موسكو تحذّر من «تصعيد متواصل» في إدلب

رصدت 36 {انتهاكاً} في يوم واحد

TT

موسكو تحذّر من «تصعيد متواصل» في إدلب

بعد مرور يوم واحد على إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن «صعوبات» تعترض التعاون الروسي - التركي في شمال سوريا، حملت تحذيرات وزارة الدفاع الروسية من «تواصل التصعيد من جانب المجموعات الإرهابية» مؤشرا إضافيا إلى هشاشة الوضع في المنطقة وفقا لخبراء روس.
وأعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا الذي يدير أعماله من قاعدة «حميميم» أنه رصد 36 عملية قصف من قبل مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» في منطقة خفض التصعيد شمال غربي سوريا خلال اليوم الأخير وحده.
وقال نائب مدير المركز الروسي للمصالحة اللواء ألكسندر كاربوف أن الجانب الروسي في المكتب الروسي التركي المشترك الذي يتولى الإشراف على تطبيق قرار وقف النار رصد 15 عملية قصف في محافظة إدلب و12 في محافظة اللاذقية و6 في حماة و3 في حلب.
وحذر المسؤول العسكري من تواصل التصعيد في المنطقة. وذكر بأن موسكو تتلقى تقارير عن استعدادات تقوم بها المجموعات المسلحة لتنشيط تحركاتها. وكان المركز الروسي للمصالحة أشار قبل أيام إلى أن مسلحي «هيئة تحرير الشام» يحضرون لاستفزازات باستخدام أسلحة كيماوية في منطقة إدلب بهدف اتهام القوات الحكومية السورية بتنفيذ الهجوم.
وأفاد في بيان: «تتوفر معلومات حول أعداد مسلحي تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي (جبهة النصرة) لاستفزاز في منطقة إدلب لخفض التصعيد يشمل إعداد هجوم باستخدام مواد كيماوية». وأوضح أن «الإرهابيين خططوا لفبركة هجوم كيماوي في منشأة بقرية كبانة تمت إقامتها لهذا الهدف مع إشراك ساكنين في المحافظة لعرضهم كضحايا ومصابين لاتهام القوات الحكومية السورية باستخدام أسلحة كيماوية ضد الأهالي المدنيين».
كما ذكر مدير مركز حميميم أن بلدات ومدنا في محافظتي إدلب وحلب خاضعة لسيطرة القوات التركية والتشكيلات المتحالفة معها شهدت مؤخرا مظاهرات للسكان المحليين ضد تجنيد المدنيين.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، قال في مقابلة صحافية أول من أمس، إن بناء العلاقات بين روسيا وتركيا، هو «عمل صعب للغاية، ولكنه في الوقت نفسه عمل مثمر وفعال».
وزاد أن «الصعوبة تكمن في أن تركيا عضو في الناتو. بالطبع، يعيق ذلك العمل، ولكن هذا بحد ذاته، يعد تجربة فريدة من نوعها، عندما تكون دولة ما عضوا في الناتو تتعاون مع دولة أخرى ليست عضوا في الحلف».
ووفقا للوزير، تمكنت روسيا وتركيا من إيجاد حلول وسط حتى عندما بدا ذلك مستحيلا. وقال: «على سبيل المثال، منطقة خفض التصعيد في إدلب. بشكل عام، إنشاء مناطق خفض التصعيد في سوريا في وقت واحد، في رأينا كانت صفحة جديدة وآلية جديدة لحل مثل هذه النزاعات سمحت للأطراف بالتحدث مع بعضها البعض. البعض مستعد للعيش بهذا الشكل، بينما البعض الآخر غير مستعد للعيش بهذه الطريقة، لذلك تظهر هذه المناطق».
ووفقا للوزير، ينفذ الجيش الروسي، مع الجيش التركي، تسيير دوريات مشتركة في شمال شرقي سوريا، ويجري التعاون في مجال مكافحة الإرهابيين. ويجري العمل بين الطرفين بشكل دوري في المجال الجوي المشترك. وأضاف: «نقوم معا بتنظيم ومراقبة العديد من نقاط العبور، ونعمل معا في مجال حل مشاكل اللاجئين».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.