10 إصابات بسلسلة تفجيرات متزامنة في محيط أقسام شرطة بالإسكندرية

مقتل 15 «إرهابيا» في سيناء.. و«بيت المقدس» بث مقطعًا مصورًا لذبح «متعاونين»

10 إصابات بسلسلة تفجيرات متزامنة في محيط أقسام شرطة بالإسكندرية
TT

10 إصابات بسلسلة تفجيرات متزامنة في محيط أقسام شرطة بالإسكندرية

10 إصابات بسلسلة تفجيرات متزامنة في محيط أقسام شرطة بالإسكندرية

شهدت مدينة الإسكندرية في شمال مصر سلسلة انفجارات لعبوات ناسفة بدائية الصنع في محيط أقسام للشرطة، أسفرت عن إصابة 10 أشخاص بينهم سيدة، بحسب مصادر أمنية وطبية محلية، في تجدد لموجة أعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي.
وبينما قالت مصادر أمنية في شمال سيناء، إن قوات الجيش «قتلت 15 من العناصر الإرهابية»، بث فيه تنظيم أنصار بيت المقدس المتشدد مقطعا مصورا لذبح 10 أشخاص بزعم «تعاونهم مع الجيش».
وتخوض السلطات المصرية صراعا مع تنظيمات متشددة منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى منتصف العام قبل الماضي. وتشهد المدن المصرية بين فترة وأخرى زرع عبوات ناسفة محدودة التأثير تستهدف في معظمها مواقع وأفراد الشرطة.
وقالت المصادر الأمنية، إن انفجار قنبلة بدائية الصنع أمام قسم المنتزه (غرب الإسكندرية) أدى إلى إصابة 7 أشخاص، فيما أسفر انفجار أمام قسم المنتزه ثان عن وقوع مصابين اثنين، وأصيب شخص في انفجار أمام قسم شرطة رمل أول (وسط المدينة)، مشيرا إلى أن انفجارين آخرين وقعا في منطقتي سموحة وسيدي بشر لم يسفرا عن وقوع إصابات.
وأضافت المصادر الأمنية، إن قوات الأمن وخبراء المفرقعات فرضوا أطواقا أمنية حول المواقع المستهدفة، لتمشيطها، كما أغلقت عدة شوارع أمام المارة والسيارات، فيما قرر النائب العام المصري المستشار هشام بركات، أمس، فتح تحقيقات عاجلة في الانفجارات التي شهدتها الإسكندرية. وكلف بركات النيابيات المختصة بالانتقال إلى مواقع الانفجارات لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ومعاينة مواقع انفجار العبوات الناسفة، وانتداب خبراء المفرقعات بإدارة الأدلة الجنائية لمعاينة المواقع ورفع آثار القنابل المستخدمة.
وقال إبراهيم الروبي، مدير الطوارئ والاستقبال بمديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية، إن سيارات الإسعاف نقلت المصابين إلى مستشفيين قريبين من موقع الحادث، لافتا إلى أن جميع المصابين في حالة صحية مستقرة، عدا شخص واحد مصاب بتهتك شديد في القدم.
وفي غضون ذلك، أكد مسؤول أمني محلي، إن قوات الحماية المدنية في الإسكندرية أبطلت مفعول قنبلة بدائية الصنع تم زرعها في شركة الإسكندرية لتداول الحاويات بداخل ميناء الإسكندرية، مشيرا إلى أن مجهولين أضرموا النيران في حافلتين تابعتين لأحد البنوك الخاصة بمنطقة مينا البصل غرب الإسكندرية، دون وقوع إصابات.
وفي العاصمة القاهرة، أحرق مجهولون حافلة نقل جماعي حكومية في موقف للحافلات بمنطقة المنيب غرب القاهرة، باستخدام زجاجات حارقة، بحسب مصادر أمنية.
وتسعى السلطات المصرية لضبط الأوضاع الأمنية في البلاد وتحقيق الاستقرار، لطمأنة المستثمرين قبل انعقاد مؤتمر اقتصادي عالمي في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء منتصف الشهر المقبل.
وتواجه السلطات الأمنية تحديا آخر في شمال سيناء، التي تتخذها تنظيمات متشددة، مرتكزا لعملياتها. وقالت مصادر أمنية بشمال سيناء، إن «مواجهات عنيفة اندلعت بين حملة عسكرية وعناصر تكفيرية، جنوب رفح، أسفرت عن مقتل 15 تكفيريا، وإصابة آخرين خلال الاشتباكات».
وأشارت المصادر إلى مشاركة طائرات الأباتشي في الحملات العسكرية التي تنفذها القوات بمناطق جنوب الشيخ زويد ورفح، حيث تقوم الطائرات بقصف البؤر الإرهابية وتنفيذ الغارات الجوية ضد تجمعات العناصر التكفيرية.
وبالتزامن، بث تنظيم «أنصار بيت المقدس»، أبرز التنظيمات المتشددة في سيناء، مقطعا مصورا أمس، على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، يظهر ذبح 10 من أهالي المحافظة، بزعم تعاونهم مع القوات المسلحة، أو الجيش الإسرائيلي. وظهر في المقطع المصور عدد من الضحايا يدلون بما وصفه المقطع المصور بـ«اعترافاتهم».
كما تضمن المقطع المصور لقطات من إحدى العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم «أنصار بيت المقدس»، ضد شخصين في ملابس مدنية يستقلون شاحنة صغيرة، قال التنظيم إنهم ينتمون للقوى الأمنية.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.