رحب بغداديون بتوجه الحكومة العراقية لإنصاف مؤسس جمهوريتهم، الزعيم عبد الكريم قاسم، بعد 51 عاما على اغتياله، وافتتاح متحف خاص بمقتنياته وشواهده والهدايا والدروع الخاصة به، إضافة إلى أرشيف كامل يوثق مرحلة حكمه، وذلك في بيت تراثي بشارع الرشيد وسط بغداد.
وطالب زائرون للمتحف بأن تكون سيرة قاسم حافزا للمسؤولين العراقيين للاقتداء بنهجه وعدالته في إدارة البلاد.
ويعد المتحف خامس متحف تراثي في العراق والأول من نوعه في بغداد افتتحته وزارة السياحة والآثار العراقية بمناسبة ذكرى انقلاب 8 فبراير (شباط) 1963، في احتفالية حضرتها شخصيات ثقافية وإعلامية بارزة. ويتألف المتحف من 5 قاعات، 3 منها في الطابق الأول، واثنتان في الطابق الثاني، ويتوسط تمثال قاسم الوحيد، الذي يمتد عمره لأكثر من 50 سنة والمصنوع من مادة البرونز للفنان خالد الرحال، بساحة المتحف فيما تضم القاعات الأخرى المقتنيات الشخصية والهدايا، والقاعة الثالثة مخصصة للأسلحة والدروع والصور التذكارية لقاسم مع شخصيات مختلفة. وخصصت قاعة لأرشيف يوثق مرحلة عبد الكريم قاسم وتضم كتبا وصحفا ومجلات تتحدث عن تلك الفترة.
من ناحية ثانية، أعلنت وزارة السياحة أن الأيام المقبلة ستشهد افتتاح متحف للشاعر الكبير بدر شاكر السياب، في محافظة البصرة، إضافة إلى متاحف أخرى، مشيرة إلى أنها مهتمة بأرشفة المراحل الزمنية الثقافية والسياسية التي مرت بالعراق، وفي مقدمتها فترة حكم عبد الكريم قاسم التي انتهت بانقلاب 8 فبراير 1963.
الإعلامية رشا كاظم قالت خلال حضورها حفل الافتتاح: «فترة حكم الزعيم عبد الكريم قاسم بحاجة إلى أن نتعرف عليها أكثر، وأن نبرزها بالشكل الذي تستحقه عسى أن يتعظ منها سياسيو اليوم وهم يكتنزون الثروات على حساب معاناة الفقراء».
بدوره، قال الشاعر والإعلامي مظهر الساعدي: «العراقيون متفقون على نزاهة هذه الشخصية التي ظلمت بالأمس، ولا بد من إعادة الاعتبار لها، كونها جسدت ركنا أساسيا من حياة العراقيين». وطالب بإقامة الندوات التثقيفية وإعداد الأفلام الوثائقية «التي تتحدث بإنصاف عن هذه المرحلة، التي سبق أن حاول البعض تشويهها في الماضي»، واصفا فترة حكم قاسم بـ«المثالية.. كونه فضل شعبه على نفسه ورحل دون أن يملك شيئا».
من جانبها، تقدمت عائلة قاسم خلال كلمة ألقيت نيابة عنها في الاحتفال، بالشكر والعرفان لوزارة السياحة والآثار والمشرفين على مراحل تنفيذ المتحف، مشيدة «بالجهد المبذول في البحث وجمع المقتنيات التي تخص الزعيم من مختلف المصادر الرسمية والشعبية». واعتبرت افتتاح المتحف «وفاء وتكريما لشخصية وطنية مخلصة اتسمت بالبساطة والتواضع والنزاهة».
يذكر أن انقلاب 8 فبراير 1963، أو «ثورة رمضان» كما يسميها البعثيون، هو انقلاب عسكري أطاح بنظام حكم قاسم، مؤسس النظام الجمهوري في العراق بعد انقلاب 14 يوليو (تموز) 1958، ومثل أول وصول لحزب البعث إلى السلطة في العراق. وأعدم قاسم بعد محاكمة صورية عاجلة في دار الإذاعة في بغداد، وسارع قادة الانقلاب إلى عرض جثته على شاشة التلفزيون في اليوم التالي، وتولى الحكم بعده رفيقه عبد السلام عارف الذي كان من قادة الانقلاب.
8:58 دقيقه
بغداديون يستعيدون ذكرى مؤسس النظام الجمهوري في العراق
https://aawsat.com/home/article/286961/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82
بغداديون يستعيدون ذكرى مؤسس النظام الجمهوري في العراق
في بادرة لرد الاعتبار إليه.. افتتاح متحف عبد الكريم قاسم وسط بغداد
تمثال عبد الكريم قاسم يتوسط باحة متحفه في بغداد («الشرق الأوسط»)
- بغداد: أفراح شوقي
- بغداد: أفراح شوقي
بغداديون يستعيدون ذكرى مؤسس النظام الجمهوري في العراق
تمثال عبد الكريم قاسم يتوسط باحة متحفه في بغداد («الشرق الأوسط»)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
