ميليشيات الحوثي تؤخر التنقل الداخلي لليمنيين وتجمع معلومات عنهم

نتاليا كانيم المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان لدى زيارتها عدن أمس (أ.ف.ب)
نتاليا كانيم المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان لدى زيارتها عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

ميليشيات الحوثي تؤخر التنقل الداخلي لليمنيين وتجمع معلومات عنهم

نتاليا كانيم المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان لدى زيارتها عدن أمس (أ.ف.ب)
نتاليا كانيم المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان لدى زيارتها عدن أمس (أ.ف.ب)

فرضت ميليشيات الحوثي رقابة مسبقة على حركة تنقل السكان بين مناطق سيطرة الشرعية ومناطق سيطرتها، بعد أن فرضت رقابة على السكان في أحياء العاصمة والمدن الرئيسية وجمعت معلومات عنهم، وربطت حصولهم على مادة الغاز المنزلي ببيانات عدد أفراد الأسرة وبطاقات هوية رب الأسرة وأرقام هواتفهم.
وتحدث مسؤولون في شركات تأجير سيارات بين المحافظات وبعض المسافرين الذي قدموا إلى عدن عن منع نقل أي راكب بين المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين ومناطق سيطرة الحكومة إلا بعد إبلاغ وزارة النقل الحوثية بقائمة الركاب قبل 24 ساعة على موعد الرحلة.
وطالبت الوزارة غير الشرعية التي يديرها عضو الجناح العسكري للميليشيات زكريا الشامي الشركات بتعزيز تلك البلاغات بنسخ من بطاقات الهوية الخاصة بالمسافرين أو جوازات سفرهم، ومعرفة أسباب السفر، وإن كان إلى خارج البلاد فإنه مطالب بإرسال نسخة من تذكرة السفر.
وقال أحد المسؤولين بشركة تأجير سيارات إن الأمر اتخذ منذ فترة وإن الشركات أصبحت ملزمة بإرسال صور من بطاقات هوية الركاب وأرقام هواتفهم ووجهتهم أيضاً قبل يوم على الأقل من موعد السفر، وكذلك عند نقل أو عودة هؤلاء إلى مناطق سيطرة الميليشيات، وإن هذه الشروط تنطبق أيضاً على الأطفال المرافقين لأسرهم. ويضيف: «لا أعرف سبب اتخاذ مثل هذه القيود، لكن ربما أن السبب هو مراقبة تحركات السياسيين أو البرلمانيين في مناطق سيطرة الحوثيين».
ويشير سليمان عبد الله إلى أن الحوثيين فرضوا الأمر ذاته على شركات النقل الجماعي، حيث تلزم الشركة بإرسال قوائم المسافرين مع نسخة من بطاقات إثبات الشخصية إلى مكتب وزارة النقل قبل الرحلة بيومين، وإذا اعترضت الميليشيات على أحد الركاب أو عدد منهم يتم إلغاء حجزهم دون إبداء الأسباب، وإنه وفي نقطة قاع القيضي في مدخل صنعاء تقوم عناصر مخابرات الميليشيات بالصعود إلى الباصات ومطابقة الكشف الذي وصل إليها من الشركة بالركاب الموجودين للتأكد ما إذا كانت قد سمحت لأي شخص لم يبلغ عنه بالسفر، أم لا.
فيما يوضح محسن علي وهو اسم مستعار لرب أسرة وصل قبل أيام إلى عدن، أن نقطة أخرى في مدخل مدينة ذمار تقوم بفحص قوائم الركاب في الباصات ومطابقتها مع ما لديها من أسماء، وأن هناك قوائم بمطلوبين بحوزة عناصر مخابرات الميليشيات يتم البحث عنهم في الباصات وشركات تأجير السيارات ويقومون أيضاً بعد التأكد من هوية المسافرين بمعرفة وجهتهم وأسباب سفرهم قبل السماح لهم بالسفر.
وإلى جانب البحث عن السياسيين والبرلمانيين والعسكريين تبحث الميليشيات عن الطبعة الجديدة من العملة الوطنية لمصادرتها، ويروي أحد المسافرين كيف أن أسرته وضعت مبلغ 200 ألف ريال يمني (نحو 300 دولار) وسط الملابس في إحدى الحقائب، وأن نقطة تفتيش الميليشيات في ذمار قامت بإنزالهم من السيارة وتفتيش كل الحقائب تفتيشاً دقيقاً، وحين عثرت على المبلغ خيرته بين أخذه إلى التحقيق والاحتجاز أو أن يعطي النقطة الأمنية المبلغ ويسمح له بمواصلة رحلته. ويقول: «أعطيتهم المبلغ مجبراً، لأني أعرف أن ذهابي إلى المسؤول عنهم سيكلفني دفع مبلغ إضافي، هذا إذا لم يتم حبسي وإهانتي».
هذه القيود تضاف إلى الرقابة التي تفرضها ميليشيات الحوثي على السكان عبر مسؤولي الأحياء، وأقسام الشرطة، وأخيراً المشرفين الحوثيين على توزيع الغاز المنزلي، حيث يلزم على أي أسرة تريد أسطوانة غاز في الشهر بسعر تفضيلي عن السوق السوداء إعطاء قائمة بعدد أفراد الأسرة، ورقم هاتف رب الأسرة وصورة بطاقته الشخصية، كما أُلزم مسؤولو الأحياء بتحديث بيانات السكان ومناطقهم بشكل دوري.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.