كرة القدم رياضة وليست آلة لجمع الإيرادات للأندية شديدة الثراء

النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا سيفاقم مشكلة عدم المساواة في اللعبة ويدمرها

بايرن ميونيخ حصد لقب دوري أبطال أوروبا 2020 (غيتي)
بايرن ميونيخ حصد لقب دوري أبطال أوروبا 2020 (غيتي)
TT

كرة القدم رياضة وليست آلة لجمع الإيرادات للأندية شديدة الثراء

بايرن ميونيخ حصد لقب دوري أبطال أوروبا 2020 (غيتي)
بايرن ميونيخ حصد لقب دوري أبطال أوروبا 2020 (غيتي)

بعد إقصائه من قبل ريال مدريد في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا عام 2018، اتخذ يوفنتوس إجراءات حاسمة، حيث رأى النادي الإيطالي أن المطلوب هو وجود لاعب هداف كان بإمكانه مساعدة الفريق على الفوز في المباراتين النهائيتين اللتين وصل إليهما في السنوات الثلاث الماضية، من أجل الحصول على لقب البطولة الأقوى في القارة العجوز. لذلك، تعاقد يوفنتوس مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مقابل 100 مليون يورو، ودفع له راتباً أكبر من إجمالي رواتب أعلى أربعة لاعبين أجراً في الفريق، رغم أنه كان يبلغ من العمر 33 عاماً، ورغم أن طريقة لعبه الفردية قد عفا عليها الزمن فيما يتعلق باللعب على مستوى النخبة.
وعندما يتطلب الأمر الاختيار بين الإصلاح الهيكلي، الذي ربما يعالج المشاكل المتكررة التي يعاني منها الفريق، وبين التعاقد مع لاعبين من أصحاب الأسماء الكبيرة والرنانة، فإن المديرين التنفيذيين غالباً ما يميلون إلى الخيار الأخير، فهو أمر له مفعول السحر ويجعلهم يشعرون بأهميتهم ولا يتطلب أي عمل حقيقي أو فهم لكرة القدم، كما أن تأثيره قصير المدى على وسائل التواصل الاجتماعي سيكون أكبر بكثير من تطوير قسم تحليل البيانات أو تحسين عملية اكتشاف المواهب الشابة أو لجنة التعاقدات بالنادي، أو أي من الجوانب الحيوية الأخرى غير المرئية للبنية التحتية. ومنذ ذلك الحين، خرج يوفنتوس من دوري أبطال أوروبا أمام أياكس أمستردام (عائداته السنوية لا تتجاوز 39 في المائة من عائدات يوفنتوس)، وليون (عائداته السنوية تصل إلى 45 في المائة من عائدات يوفنتوس)، وبورتو (عائداته السنوية تصل إلى 22 في المائة من عائدات يوفنتوس).
وفي الوقت نفسه، أقال يوفنتوس المدير الفني الذي قاده للحصول على لقب الدوري الإيطالي الممتاز خمس مرات متتالية، والوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا مرتين، وعين بدلاً منه ماوريسيو ساري الذي لا يتوقف عن التدخين، والذي ربما يكون أقل شخص يحظى بالاحترام من جانب رونالدو! والآن، يتولى قيادة النادي أندريا بيرلو، الذي لا يمتلك خبرات تدريبية تذكر، والتي تقتصر كل مؤهلاته على أنه كان لاعب خط وسط عظيماً! وبالتالي، تتمثل النتيجة الآن في أن هيمنة يوفنتوس على الدوري الإيطالي الممتاز، والتي امتدت لتسع سنوات متتالية، قد اقتربت من نهايتها.
لذلك، فإن الشخص العبقري الذي أشرف على هذا الانهيار، وأعني بذلك رئيس يوفنتوس أندريا أنييلي، هو المدير التنفيذي الذي يروج - بصفته رئيساً لرابطة الأندية الأوروبية – لتغيير شكل دوري أبطال أوروبا (رغم وجود الكثير من مالكي الأندية الآخرين الذين يؤيدونه ويقفون خلفه). ومن غير المفاجئ تماماً أن يفضل أنييلي نظاماً جديداً يضمن تدفق الإيرادات المالية للأندية الغنية بالفعل بغض النظر عن مدى سوء إدارتها.
وفي غضون الأسابيع القليلة المقبلة، يبدو من المرجح أنه سيتم التأكيد على أنه اعتباراً من عام 2024 سيتبنى دوري أبطال أوروبا ما يسمى «النظام السويسري»، حيث يتم إلغاء دور المجموعات واستبدال نظام جديد بدلاً منه يضم 36 فريقاً يلعب كل منها 10 مباريات، يتم تحديدها حسب التصنيف، على أن تتأهل أكثر ثماني أندية حصولاً على النقاط إلى دور الستة عشر مباشرة، في حين تتنافس الأندية التي احتلت المراكز من التاسع إلى الرابع والعشرين على المقاعد الثمانية الأخرى.
وبعبارة أخرى، ستلعب هذه الأندية 180 مباراة من أجل إقصاء 12 فريقاً من البطولة، وبذلك سيتم ضغط أربع مباريات إضافية في جدول مباريات مضغوط للغاية بالفعل للدرجة التي جعلت فريقاً مثل ليفربول – وحتى قبل تفشي فيروس كورونا – يلعب مباراتين خلال يومين فقط! وعلاوة على ذلك، فإن الفريق الذي يحقق الفوز في أول أربع مباريات سيضمن التأهل، وبالتالي يمكنه اللعب بالتشكيلة الاحتياطية في باقي المباريات، وهو الأمر الذي سيقلل كثيراً من المتعة.
وبالتالي، ستكون هناك احتمالية كبيرة للتواطؤ بين الأندية، من أجل تحقيق منفعة متبادلة في الأسابيع الأخيرة. ومن الواضح أن هذا الشكل المقترح لا يشجع النزاهة الرياضية، لكنه ينبع في الأساس من نفس العقلية التي تفضل التعاقد مع الأسماء الكبيرة ولا توجد لديها فكرة واضحة عن كيفية عمل كرة القدم أو ما يجعلها مميزة عن باقي اللعبات الأخرى.
وبحلول الأسبوع الأخير من هذه المسابقة، قد تكون هناك مشكلتان يتعين حلهما فيما يتعلق بالتأهل التلقائي إلى الأدوار الإقصائية أو الانتقال إلى المراكز الأربعة والعشرين الأولى، لكن هذا هو السيناريو الأفضل (هل يعتقد اتحاد الأندية الأوروبية أن جمهور كرة القدم سيهتم كثيراً بالصراع بين الأندية التي تحتل المراكز من الثالث والعشرين إلى السادس والعشرين في أوروبا؟ وهل سيهتم جمهور الكرة بمشاهدة أندية مثل كراسنودار وبروج وهي تلعب مباراة فاصلة من أجل البقاء في المسابقة أمام فريق مثل أتلتيكو مدريد؟)
من الواضح أن دور المجموعات بشكله الحالي ليس مثالياً، حيث يكون مملاً ويمكن للمشجع أن يتنبأ بسهولة بالفرق التي يمكنها التأهل للدور التالي، كما يوجد بهذا الدور العديد من المباريات التي تكون نتيجتها محسومة حتى قبل أن تُلعب. لكن هذه ليست مشكلة متعلقة بالنظام الذي تقام به البطولة، بقدر ما تتعلق بالموارد وتوزيعها (في عام 2019 على سبيل المثال، حصل برشلونة على جوائز مالية أكثر بنسبة 50 في المائة من الطرف الآخر الخاسر في مباراة الدور نصف النهائي، والذي كان أياكس أمستردام)، وحقيقة أن الأندية
العملاقة غنية جداً لدرجة أنها تهيمن على الجميع حتى عندما تتم إدارتها بشكل سيئ للغاية – فرغم جميع الأزمات التي يعاني منها برشلونة، فلا يزال لديه الفرصة للحصول على الثنائية المحلية (الدوري والكأس). إن الاعتقاد بأن الحل هو إقامة المزيد من المباريات التي لا طائل من ورائها والتي من شأنها فقط أن تعمل على توسيع الفوارق المالية بين الأندية، يشبه التفكير في أن أفضل طريقة لعلاج كسر في مشط القدم هو الضغط عليه بشدة!
وفي دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا هذا العام، تعرض ريال مدريد على الأقل لبعض الضغط من خلال الخسارة أمام شاختار ثم التعادل أمام بوروسيا مونشنغلادباخ. صحيح أنه يمكن لريال مدريد أن يتصدر المجموعة في نهاية المطاف، لكن لن يكون أمامه سوى أربع مباريات فقط لتصحيح مساره. أما وفقاً للنظام الجيد، فسيكون أمامه ثماني مباريات كاملة، وهو الأمر الذي يقضي على أي شعور بالخطر، ويجعل الفرق الكبرى تضمن التأهل للأدوار التالية بشكل دائم.
إن هذا «النظام السويسري» الجديد سيعزل أندية النخبة عن باقي الأندية ويخلق مسابقة تساعد الأندية الكبرى على تحقيق المزيد من الإيرادات وحماية أنفسها بشكل أكبر من عواقب القرارات السيئة. لقد قيل لنا بلا مبالاة إن هذا النظام يعمل بشكل جيد في لعبة الشطرنج! قد يكون هذا صحيحاً، لكن بعد ذلك لا يمكن للاعبي الشطرنج الأغنياء أن يقوموا بشراء الكثير من قطع الشطرنج المهمة من لاعبي الشطرنج الأفقر الذين يعانون بسبب النظام المتبع في هذه المسابقة!
إن خروج يوفنتوس من دوري أبطال أوروبا مؤخراً أمام بورتو يعد مثالاً لما يمكن أن تكون عليه كرة القدم الأوروبية رفيعة المستوى. لقد كان هناك مستوى مميز وقدر كبير من الإثارة والتألق، كما كان هناك فرح وحزن، لأن هذه المباراة كانت مهمة، وكان هناك شعور بالخطر، ولأن الأمر في نهاية المطاف كان يتطلب تأهل فريق واحد إلى الدور التالي. وإذا قارنا ذلك بالفوز غير المجدي الذي حققه يوفنتوس خارج ملعبه في الجولة الأخيرة من دور المجموعات على برشلونة، فسوف نعرف الفرق. صحيح أن هذه المباراة كانت بين ناديين عملاقين، وصحيح أنها ربما تكون اللقاء الأخير بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي في مباراة واحدة، لكن بعد ثلاثة أشهر لا يستطيع كثيرون تذكر تلك المباراة من الأساس!
إن هذه البطولة بشكلها الجديد سوف تخلق كرة قدم لا معنى لها وتؤدي إلى تفاقم المشكلة الأساسية لعدم المساواة داخل اللعبة. وفي مرحلة ما، يتعين على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن يعمل من أجل كرة القدم ويقول إن هذه رياضة وليست آلة لجمع الإيرادات للأندية شديدة الثراء.


مقالات ذات صلة

بوتين يتفقد قوات شيشانية تستعد للقتال في أوكرانيا

أوروبا بوتين محاطا بمقاتلين شيشانيين في جامعة القوات الخاصة الروسية في جوديرميس في الشيشان (إ.ب.أ)

بوتين يتفقد قوات شيشانية تستعد للقتال في أوكرانيا

أبلغ قديروف بوتين في اجتماع منفصل أمس الثلاثاء بأن الشيشان أرسلت أكثر من 47 ألف جندي منذ بداية الحرب لقتال أوكرانيا، بينهم نحو 19 ألف متطوع.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند وصوله إلى مطار غروزني بالشيشان في 20 أغسطس 2024 (أ.ف.ب) play-circle 00:57

بوتين يزور الشيشان للمرة الأولى منذ عام 2011 (فيديو)

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الثلاثاء، إلى الشيشان، الجمهورية الروسية في منطقة القوقاز، التي يتزعّمها حليفه رمضان قديروف، في أول زيارة لها منذ 2011.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا حاكم الشيشان رمضان قديروف يقود سيارة تسلا من طراز «سايبرتراك» (لقطة من فيديو)

شاهد... قديروف يتباهى بسيارة «سايبرتراك» مزودة بمدفع رشاش

تباهى حاكم الشيشان رمضان قديروف بشاحنة فاخرة من شركة «تسلا» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا عناصر من الكتيبة الشيشانية الموالية لأوكرانيا يتفقدون منطقة وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في بلدة باخموت بأوكرانيا في 11 نوفمبر 2022 (رويترز)

قلق «كتيبة الشيخ منصور» الشيشانية الموالية لأوكرانيا يتصاعد على الجبهة الشرقية

تعدّ بلدة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا، أحد معاقل المقاومة الأخيرة لمقاتلي حروب الشيشان، حيث تقاتل فيها «كتيبة الشيخ منصور» الموالية لأوكرانيا ضد القوات الروسية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رمضان قديروف (أرشيفية - رويترز)

قديروف: مقاتلو «فاغنر» السابقون يتدربون مع قواتنا

قال الزعيم الشيشاني، رمضان قديروف، اليوم الاثنين، إن مجموعة كبيرة من المقاتلين السابقين بمجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة بدأت التدريب مع قوات خاصة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».