موسكو: نطمح إلى الأفضل مع واشنطن... ونستعدّ للاسوأ

المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف (رويترز)
المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف (رويترز)
TT

موسكو: نطمح إلى الأفضل مع واشنطن... ونستعدّ للاسوأ

المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف (رويترز)
المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف (رويترز)

قال الكرملين، اليوم الجمعة، إن موسكو تطمح دائما إلى الأفضل لكنها تستعد للأسوأ، وذلك ردا على سؤال بشأن احتمال نشوب حرب باردة جديدة بين روسيا والولايات المتحدة.
ووصلت العلاقات بين البلدين إلى مستوى متدن جديد هذا الأسبوع بعدما قال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مقابلة إنه يعتقد أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين «قاتل»، وهو الأمر الذي دفع روسيا إلى استدعاء سفيرها من الولايات المتحدة. واقترح بوتين في وقت لاحق إجراء محادثات علنية على الإنترنت مع بايدن في الأيام المقبلة، كما أوردت وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف اليوم إن عرض بوتين إجراء محادثات مع بايدن لا يزال قائما، مضيفا أن الرئيس الروسي يمكنه فعل ذلك في أي وقت ملائم لبايدن وإن كان العرض لن يظل قائماً إلى ما لا نهاية.
وأضاف بيسكوف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف: «قال بوتين إنه على الرغم من كل شيء لا جدوى من دبلوماسية الصوت العالي وتبادل الانتقادات، لكن ثمة جدوى في مواصلة العلاقات».
وسئل عن احتمال نشوب حرب باردة جديدة بين البلدين فأجاب: «نحن بالطبع نطمح دائما إلى الأفضل، لكننا نستعد دائما للأسوأ. وفي ما يتعلق بروسيا أوضح الرئيس بوتين رغبته في مواصلة العلاقات». وأضاف: «لكن بالطبع لا يمكننا إغفال تصريحات بايدن»، في إشارة إلى مقابلة بايدن مع شبكة «إيه.بي.سي» للتلفزيون الأربعاء.
وخلال المقابلة وصف بايدن بوتين أيضا بأنه بلا قلب، وقال إنه سيدفع ثمن تدخله في انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر (تشرين
الثاني) 2020، وهو زعم ينفيه الكرملين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».