زلزال بقوة ست درجات قبالة الساحل الجزائري ولا ضحايا

صورة لأحد الشوارع الخالية من المارة في الجزائر (أرشيفية - رويترز)
صورة لأحد الشوارع الخالية من المارة في الجزائر (أرشيفية - رويترز)
TT

زلزال بقوة ست درجات قبالة الساحل الجزائري ولا ضحايا

صورة لأحد الشوارع الخالية من المارة في الجزائر (أرشيفية - رويترز)
صورة لأحد الشوارع الخالية من المارة في الجزائر (أرشيفية - رويترز)

وقع زلزال بلغت قوته ست درجات على مقياس ريختر قبالة سواحل شرق الجزائر اليوم (الخميس)، وفق ما أفاد المعهد الأميركي للجيوفيزياء، مسبباً حالة هلع من دون أن يؤدي إلى سقوط ضحايا حسب الدفاع المدني الجزائري.
وقالت إدارة «الحماية المدنية الجزائرية» في بيان إنها «تطمئن المواطنين بأنه لا خسائر في الأرواح ولا أضرار مادية مهمة»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكر المعهد الأميركي أن الزلزال وقع على بعد عشرين كيلومتراً شمال شرقي مدينة بجاية عند الساعة 1:04 (00:04 ت غ)، على عمق عشرة كيلومترات. وحدد مركز الزلزال على بعد 28 كيلومتراً شمال شرقي رأس كاربون في بجاية، كما ذكر المركز الجزائري لأبحاث الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء في بيان. وأوضح أن هزة أرضية أولى بلغت شدتها أربع درجات على مقياس ريختر سجلت عند الساعة 20:38 الأربعاء في الولاية نفسها. وتبعت الزلزال «سبع هزات ارتدادية بلغت شدتها بين 3 و5، 1 درجات» في المركز نفسه. واستبعد مندوب المخاطر الكبرى بوزارة الداخلية، عبد الحميد عفرة «حدوث تسونامي نظراً للطبيعة الجيولوجية للساحل الجزائري». وأضاف للتلفزيون الجزائري أنه «حتى في حال ارتفاع كبير للأمواج فسيكون اتجاهها نحو شمال البحر المتوسط» أي نحو أوروبا. وهرع السكان إلى الشوارع، ومنهم من قضى الليل خارج البيت، حسب شهادات وضعت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتبت الطبيبة ليلى التي تقيم وتعمل في هذه المدينة الساحلية الكبيرة الواقعة في منطقة القبائل ويبلغ عدد سكانها 160 ألف نسمة «ربي يستر اهتز المنزل فعلاً وحدث ضجيج. الآن الجيران خائفون جداً في الخارج». وأضافت السيدة التي اتصلت بها وكالة الصحافة الفرنسية عبر خدمة الرسائل «مسنجر» أن «الأرض كانت تهتز وطيور النورس تحلق فوق رؤوسنا وهي تطلق صيحات شديدة (...) كنا خائفين للغاية».
وظهرت في صور تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي لفيديو جدران داخلية متداعية. كما تحدثت الحماية المدنية عن «انهيار جزئي لثلاثة مبان قديمة غير مأهولة» في بجاية.
وفي جيجل التي تبعد نحو خمسين كلم شرق بجاية «أصيب خمسة أشخاص بكسور أو التواءات بسبب حالة الهلع»، حسب الحماية المدنية التي ذكرت أن «أحدهم قفز من الطابق الأول وتم نقله إلى المستشفى». ونشر موقع «بجاية إنفو» صوراً لمنازل متصدعة وأنقاض في الشوارع. وكتب: «أضرار مادية لكن لا خسائر في الأرواح».
وشعر بالزلزال سكان العاصمة الجزائرية التي تبعد 250 كلم غرب بجاية، وكذلك سكان مدينة عنابة على بعد 350 كلم شرقاً قرب الحدود التونسية.
وكتبت نبيلة على صفحتها على «فيسبوك»: «أنا في الجزائر العاصمة. لقد شعرت بهزة أرضية قوية. اهتزت الأرض بقوة». وعلى الشبكة نفسها، كتب شوقي مشاكرو مدير صحيفة «لو بروفينسال» في هذه المدينة الصناعية الواقعة في شرق الجزائر «الأرض تتحرك في عنابة».
وكما يحدث عند وقوع كل زلزال، تضاعفت الدعاءات على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب أزواو في تغريدة على «تويتر»: «اللهم انصر الجزائر. يا رجال اتقوا ربكم. الزلزال (الذي يسبق) الساعة (نهاية العالم) أمر رهيب». وكتب الصحافي زهير أبركان: «الصبر، الصبر: سينتهي بنا المطاف في أوروبا... الصفائح التكتونية»، مشيراً إلى هجرة الشباب الجزائريين الذين يعبرون أحياناً البحر المتوسط بشكل غير قانوني على متن قوارب هشة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.