«العدالة والتنمية» المغربي يرفض استقالة رئيس مجلسه الوطني

TT

«العدالة والتنمية» المغربي يرفض استقالة رئيس مجلسه الوطني

رفض المجلس الوطني الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية المغربي (أعلى هيئة تقريرية في الحزب)، المنعقد أمس وأول من أمس، استقالة رئيسه إدريس الأزمي، وكان متوقعاً أن يتجه نحو رفض مطالب بسحب الثقة من الأمانة العامة للحزب ودعوات لعقد مؤتمر استثنائي لانتخاب قيادة جديدة احتجاجاً على تقنين القنب الهندي.
وصوّت المجلس الوطني للحزب على رفض استقالة الأزمي، بـ190 صوتاً مقابل 10 أعضاء فقط صوتوا لصالح قبولها.
وقال مصدر في الحزب لـ«الشرق الأوسط»، إن التصويت جرى بعد تقديم الأزمي لعرض أمام المجلس حول ملابسات استقالته، ربطها بموقف الحزب من مشروع القانون المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي. وأشار الأزمي إلى أنه عاش «فترة صعبة» ولم يتقبل تمرير هذا المشروع في حكومة يرأسها حزبه ذو المرجعية الإسلامية.
وعرفت أشغال المجلس الوطني للحزب توالي عشرات المداخلات حول موضوع استقالة الأزمي، قبل التصويت عليها، وقال المصدر ذاته إن البعض تفهم استقالة رئيس المجلس، وآخرون انتقدوا توقيتها، باعتبارها جاءت على بُعد أشهر قليلة من موعد الانتخابات. لكن غالبية المداخلات دعت الأزمي إلى التراجع عن استقالته.
وبشأن الموقف من موضوع تقنين القنب الهندي، أشار المصدر إلى أن أغلب المداخلات تساءلت عن أسباب التسرع في طرح هذا المشروع قبل موعد الانتخابات، رغم أن مجموعة من وزراء الحزب دافعوا عن الاستعمالات الطبية والصناعية للقنب الهندي، باعتباره يشكل مشروعاً تنموياً للمناطق المعروفة منذ سنوات بزراعة هذه النبتة.
جاء ذلك في وقت صرح فيه سعد الدين العثماني الأمين العام للحزب، في افتتاح دورة المجلس الوطني، السبت، أنه رغم مصادقة الحكومة على المشروع فإن موقف الحزب هو الدعوة لدراسة أثر المشروع وفتح نقاش مجتمعي حوله، ومواصلة التنسيق مع الفريقين البرلمانيين للحزب في غرفتي البرلمان حول كيفية التعامل مع مشروع القانون بعد إحالته إلى مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان).
في سياق ذلك، خيّمت أجواء قرار عبد الإله ابن كيران الأمين العام السابق للحزب ورئيس الحكومة السابق، تجميد عضويته في الحزب، احتجاجاً على مصادقة الحكومة التي يقودها حزبه على مشروع قانون تقنين استعمال القنب الهندي، على أشغال المجلس الوطني، وأعلن عبد العالي حامي الدين نائب رئيس المجلس الوطني الذي ترأس الجلسة مساء أول من أمس أنه جرت الموافقة على اقتراح تشكيل لجنة من المجلس لزيارة ابن كيران في بيته بالرباط، ودعوته لمراجعة موقفه من تجميد عضويته. وفعلاً زارته اللجنة مساء نفس اليوم، وأفاد مصدر أن ابن كيران عبّر عن تشبثه بموقفه، وقال لهم إنه إذا صوّت الفريق البرلماني للحزب على مشروع القانون فإنه سيستقيل نهائياً من الحزب.
وبخصوص الدعوات إلى عقد مؤتمر استثنائي للحزب قبل الانتخابات، وانتخاب قيادة جديدة، أفاد مصدر من الحزب أن عدداً محدوداً من المداخلات طرحت هذه الفكرة، ما يعني أن الأغلبية ترفض سحب الثقة من القيادة الحالية، لكن بالمقابل انتقد عدد مهم من المتدخلين مواقف الأمانة العامة، واتهموها بـ«المس بصورة الحزب» من خلال التوقيع على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل في 22 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ومصادقة الحكومة على تقنين القنب الهندي. وأفاد مصدر حزبي مطلع أنه من المستبعد التصويت في نهاية دورة المجلس على مطلب سحب الثقة من القيادة الحالية.
وبشأن الأزمة المرتبطة بتصويت حلفاء حزب العدالة والتنمية في الأغلبية الحكومية في البرلمان على تعديل لطريقة احتساب القاسم الانتخابي، بالاعتماد على المسجلين في اللوائح الانتخابية وليس المصوتين، قال مصدر في الحزب لـ«الشرق الأوسط» إن المداخلات اعتبرت أن الحزب مستهدف بهذا الإجراء، وهناك من اقترح قيام الحزب برد فعل ضد سلوك حلفائه، إما بمبادرة رئيس الحكومة لربط استمراره في تحمل المسؤولية بتصويت للثقة يتم في مجلس النواب، تفعيلاً للفصل 103 من الدستور، أو باستقالة رئيس الحكومة طبقاً للفصل 47 من الدستور، لكن مداخلات أخرى اعتبرت أن هاتين المبادرتين لن تحققا الهدف المرجو بسبب اقتراب موعد الانتخابات. كما لقيت مقترحات محدودة بمقاطعة الانتخابات المقبلة ردود فعل رافضة من أغلب أعضاء المجلس. وكان متوقعاً أن يصدر مساء أمس بيان للمجلس في نهاية أشغاله، يعكس مواقفه إزاء كل هذه التطورات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.