حشود حوثية تسقط غرب مأرب... والجيش اليمني يواصل تقدمه جنوب تعز

TT
20

حشود حوثية تسقط غرب مأرب... والجيش اليمني يواصل تقدمه جنوب تعز

سقطت حشود جديدة دفعت بها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران أمس (الجمعة)، غرب محافظة مأرب بالتزامن مع تقدم لقوات الجيش اليمني في جنوب تعز وتصدي القوات المشتركة لخروق متصاعدة للجماعة في جبهات محافظة الحديدة الساحلية، طبقاً لما أفاد به الإعلام العسكري اليمني الرسمي.
وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) أن القوات المسلحة مسنودة بالمقاومة الشعبية خاضت معارك ضد الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على امتداد جبهات غرب محافظة مأرب وسط انهيارات واسعة، وخسائر بشرية ومادية في صفوف الميليشيا.
ونقل الموقع عن مصدر عسكري قوله إن «المعارك العسكرية والقتالية، التي خاضها الجيش، خلال الساعات الماضية من صباح الجمعة، أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 65 عنصراً، من عناصر الميليشيا، إلى جانب عشرات الجرحى وخسائر أخرى في المعدات، في جبهة الكسارة».
وأكد المصدر أن طيران تحالف دعم الشرعية دمّر 8 مدرعات و5 عربات قتالية كانت تحمل تعزيزات للميليشيا الإرهابية، وقتل جميع من كانوا على متنها، في حين استعاد عناصر الجيش 3 عربات مدرعة، وعدداً من الآليات والأسلحة المتوسطة والخفيفة، وكميات كبيرة من الذخائر بمختلف أنواعها.
إلى ذلك أبلغت مصادر ميدانية «الشرق الأوسط» بأن الميليشيات حشدت المئات من عناصرها لشن هجمات هي الأعنف في الساعات الماضية للسيطرة على مواقع جديدة في سلسلة جبال هيلان غرب مأرب، ما جعلها تتكبد عشرات القتلى والجرحى خلال الهجوم.
ومنذ أن أطلقت الميليشيات بدعم إيراني وبمباركة من أذرع إيران في المنطقة أشد هجماتها نحو مأرب في السابع من فبراير (شباط) الماضي، اصطدمت حشودها بصلابة الجيش اليمني ورجال القبائل وبضربات محكمة من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، وسط تقديرات بخسارة الميليشيات أكثر من خمسة آلاف من عناصرها خلال المعارك والضربات الجوية.
ويوم الخميس، كانت مصادر الإعلام العسكري أفادت بمقتل ما لا يقل عن 30 عنصراً من ميليشيا الحوثي وجرح آخرين بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة هيلان غرب محافظة مأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله إن «عناصر الجيش الوطني نفّذوا كمينين محكمين لمجاميع حوثية حاولت التسلل إلى مواقع عسكرية في جبهة هيلان، ما تسبب في مقتل ما لا يقل عن 30 حوثياً وجرح آخرين واستعادة أسلحة خفيفة وذخائر متنوعة كانت بحوزة عناصر الميليشيات».
جاء ذلك وفق المصدر نفسه، بعد ساعات من صد هجوم آخر للميليشيات على مواقع عسكرية في هيلان، تكبّدت فيه الميليشيا أكثر من 60 قتيلاً وعشرات الجرحى وخسائر أخرى في المعدات القتالية بنيران الجيش وضربات طيران التحالف.
وتقول المصادر العسكرية للجيش اليمني إن الميليشيات الحوثية خسرت في الأيام الأخيرة العشرات من قادتها الميدانيين في جبهات مأرب وحجة وتعز، من بينهم القيادي الحوثي «أبو رعد شثان الشعف» الذي كلفته الميليشيا قائداً لقواتها الخاصة في مأرب، إلى جانب القيادي القبلي ضيف الله دهشوش.
كما أكدت المصادر مقتل أربعة قادة حوثيين بينهم قائد مجاميع الميليشيا في مديرية عبس المدعو محمد عيشان، وكذا المشرف الثقافي للجماعة أبو مرتضى المؤيد، والمشرفان بمديرية الشاهل علي العابد وأبو صقر أسعد.
وبينما تتعاظم الهجمات الحوثية في مأرب وسط خسائر الجماعة الكبيرة انتفضت أغلب جبهات الجيش اليمني في محافظة تعز واستطاعت تحرير مناطق واسعة غرب المحافظة وجنوبها، بحسب ما أفاد به الإعلام العسكري.
وذكرت المصادر أن قوات الجيش حررت يوم الخميس، جبل جاشع الاستراتيجي بالكامل وعدداً من المواقع في محيط مديرية حيفان جنوب تعز، وقامت بتأمين هذه المواقع، وأن المواجهات أسفرت عن مصرع 4 من عناصر الميليشيات وإصابة ستة آخرين.
وفي جبهة مدارات غرب مدينة تعز، تصدى الجيش الوطني لهجوم للميليشيات، وكبد عناصرها خسائر كبيرة بالأرواح وأحرق عربية عسكرية وقتل كل من كان على متنها، وفق ما أفاد به موقع الجيش.
إلى ذلك، أكدت قيادة الجيش في محور طور الباحة العسكري أنها أطلقت معركة لاستكمال تحرير مناطق جنوب محافظة تعز في جبهات حيفان والقبيطة وصولاً إلى الراهدة.
وأوضحت في تصريحات رسمية أن وحدات الجيش حققت تقدماً سريعاً في بدء العمليات، حيث حررت 10 مواقع عسكرية على مساحة 40 كيلومتراً كانت تحت سيطرة ميليشيا الحوثي منذ عام 2016.
هذه التطورات في جبهات مأرب وتعز وحجة رافقها طيلة الأيام الماضية، تصعيد للميليشيات الحوثية في أغلب خطوط التماس في محافظة الحديدة، وفق ما أفاد به الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة المرابطة في الساحل الغربي.
ويوم أمس (الجمعة)، قال الموقع الرسمي لألوية العمالقة إن القوات المشتركة حسمت اشتباكات عنيفة في خط زبيد وشرق الجبلية والفازة خاضتها مع الميليشيات الحوثية وكبدتها خسائر بشرية ومادية فادحة.
ونقل الموقع عن مصدر ميداني قوله إن «مسلحي ميليشيات الحوثي حاولوا التسلل شرق الجبلية والفازة واندلعت على أثرها اشتباكات عنيفة»، كما أفاد بأن القوات المشتركة أخمدت تحركات حوثية في قطاعات شارعي صنعاء والخمسين والصالح شرق مدينة الحديدة.
وبحسب المصادر نفسها، ضاعفت القوات المشتركة خسائر الجماعة الحوثية في مناطق متفرقة جنوب محافظة الحديدة رداً على خروقها المتواصلة للهدنة الأممية، حيث دمرت مرابض مدفعية وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف عناصر الميليشيات.
وفي حين يطمح المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث ومعه المبعوث الأميركي تيموثي لندركينغ إلى وقف القتال والبحث عن تسوية سياسية تنهي معاناة اليمنيين، يرجح كثير من المراقبين اليمنيين أن الميليشيات الحوثية لن ترضخ للسلام أو التفاوض قبل أن يتم كسرها عسكرياً.
وردت الميليشيات الحوثية على هذه الدعوات في الأسابيع الأخيرة بتكثيف الهجمات على مأرب وإطلاق الصواريخ والطائرات المفخة المسيرة باتجاه الأراضي اليمنية المحررة والأراضي السعودية.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».