تل أبيب تقترح حلاً بالتراضي في خان الأحمر

تلميذة من سكان خان الأحمر في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
تلميذة من سكان خان الأحمر في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

تل أبيب تقترح حلاً بالتراضي في خان الأحمر

تلميذة من سكان خان الأحمر في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
تلميذة من سكان خان الأحمر في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

بعد أشهر على تجميد قرار هدم مجمع الخان الأحمر وترحيل سكانه الفلسطينيين، تقدمت الحكومة الإسرائيلية إلى الأهالي باقتراح جديد للتسوية، تعرض فيه إخلاءهم بالتراضي، إلى منطقة قريبة جداً من مجمعهم الحالي وأكثر اتساعاً.
وقالت مصادر في جمعيات حقوق الإنسان الإسرائيلية، التي تتعاطف مع الفلسطينيين، إن العرض الحكومي يبدو مهماً ولافتاً، إذ إنه يأخذ بالاعتبار، لأول مرة، مصالح المواطنين الفلسطينيين أصحاب الأرض وليس فقط المستوطنين اليهود. والمكان الجديد الذي سينقل إليه أهالي القرية، مجاور للموقع الحالي، ويفصل بينهما الشارع الرئيسي. وهو يتمتع بنفس المكانة القانونية ونفس المواصفات الجغرافية، كما تقع القرية في مناطق «ج» بين القدس وأريحا.
والمعروف أن خان الأحمر تجمع بدوي من أفخاذ قبيلة عرب الجهالين، التي كانت مستقرة في منطقة تل عراد في النقب جنوب إسرائيل، وقد طُردوا من المنطقة في عام 1951. وأدى طردها إلى تمزقها لـ25 تجمعاً سكانياً، بعضها داخل إسرائيل، وبعضها في الضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني. وامتد معظمهم على الطريق بين القدس الشرقية المحتلة والبحر الميت. وقد قامت مجموعة من العائلات بتأجير الأرض من أحد ملاك الأراضي العرب في قرية عناتا شمال شرقي القدس، وتمتعت بعدة عقود من الهدوء النسبي في خان الأحمر، حتى بعد أن وجدت نفسها مرة أخرى تحت الحكم الإسرائيلي في أعقاب حرب الأيام الستة عام 1967.
لكن مشكلتهم الكبرى حصلت على أثر توقيع اتفاقيات أوسلو، إذ تم وضعهم تحت سلطة الحكم العسكري الإسرائيلي مثل كل سكان منطقة «ج». وقد وضعت إسرائيل خطة لتقليل عدد السكان الفلسطينيين إلى الحد الأدنى في هذه المنطقة، مخفية أهدافاً توسعية فيها. وصادرت إسرائيل الممتلكات التي اشتراها البدو من ملاك الأراضي العرب، وتم تخصيصها لصالح توسيع مستعمرة «كفار أدوميم»، لكي تتمكن من التوسع جنوباً. وهكذا، وجدت 30 عائلة في خان الأحمر نفسها تحت التهديد. ورفضت السلطات الإسرائيلية السماح لأفرادها بأي بناء أو تطوير، ورفضت جميع طلبات السكان للحصول على تصاريح للمباني القائمة والمستقبلية على حد سواء. وكان جنود الاحتلال الإسرائيلي يدخلون القرية بين فترة وأخرى، لهدم واحد أو اثنين من المباني الشبيهة بالخيام التي اعتبرتها غير قانونية.
وفي عام 2009، عندما اكتمل بناء مدرسة ابتدائية جديدة بنيت بشكل غير رسمي في القرية، وكانت ستخدم 170 طفلاً من خان الأحمر والمجتمعات البدوية المحيطة بها، بدأت السلطات الإسرائيلية تعد لترحيلهم تماماً عن المنطقة.
هذه المدرسة، التي تعد المدرسة الوحيدة في العالم المبنية من إطارات عجلات السيارات، اكتسبت سمعة دولية. وفي مقابل التضامن الدولي معها، أصرت إسرائيل على إخلائها وترحيلها. واستصدرت القرار تلو الآخر في أجهزة القضاء، إلى حد صدور قرار في «محكمة العدل العليا الإسرائيلية» يأمر بالإخلاء ويبرره بمسوغات قانونية. وقد أثار القرار غضباً فلسطينياً وأوروبياً واسعاً، ما جعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يمتنع عن تنفيذ القرار. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أخطرت النيابة العامة الإسرائيلية، المحكمةَ العليا، بأنّ الحكومة لا تعتزم إخلاء وهدم قرية خان الأحمر خلال الأشهر الأربعة المقبلة. ويمارس اليمين المتطرف ضغوطاً على نتنياهو كي ينفذ الإخلاء، وهو يعدهم بذلك، لكن مسؤولين في مكتبه يفاوضون السكان على حلول أخرى.



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.