين.

وذكرت المنظمة أنه بحلول نهاية العام الحالي، من المتوقع أن تعاني أكثر من 223 ألف امرأة حامل ومرضع وأكثر من 600 ألف طفل من سوء التغذية.

وقالت: «من بين هؤلاء الأطفال، من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 120 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم، بزيادة قدرها 34 في المائة على العام السابق».