العاهل المغربي يجري تعيينات في 3 مؤسسات دستورية

تشمل أول امرأة لرئاسة «الأعلى للحسابات»

الملك محمد السادس لدى استقباله زينب العدوي (ماب)
الملك محمد السادس لدى استقباله زينب العدوي (ماب)
TT

العاهل المغربي يجري تعيينات في 3 مؤسسات دستورية

الملك محمد السادس لدى استقباله زينب العدوي (ماب)
الملك محمد السادس لدى استقباله زينب العدوي (ماب)

أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس تعيينات جديدة في ثلاث مؤسسات دستورية، هي المجلس الأعلى للسلطة القضائية، ومجلس المنافسة، والمجلس الأعلى للحسابات.
وأعلن بيان للديوان الملكي، صدر مساء أول من أمس، أن الملك محمد السادس استقبل بالقصر الملكي في فاس محمد عبد النباوي، وعينه رئيساً أول لمحكمة النقض، وبهذه الصفة «رئيساً منتدباً للمجلس الأعلى للسلطة القضائية». كما استقبل الحسن الداكي، وعينه وكيلاً عاماً للملك لدى محكمة النقض، وبهذه الصفة «رئيساً للنيابة العامة».
في السياق ذاته، أعلن بيان الديوان الملكي أن العاهل المغربي استقبل الأعضاء الخمسة بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية، الذين يخول الدستور له حق تعيينهم بهذه المؤسسة الدستورية، طبقاً لأحكام الفصل 115 من الدستور، ويتعلق الأمر بكل من أحمد غزالي، ومحمد أمين بنعبد الله، اللذين أعاد الملك محمد السادس تعيينهما أعضاء بالمجلس، وثلاثة أعضاء جدد جرى تعيينهم هم محمد نصار، المفتش العام السابق لوزارة العدل، ومحمد زاوي، القاضي والمدير السابق لمديرية الموارد البشرية بالوزارة، الذي يشتغل محامياً بهيئة الدار بالبيضاء، ثم خالد العرايشي، المدير السابق لمديرية التجهيز بوزارة العدل. وتأتي هذه التعيينات مع اقتراب موعد انتخاب أعضاء المجلس من طرف القضاة، والمرجح تنظيمها الصيف المقبل.
في غضون ذلك، أعلن بيان آخر للديوان الملكي صدر في اليوم ذاته أن العاهل المغربي استقبل بالقصر الملكي بفاس أحمد رحو، وعينه رئيساً لمجلس المنافسة (مؤسسة دستورية مهمتها مراقبة المنافسة في المجال الاقتصادي)، خلفا لإدريس الكراوي. مبرزاً أن هذا التعيين يأتي بعد تقرير أعدته لجنة خاصة، كلفها العاهل المغربي بإجراء «التحريات اللازمة» لتوضيح وضعية «الارتباك الناجم عن القرارات المتضاربة لمجلس المنافسة»، بشأن مسألة «وجود توافقات محتملة في قطاع المحروقات»، والواردة في المذكرات «المتباينة»، التي تم رفعها إلى الديوان الملكي في يوليو (تموز) 2020.
وكان بيان للديوان الملكي صدر نهاية يوليو الماضي، قد أعلن أن العاهل المغربي قرر تشكيل لجنة للتحقيق بعد تسلمه «تقريرين متناقضين» من رئيس مجلس المنافسة (إدريس الكراوي)، حول المنافسة في قطاع المحروقات، وتظلم أعضاء من المجلس من «خروقات» في تناول الموضوع المنافسة في سوق المحروقات. وتشكلت اللجنة من رئيسي مجلسي البرلمان، ورئيس المحكمة الدستورية، ورئيس المجلس الأعلى للحسابات، ووالي بنك المغرب (محافظ البنك المركزي)، و«رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها»، وتولى الأمين العام للحكومة مهمة تنسيق عملها.
من جهة أخرى، أعلن بيان للديوان الملكي أن العاهل المغربي استقبل بالقصر الملكي بفاس زينب العدوي، وعينها في منصب الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات (مؤسسة دستورية مهمتها مراقبة صرف الأموال العمومية)، خلفاً للرئيس السابق إدريس جطو.
وتعد العدوي أول امرأة تعين في هذا المنصب السامي، وسبق أن شغلت منصب مفتش عام في وزارة الداخلية، وكانت أول امرأة تعين في منصب والي (محافظ) في المغرب (القنيطرة واغادير). كما كانت أول امرأة تلقي درساً دينياً أمام العاهل المغربي، ضمن سلسلة الدروس الحسنية التي يلقيها العلماء في شهر رمضان.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.