عشية الانتخابات الإسرائيلية... الغالبية تريد تغيير نتنياهو

منحوتة نصبت أمس في القدس لمتظاهر ضد نتنياهو من وحي المظاهرات اليومية ضده (رويترز)
منحوتة نصبت أمس في القدس لمتظاهر ضد نتنياهو من وحي المظاهرات اليومية ضده (رويترز)
TT

عشية الانتخابات الإسرائيلية... الغالبية تريد تغيير نتنياهو

منحوتة نصبت أمس في القدس لمتظاهر ضد نتنياهو من وحي المظاهرات اليومية ضده (رويترز)
منحوتة نصبت أمس في القدس لمتظاهر ضد نتنياهو من وحي المظاهرات اليومية ضده (رويترز)

في اليوم الأخير من المعركة الانتخابية الإسرائيلية التي ستجري غداً (الثلاثاء)، للمرة الرابعة خلال سنتين، أعرب غالبية الإسرائيليين عن رغبتهم في التخلص من حكم بنيامين نتنياهو، لكنهم اعترفوا بأن هذه المهمة ستكون صعبة للغاية.
وقال نصف المستطلعة أراءهم إن أزمة الحكم ستستمر، وإن انتخابات خامسة ستجري في نهاية الصيف. ومن جهته، يواصل نتنياهو حرث البلاد طولاً وعرضاً، رافضاً إجراء مواجهة مع خصومه، ساعياً إلى جلب أصوات جديدة. وفي توجهه للناخبين العرب (فلسطينيي 48)، لم يتردد في إبداء اعتدال سياسي، فقال إن قانون القومية الذي سنه ليس موجهاً ضد العرب، بل ضد المتسللين الأجانب من أفريقيا وأوروبا الشرقية، وتعهد بألا يطرح مخطط ضم الأراضي من الضفة الغربية لإسرائيل إلا بموافقة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقد جاءت تصريحات نتنياهو في ظل أكبر مظاهرة احتجاج ضده منذ 9 شهور، إذ احتشد أكثر من 20 ألف شخص أمام مقره في القدس الغربية، تحت شعار: «ارحل». وانطلق عدد مماثل إلى الشوارع في نحو 800 موقع في طول البلاد وعرضها يطالبون بالإطاحة به، وإرساله إلى السجن بسبب لوائح الاتهام الموجهة إليه، وتهم الفساد الخطيرة التي تنسب إليه.
وخلال المظاهرات، نشرت نتائج استطلاع رأي في «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، تقول إن 56 في المائة من الإسرائيليين يريدون أن يُزاح نتنياهو عن منصب رئاسة الوزراء، وإن 39 في المائة من الجمهور اليميني يؤيدون ذلك أيضاً. ولكن 51 في المائة من المستطلعين قالوا إنهم لا يؤمنون بأن مطلبهم هذا سيتحقق، ويعتقدون بأن خطته، وما يرافقها من أحابيل، ستنجح في إبقائه رئيساً للحكومة، إما بإحراز أكثرية أو بإبقاء الأزمة السياسية مستمرة والتوجه إلى انتخابات خامسة. وفي هذه الحالة، يبقى رئيساً للحكومة الانتقالية لستة شهور أخرى.
وأعلن قادة المتظاهرين أنهم سيواصلون التظاهر ضد نتنياهو، في حال بقي في الحكم. وقال نتاي كوهين، مدير عام «الحركة من أجل جودة الحكم»، إنه «على الرغم من قدرات نتنياهو الخارقة على البقاء في الحكم، فإن النضال ضد حكمه هو مهمة مقدسة لا مكان للاستخفاف بها. فنحن نخرج إلى الشوارع بعشرات الألوف للأسبوع التاسع والثلاثين على التوالي ضد الفساد. وفي يوم السبت، شهدنا المظاهرة الأكبر منذ انطلاق الاحتجاجات في العام الماضي التي بقي فيها الناس في الشوارع طيلة نهاية الأسبوع. فإذا لم ننجح في إسقاط حكمه، لن نجلس مكتوفي الأيدي إزاء حكمه الفاسد».
يذكر أن الانتخابات العامة للكنيست (البرلمان الإسرائيلي) ستجري غداً (الثلاثاء)، حيث توجد 38 قائمة انتخابية تتنافس على 120 مقعداً. ومن المتوقع أن تسقط 25 قائمة على الأقل، وتتوزع بقية المقاعد على الأحزاب الممثلة حالياً في الكنيست. وتشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أن الليكود، برئاسة نتنياهو، سيفوز بأكبر عدد من المقاعد (30 - 32 مقعداً، علماً بأنه ممثل اليوم بـ36 نائباً)، لكنه لا يضمن بعد تشكيل ائتلاف يضم الأكثرية. ويحارب قادة الأحزاب من أجل تحسين أوضاعهم في اليومين الأخيرين، ويعد كل منهم خطة ليوم الانتخابات تحقق له المراد.
ويلاحظ أن نتنياهو يبني كثيراً على تحصيل أصوات من الناخبين العرب، ولذلك يكثر من الجولات الانتخابية في بلداتهم، ويطلق تصريحات تبدو معتدلة، قياساً مع تصريحاته في المستوطنات اليهودية. وفي عدة مقابلات صحافية في اليومين الأخيرين، أكد أنه لن يقدم على تنفيذ مخطط ضم لمناطق من الضفة الغربية المحتلة دون موافقة الرئيس الأميركي جو بايدن، وادعى أن قانون القومية الذي سنه قبل 3 سنوات، وجعل المواطنين اليهود متفوقين والمواطنين العرب درجة ثانية، ومس بمكانة اللغة العربية، ليس موجهاً ضد العرب، بل ضد المتسللين الأجانب من دول أفريقيا وشرق أوروبا.
وأعرب نتنياهو عن ثقته بانتصاره في الانتخابات هذه المرة، وادعى أن هناك أعضاء كنيست من القوائم المنافسة له وعدوه بالانتقال إليه بعد الانتخابات.
وفي المقابل، خرج وزير الأمن رئيس قائمة «كحول لفان»، بيني غانتس، بهجوم شديد على نتنياهو، قائلاً إنه يلحق ضرراً بالعلاقات الإسرائيلية، ويمس بالمصالح الاستراتيجية لإسرائيل، موضحاً أن الولايات المتحدة لن تسكت عليه، وستنتقم من إسرائيل بسبب تبجح نتنياهو. وانتقد غانتس نتنياهو لتحيزه غير المسبوق للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، وقيامه بشق اليهود الأميركيين.
وقال رئيس قائمة «تكفاه حدشاه»، غدعون ساعر، إن نتنياهو يدير إسرائيل كما لو أنها حانوت خاصة به، وإن إسرائيل تستحق قائداً يحترمها أكثر من ذلك. وتابع أنه واثق من نصره لأن الجمهور اليميني يريد أن يبقى في الحكم من خلال قادة أنقياء ليبراليين، وليس قادة فاسدين.
ومن جهته، قال رئيس القائمة المشتركة للأحزاب العربية، النائب أيمن عودة، إنه واثق من أن الجمهور العربي لن يصدق أكاذيب نتنياهو، ويدرك أن «السلاح الوحيد بيدنا هو قوتنا العددية والنوعية في الحياة السياسية». ودعا الجمهور إلى «ألا يشعر بالإحباط من جراء الانقسام الذي نجح نتنياهو في فرضه علينا، فهذه مرحلة وتعبر، وسيرى أخوتنا في الحركة الإسلامية أنهم أخطأوا عندما وثقوا بوعود نتنياهو».
وعلق رئيس قائمة الحركة الإسلامية، النائب منصور عباس، بأن حركته ليست في جيب نتنياهو، ولكنها تحاول سلوك طريق جديد للتقدم في مطالبها لخدمة الناخب العربي وطموحاته بالسلام والمساواة.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».