دراسة: كورونا تحول لوباء بسبب «قرار شخص واحد»

صورة توضيحية لفيروس كورونا (المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها)
صورة توضيحية لفيروس كورونا (المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها)
TT
20

دراسة: كورونا تحول لوباء بسبب «قرار شخص واحد»

صورة توضيحية لفيروس كورونا (المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها)
صورة توضيحية لفيروس كورونا (المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها)

قال باحثون إن فيروس كورونا المستجد لم يكن في الأصل «فيروساً وبائياً»، وذلك وفقاً لنتائج دراسة جينية حديثة أجروها، وأظهرت أن أكثر من ثلثي الفيروسات حيوانية المنشأ تكون محدودة الانتشار، وتموت دون إشعال جائحة.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد حاول الباحثون في دراستهم البحث عن توقيت وكيفية ظهور فيروس كورونا لأول مرة في الصين، وقد أكدت نتائجهم أن الفيروس لم يظهر قبل أكتوبر (تشرين الأول)، وأن طبيعته «لا تجعله فيروساً وبائياً».
وأوضح الباحثون في مجلة «ساينس» العلمية أن الحظ السيئ والظروف المزدحمة لسوق المأكولات البحرية في هوانان في ووهان – وهو المكان الذي يبدو أن تفشي كورونا بدأ فيه - أعطيا الفيروس الدفعة التي يحتاج إليها لينتشر في جميع أنحاء العالم، وأنه لولا ذلك ما كان تحوّل لوباء عالمي.
وقال مايكل ووروبي، أستاذ علم الأحياء التطوري في جامعة أريزونا، الذي شارك في الدراسة، لشبكة «سي إن إن»: «كانت الأمور ستختلف كثيراً لو لم يقم أول شخص أصيب بالفيروس بالذهاب إلى سوق هوانان. لو كان قد قرر ألا يذهب للسوق في ذلك اليوم وبقي في منزله، لم يكن الفيروس لينتشر وربما كان يمكن ألا نسمع شيئاً عنه على الإطلاق».
وأضاف: «على سبيل المثال، تتعقب المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بانتظام السلالات الجديدة من الإنفلونزا وتبلغ بانتظام عن أي إصابات جديدة بها. لكن حتى الآن، لم تؤدِ أي من هذه الإصابات إلى وباء».
وتابع: «ما هو مطلوب هو شخص مصاب يكون على اتصال بالكثير من الأشخاص الآخرين، وهو ما حدث في سوق المأكولات البحرية المكتظة. إن لم تتوفر هذه الظروف لكورونا لكان الفيروس قد اختفى من الوجود».
واستخدم الفريق تقنيات جينية ونماذج كمبيوتر للتوصل لتاريخ ظهور الفيروس وكيفية انتشاره.
وأكد فريق الدراسة أن الفيروس لم يظهر قبل منتصف أكتوبر 2019، وأنه ظهر بالصين، ما يدحض التقارير التي قالت إنه ربما ظهر قبل ذلك الوقت في إيطاليا أو دول أوروبية أخرى. وقال ووروبي: «بحلول شهر ديسمبر (كانون الأول) أصاب الفيروس نحو 12 شخصاً فقط، وهذا العدد المنخفض يؤكد عدم وجود صحة للادعاءات التي زعمت ظهور العدوى في أوروبا في وقت سابق».
وأظهرت بيانات لجامعة جونز هوبكنز ووكالة «بلومبرغ» للأنباء أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم وصل إلى 121 مليونا و800 ألف حالة حتى صباح اليوم (الجمعة).
كما أشارت البيانات إلى أن عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في العالم وصل إلى مليونين و690 ألف حالة.


مقالات ذات صلة

علماء ألمان يتحققون من أدلة استخباراتية حول نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني

العالم ألمانيا تطلب من علماء التحقق من الأدلة التي قدمها جهاز الاستخبارات بشأن نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني (أ.ب)

علماء ألمان يتحققون من أدلة استخباراتية حول نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني

كشفت تقارير إعلامية أن ديوان المستشارية الألمانية طلب من علماء التحقق من الأدلة التي قدمها جهاز الاستخبارات بشأن نشأة فيروس كورونا بمختبر بمدينة ووهان الصينية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
علوم 400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

عدواه أدت إلى تغييرات دائمة وغير مرئية في أجزاء مختلفة من الجسم.

داني بلوم (نيويورك) أليس كالاهان (نيويورك)
آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الكشف عن أقدم حفرية وجه جزئي معروفة لأحد أسلاف الإنسان بغرب أوروبا

حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)
حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)
TT
20

الكشف عن أقدم حفرية وجه جزئي معروفة لأحد أسلاف الإنسان بغرب أوروبا

حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)
حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)

أكد علماء آثار، اليوم (الأربعاء)، أنهم عثروا على أحفورة وجه جزئي لأحد أسلاف الإنسان هي الأقدم في أوروبا الغربية، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

عُثر على الجمجمة غير المكتملة - وهي جزء من عظم الخد الأيسر والفك العلوي - في شمال إسبانيا عام 2022 يتراوح عمر الأحفورة بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة، وفقاً لبحث نُشر في مجلة «نيتشر».

وقال إريك ديلسون، عالم الحفريات في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، الذي لم يشارك في الدراسة: «هذه الأحفورة مثيرة للاهتمام. إنها المرة الأولى التي نعثر فيها على بقايا مهمة يزيد عمرها على مليون سنة في أوروبا الغربية». عُثر سابقاً على مجموعة من الحفريات الأقدم من أسلاف البشر الأوائل في جورجيا، بالقرب من مفترق الطرق بين أوروبا الشرقية وآسيا. ويُقدر عمرها بـ1.8 مليون سنة.

قال ريك بوتس، مدير برنامج أصول الإنسان في مؤسسة سميثسونيان، إن الحفرية الإسبانية هي أول دليل يُظهر بوضوح أن أسلاف البشر «كانوا يقومون برحلات استكشافية إلى أوروبا» في ذلك الوقت.

لكن لا يوجد دليل حتى الآن على أن الوافدين الأوائل استمروا هناك لفترة طويلة، على حد قوله. وأضاف بوتس: «قد يصلون إلى موقع جديد ثم ينقرضون».

حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بشري (يمين) عمرها يتراوح بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة تم العثور عليها في موقع بإسبانيا (أ.ب)
حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بشري (يمين) عمرها يتراوح بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة تم العثور عليها في موقع بإسبانيا (أ.ب)

وأوضحت روزا هوغيت، عالمة الآثار في المعهد الكاتالوني لعلم البيئة القديمة البشرية والتطور الاجتماعي في تاراغونا بإسبانيا، إن الجمجمة الجزئية تحمل العديد من أوجه التشابه مع الإنسان المنتصب، ولكن هناك أيضاً بعض الاختلافات التشريحية.

وأشار بوتس إلى أن الإنسان المنتصب نشأ منذ نحو مليوني عام وانتقل من أفريقيا إلى مناطق في آسيا وأوروبا، وانقرض آخر أفراده منذ نحو 100 ألف عام.

وقد صرّح كريستوف زوليكوفر، عالم الأنثروبولوجيا القديمة بجامعة زيوريخ، الذي لم يشارك في الدراسة، بأنه قد يكون من الصعب تحديد أي مجموعة من البشر الأوائل تنتمي إليها الحفرية إذا كانت تحتوي على قطعة واحدة فقط مقابل العديد من العظام التي تُظهر مجموعة من السمات.

كما قدّمت الكهوف نفسها في جبال أتابويركا الإسبانية؛ حيث عُثر على الحفرية الجديدة، أدلة مهمة أخرى على الماضي البشري القديم؛ حيث عثر الباحثون العاملون في المنطقة على حفريات أحدث من إنسان نياندرتال والإنسان العاقل المبكر.