«نداء تونس» تتجه إلى تشكيل مكتب سياسي لتحديد استراتيجيتها المقبلة

إضراب عام يشل جنوب البلاد بعد مقتل شاب خلال مواجهات مع الشرطة

«نداء تونس» تتجه إلى تشكيل مكتب سياسي لتحديد استراتيجيتها المقبلة
TT

«نداء تونس» تتجه إلى تشكيل مكتب سياسي لتحديد استراتيجيتها المقبلة

«نداء تونس» تتجه إلى تشكيل مكتب سياسي لتحديد استراتيجيتها المقبلة

تتجه حركة نداء تونس، الحزب الفائز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة، نحو تشكيل مكتب سياسي يتكون من 30 قياديا من قيادات الحزب، بهدف تسيير العمليات السياسية وتحديد استراتيجية عمل «الحركة»، إلى حين عقد المؤتمر الأول المزمع إجراؤه خلال شهر يونيو (حزيران) المقبل، وذلك نتيجة ضغط بعض القيادات السياسية الغاضبة.
واحتجت قيادات من المكتب التنفيذي، مساء أول من أمس، أمام المقر المركزي للحزب بالعاصمة التونسية وطالبت «بتوضيح مسار حركة نداء تونس بعد تولي قيادات الحزب مناصب حكومية، وتفرغ رئيسه ومؤسسه الباجي قائد السبسي لرئاسة الجمهورية».
يذكر أن الباجي قائد السبسي كان قد قدم استقالته من رئاسة حزب حركة نداء تونس، بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية بشكل نهائي في 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك تطبيقا لأحكام الدستور التونسي التي تمنع الجمع بين رئاسة حزب سياسي ورئاسة الجمهورية. كما أن الطيب البكوش، الأمين العام للحزب، عين وزيرا للشؤون الخارجية في حكومة الحبيب الصيد، وهو ما جعله غير قادر من الناحية العملية على تحمل أعباء الوزارة والأمانة العامة لحركة نداء تونس. ويتولى محمد الناصر رئاسة حركة نداء تونس بالنيابة إلى حين عقد المؤتمر الأول للحزب، إلا أنه غير متفرغ هو الآخر لتسيير حركة نداء تونس بسبب توليه مهام رئاسة مجلس نواب الشعب (البرلمان).
وفي هذا الشأن أوضح بوجمعة الرميلي، المدير التنفيذي لحركة نداء تونس لـ«الشرق الأوسط»، أن المسألة «تنظيمية بالأساس، وهي تهدف إلى ضمان الاستقرار داخل الحزب، وإيصاله إلى بر الأمان قبل عقد مؤتمره الأول»، مشيرا إلى أن المكتب السياسي الجديد سيضم 8 نواب منتخبين من الكتلة البرلمانية لحركة النداء، البالغ عددهم 86 عضوا، و8 أعضاء منتخبين كذلك من المكتب التنفيذي 100 عضو، و14 عضوا يمثلون إجمالي أعضاء الهيئة التأسيسية للحزب. كما أوضح أن حركة نداء تونس أصبحت في حاجة إلى إعادة هيكلة لملء الفراغات الكثيرة التي ظهرت بعد تنصيب الحكومة الجديدة، إلا أن المؤتمر المزمع عقده بعد أشهر سيحدد طبيعة القيادة السياسية للحركة.
على صعيد متصل، انتخبت حركة نداء تونس 4 مساعدين لمحمد الناصر، رئيس مجلس نواب الشعب(البرلمان)، كما سيجري انتخاب 3 مساعدين لرئيس البرلمان من أحزاب الاتحاد الوطني الحر، وتحالف الجبهة الشعبية، والكتلة الديمقراطية الاجتماعية، التي تجمع أحزب صغيرة ممثلة بأعداد قليلة من النواب.
من ناحية أخرى، شل الإضراب العام الذي نفذه سكان ولاية تطاوين، ومدينة بن قردان في الجنوب الشرقي لتونس الحياة الاقتصادية والاجتماعية هناك، وجاء هذا الإضراب، الذي حدد في يوم واحد، بسبب قتل أحد المحتجين من أبناء مدينة الذهيبة (تابعة إداريا لتطاوين)، ونتيجة لعنف الشرطة المفرط مع موجة الاحتجاجات الاجتماعية، المطالبة بالتنمية والتشغيل.
وخلفت المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن في الذهيبة وفاة أحد المحتجين (21سنة) وجرح 14 آخرين. كما خلفت حرق مركز أمني، ومنزل عائلة رئيس فرقة الحرس في المنطقة، ومنزلي موظفين في صفوف قوات الأمن، بالإضافة إلى محاولة حرق مقر فرقة الحرس الحدودي.
وعلى صعيد غير متصل، يسعى وفد حكومي تونسي إلى تجاوز مشكل الأداء المطبق على العابرين بين الحدود التونسية - الليبية، إذ تدرس الحكومة التونسية إمكانية رفع الرسوم الجمركية المقدرة بنحو 30 دينارا تونسيا (15 دولارا) على كل الوافدين على تونس من أبناء بلدان المغرب العربي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».