«الأوقاف» المصرية تمنع موائد رمضان في المساجد وتعلن ضوابط «التراويح»

جهود حكومية لتأمين المستلزمات والأكسجين في المستشفيات

استمرار إجراءات تعقيم المساجد (الأوقاف المصرية)
استمرار إجراءات تعقيم المساجد (الأوقاف المصرية)
TT

«الأوقاف» المصرية تمنع موائد رمضان في المساجد وتعلن ضوابط «التراويح»

استمرار إجراءات تعقيم المساجد (الأوقاف المصرية)
استمرار إجراءات تعقيم المساجد (الأوقاف المصرية)

في حين تتواصل الجهود الحكومية في مصر لـ«تأمين المستلزمات الطبية والأكسجين بالمستشفيات لمواجهة فيروس كورونا المستجد»، أعلنت وزارة الأوقاف، المسؤولة عن المساجد في البلاد، ضوابط صلاة «التراويح» في رمضان، وقررت «منع إقامة الموائد بالمساجد».
ووفق أحدث إفادة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، فإنه تم تسجيل 645 إصابة جديدة بالفيروس، و47 حالة وفاة جديدة، حتى مساء أول من أمس (الأربعاء). وذكر مجلس الوزراء أن «مصر احتلت المركز 66 في عدد المصابين بـ(كورونا) من بين 215 منطقة ودولة حول العالم، واحتلت المركز الـ7 في نسبة الوفيات من إجمالي عدد المصابين، والـ177 في نسبة التعافي». ووفق «الصحة» المصرية، فإن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس، حتى مساء أول من أمس، هو 192840 حالة، من ضمنهم 148424 حالة تم شفاؤها، و11431 حالة وفاة».
وبحسب مجلس الوزراء، فإن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، شدد على «استمرار تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد بشكل حاسم، وعدم التهاون، حرصاً على سلامة وصحة المواطنين».
وأكد مدبولي ضرورة «استمرار ارتداء الكمامات، وذلك بالتزامن مع المساعي التي تبذلها الدولة لتوفير اللقاحات المضادة للفيروس، والتأكد من توافر جميع المستلزمات الطبية، وكذلك إمدادات الأكسجين بجميع المستشفيات».
فيما أعلنت «الصحة» المصرية أنها «تعمل على توفير مخزون استراتيجي من الأكسجين بنحو 2.7 مليون لتر، وأنها بصدد الانتهاء من إعداد حملة توعوية للمواطنين سيتم إطلاقها خلال الفترة القليلة المقبلة». وتلفت «الصحة» إلى أن «معدل التسجيل اليومي للحصول على لقاح كورونا وصل إلى 20 ألف مواطن، ومن المتوقع الوصول بعدد المسجلين بنهاية مارس (آذار) الجاري إلى 500 ألف مواطن»، مؤكدة العمل على «زيادة عدد المراكز المخصصة لتلقي اللقاح، إلى جانب زيادة ساعات العمل داخل تلك المراكز».
إلى ذلك، أعلن الدكتور نوح العيسوي، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، ضوابط صلاة التراويح خلال شهر رمضان، من بينها «التزام المصلين بارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي، وتعقيم المساجد بشكل دائم، وعدم ذهاب المصاب بالفيروس لصلاة التراويح، وعدم السماح بإقامة موائد الإفطار، أو الاعتكاف، أو فتح الأضرحة، واستمرار إغلاق دورات المياه ودور المناسبات، والالتزام بجميع الضوابط الاحترازية». وشددت «الأوقاف» على أنها «سوف تغلق أي مسجد لا يلتزم بالإجراءات الاحترازية خلال رمضان».
يأتي هذا في وقت لم تصدر وزارة التنمية المحلية بمصر أي تعليمات بشأن موائد الإفطار في الشوارع، والتي تم منعها في رمضان الماضي، بناء على قرارات مجلس الوزراء، للحد من انتشار الفيروس.
في غضون ذلك، أشادت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة المصرية، بـ«الجهود التي بذلتها الطواقم الطبية في تنفيذ المبادرات التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مجال الصحة تحت شعار (100 مليون صحة) والتي كان لها أثر كبير في النهوض بالمنظومة الصحية خلال التصدي للجائحة»، مشيرة خلال احتفالية «يوم الطبيب المصري الثالث والأربعين»، أمس، إلى «حرص القيادة السياسية على الحصول على قائمة أسماء الطواقم الطبية لإطلاقها على كبرى الشوارع والميادين بالعاصمة الإدارية الجديدة». فيما لفت الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية، إلى «دور الطواقم الطبية وأدائهم المتميز في التصدي للجائحة، والحد من الإصابات والسيطرة على الكثير من تداعيات المرض».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.