إسرائيل تدرس عقوبات ضد الفلسطينيين تشمل الأفراد والاقتصاد

عمال فلسطينيون يبحثون في موقع لنفايات معدنية بغزة (إ.ف.ب)
عمال فلسطينيون يبحثون في موقع لنفايات معدنية بغزة (إ.ف.ب)
TT

إسرائيل تدرس عقوبات ضد الفلسطينيين تشمل الأفراد والاقتصاد

عمال فلسطينيون يبحثون في موقع لنفايات معدنية بغزة (إ.ف.ب)
عمال فلسطينيون يبحثون في موقع لنفايات معدنية بغزة (إ.ف.ب)

قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن السلطات الإسرائيلية تتجه لفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية تشمل سحب بطاقات «في آي بي» التي تمنح امتيازات لكبار الشخصيات من المسؤولين الفلسطينيين، وتجميد مشاريع اقتصادية، رداً على توجه السلطة وتعاونها مع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وأفادت قناة «كان» العبرية، عن مسؤولين، بأنه لن تكون هناك مشاريع اقتصادية بين إسرائيل والفلسطينيين وسيجري سحب بطاقات تصاريح المرور من مسؤولين مهمين. وقالت القناة إن دولاً عديدة تواصلت مع إسرائيل في الأسابيع الأخيرة من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي بين تل أبيب ورام الله، لكن الرسالة الإسرائيلية كانت أنه «حتى يعلن الفلسطينيون أنهم لن يتعاونوا مع المحكمة الجنائية الدولية، لن يتم مثل هذا التعاون».
وبالإضافة إلى ذلك، قد تسحب إسرائيل أيضاً بطاقات «في آي بي» من شخصيات فلسطينية مهمة، كما فعلت مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، يوم الأحد، لدى عودته من الأردن، وأوقفته إلى جانب زميليه في وزارة الخارجية الفلسطينية - السفيرين عمر عوض الله وعمار حجازي، اللذين تم إخضاعهما للتحقيق حول عمل وزارة الخارجية الفلسطينية مع محكمة الجنايات الدولية، واللقاء الأخير الذي تم مع المدعية العامة، وما الذي سوف تقوم به وزارة الخارجية الفلسطينية في المرحلة المقبلة.
وأبلغت السلطات الإسرائيلية وزارة الخارجية الفلسطينية أنه تم إلغاء تصريح سفر المالكي، الذي يسمح لكبار الشخصيات بالمرور عبر الحواجز الإسرائيلية بدون عقبات. وكان المالكي عائداً من زيارة دبلوماسية لأوروبا تضمنت رحلة إلى لاهاي، للقاء رئيسة الادعاء فاتو بنسودا، التي أعلنت في 3 مارس (آذار) الجاري، فتح تحقيق رسمي في جرائم مفترضة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وكذلك في قطاع غزة، منذ 13 يونيو (حزيران) عام 2014.
وأرسلت بنسودا رسالة إلى إسرائيل ركزت على 3 مواضيع تعتزم المدعية التحقيق فيها؛ وهي العدوان على غزة عام 2014، واستهداف المشاركين في مسيرات العودة، والمستوطنات. ويوجد أمام مكتب بنسودا عدة ملفات طرحها الفلسطينيون؛ وهي «العدوان على غزة بما يشمل استخدام القوة المفرطة وأسلحة محرمة وارتكاب مجازر وقتل مدنيين»، و«الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، بما يشمل سوء المعاملة للأسرى وعائلاتهم والإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاة بعضهم»، و«الاستيطان، بما يشمل البناء غير القانوني على الأرض الفلسطينية وإرهاب المستوطنين أنفسهم، الذي أدى إلى قتل مدنيين فلسطينيين»، و«قتل المتظاهرين في الضفة وقطاع غزة».
ويتوقع الفلسطينيون أن يبدأ التحقيق أولاً بملف الاستيطان. وأمهلت بنسودا إسرائيل حتى التاسع من أبريل (نيسان) المقبل، للرد على رسالتها، لكن الرد لم يتبلور بعد بانتظار شكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وأدان رئيس الوزراء الإسرائيلي محمد أشتية «ما تعرض له وزير الخارجية رياض المالكي والوفد المرافق له، من مضايقات لدى عودته من لقاء مع المدعية العامة للجنايات الدولية»، وقال في مستهل جلسة الحكومة الفلسطينية، أمس (الاثنين)، إن «هذا الترهيب لن يمنع العدالة من أخذ مجراها». وأعلن أشتية أيضاً أن الخصومات الإسرائيلية على أموال المقاصة، ارتفعت من 41 مليون شيكل كانت متعلقة برواتب الأسرى، لتصبح 52 مليوناً شهرياً بعد إضافة رواتب الشهداء والجرحى.
وتطرق أشتية للانتخابات الإسرائيلية، قائلاً: «مع أننا نعتبرها شأناً داخلياً، فإن كل حملاتهم الانتخابية كانت على حساب أرضنا وشعبنا، والأحزاب تتنافس على مزيد من الأرض والمستوطنات»، وطالب العالم بأن يتحرك لوقف هذه الإجراءات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.