معارك في ريف الرقة بين فصائل موالية لأنقرة و«قسد»

أنباء عن خطة تركية لـ«فصل» عين عيسى عن عين العرب

TT

معارك في ريف الرقة بين فصائل موالية لأنقرة و«قسد»

أعلن الجيش التركي عن تدمير أكثر من 20 موقعًا لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في مدينة تل رفعت شمال سوريا في إطار الرد على سقوط قذيفتين على منطقة خالية في ولاية كليس الحدودية في جنوب البلاد، في وقت استمرت المعارك بين فصائل موالية لأنقرة و«قسد» في ريف عين عيسى شرق الفرات.
وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش التركي نفذ «هجمات عقابية» على مواقع في تل رفعت، يعتقد أن القذائف سقطت منها على كليس، مساء الخميس، وتم تدمير أكثر من 20 موقعًا، وتحييد عدد كبير من عناصر الوحدات الكردية.
ونفذت المدفعية التركية، الجمعة، قصفاً على مواقع عدة تابعة لـ«وحدات حماية الشعب»، في تل رفعت ومحيطها انطلاقاً من قواعد الجيش التركي المتمركزة في منطقتي أعزاز وعفرين شمال محافظة حلب، بعد سقوط القذيفتين في كليس، دون وقوع قتلى أو جرحى.
وأكد الرئيس رجب طيب إردوغان رد تركيا بالمثل على سقوط القذيفتين، قائلا إن الاعتداء على كليس لا يمكن قبوله بالطبع، وقمنا بالرد بالمثل وسنواصل ذلك.
كما قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إنها أخطرت موسكو من أجل إيقاف إطلاق النار من سوريا، وإنه تم توجيه ضربات لأهداف محددة عقب سقوط القذيفتين في أرض خالية في كليس، وتم وضع القوات التركية في حالة تأهب وإنها تراقب التطورات. في سياق مواز، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس عن اشتباكات عنيفة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها، وقوات «قسد» على محاور بلدة عين عيسى الغربية، في ريف الرقة الشمالي، من جهة بلدة معلق، في محاولة من قبل القوات التركية والفصائل للتقدم باتجاه الطريق الذي يصل عين عيسى بمدينة عين العرب (كوباني) وقطعه، وسط قصف صاروخي مكثف ومتبادل تشهده المنطقة.
وقال أن «قسد» أغلقت مداخل مدينة عين عيسى بالحواجز العسكرية ومنعت دخول أي شخص لا يحمل قيودها، في حين انسحب رتل لقوات النظام يضم عشرات العناصر من «اللواء 93» في ناحية عين عيسى.
وأشار إلى أن اشتباكات عنيفة تشهدها محاور ناحية عين عيسى، عاصمة «الإدارة الذاتية» في الريف الشمالي لمحافظة الرقة، بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة، و«قسد» وقوات النظام من جهة أخرى، من جهة بلدة معلق، على الجهة الغربية لعين عيسى.
وقتل طفل متأثرًا بجروحه التي أصيب بها مع آخرين في وقت سابق، جراء القصف التركي على قرية حدريات شرقي عين عيسى في ريف الرقة الشمالي.
وتواصل القوات التركية والفصائل الموالية لها القصف البري المكثف على جميع محاور عين عيسى والقرى المحيطة بها، تزامنًا مع قصف «قسد» مواقع «نبع السلام» في ريف الرقة بين مدينتي تل أبيض وراس العين شرق الفرات.
وتأتي هذه الاشتباكات وعمليات القصف المكثف، بعد تفكيك «قسد» الألغام ومخلفات الحرب من قريتي صيدا ومعلق تحضيرًا لعودة المدنيين إلى هاتين القريتين بضمانة القوات الروسية، إلا أن القوات التركية والفصائل الموالية لها شنت هجومًا على تلك القريتين بعد الانتهاء من تفكيك الألغام. وكان «المرصد» تحدث عن مقتل ضابط تركي و3 عناصر من الفصائل الموالية لتركيا وإصابة آخرين بينهم جنود أتراك، كما قتل عنصران من «قسد»، جراء الاشتباكات والقصف على محور قرية صيدا بريف عين عيسى، حيث تمكنت الفصائل الموالية لتركيا من التقدم إلى قرية صيدا والانسحاب منها بعد ساعات، باتجاه صوامع شركراك ومدينة تل أبيض بريف الرقة، بعد سحب الجثث والجرحى الذين سقطوا جراء تلك الاشتباكات.
ورصد وصول تعزيزات عسكرية لكل من الفصائل الموالية لتركيا و«قسد» إلى جبهات القتال في المنطقة، حسب «المرصد»، وقال بأن القوات الروسية سمحت لقوات سوريا الديمقراطية بالرد على القصف التركي والفصائل الموالية لها، والتصدي للهجمات على المواقع العسكرية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.