نظام الزراعة السعودي الجديد يحمي الثروة المائية ويعزز الأمن الغذائي

مختصون لـ «الشرق الأوسط» : سيدعم وفرة إنتاج القطاع ونمو العائد الاقتصادي لتحقيق 53.3 مليار دولار

مجلس الوزراء السعودي يقر نظام الزراعة الجديد المعزز للأمن الغذائي (الشرق الأوسط)
مجلس الوزراء السعودي يقر نظام الزراعة الجديد المعزز للأمن الغذائي (الشرق الأوسط)
TT
20

نظام الزراعة السعودي الجديد يحمي الثروة المائية ويعزز الأمن الغذائي

مجلس الوزراء السعودي يقر نظام الزراعة الجديد المعزز للأمن الغذائي (الشرق الأوسط)
مجلس الوزراء السعودي يقر نظام الزراعة الجديد المعزز للأمن الغذائي (الشرق الأوسط)

على وقع موافقة مجلس الوزراء السعودي أخيراً على النظام الزراعي الجديد، أفصح لـ«الشرق الأوسط» مختصون بأن النظام الجديد سيتجاوز مستجدات التحديات الجارية، مستصحباً حلولاً للمشكلات التي تواجه القطاع في سبيل النهوض بتأمين الغذاء وترشيد المياه وتعزيز التنمية المستدامة، وصولاً لتحقيق عائد سنوي يتجاوز 53.3 مليار دولار، من خلال تعظيم استثمار وحماية الثروات الزراعية وتأمين الغذاء.
وأوضح رئيس اللجنة الزراعية وصيد الأسماك بمجلس الغرف السعودية الدكتور إبراهيم التركي، أن يحقق النظام الزراعي الجديد وفرة في الإنتاج وتأمين الغذاء ونمو العائد الاقتصادي الذي كان يبلغ 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار) تقريباً على مدى 5 عقود ماضية، مع تطلع بأن يبلغ 200 مليار ريال (53.3 مليار دولار) سنوياً وفقاً لرؤية 2030، مشيراً إلى أن النظام الجديد شمل معالجة أوضاع الثروة الحيوانية، وتربية النحل، ونظام الزراعة العضوية، وقواعد تنظيم الاتجار بالآلات الزراعية وصيد الأسماك، الأمر الذي من المنتظر أن ينعكس إيجاباً على اقتصاديات الزراعة بأشكالها المختلفة.
ويعتقد رئيس اللجنة الزراعية وصيد الأسماك بمجلس الغرف السعودية أن النظام الزراعي الجديد يأتي تتويجاً لبرامج الرؤية 2030، حيث يعالج كل التحديات والمعوقات التي أفرزها النظام القديم، فضلاً عن فك متلازمة التداخلات في الصلاحيات بين عدة جهات ذات صلة، مرجحاً أن تتكلل الجهود المشتركة لتنفيذ النظام الجديد بمواجهة تحديات المياه بالقطاع الزراعي، وتعزيز استدامة المياه في الزراعة، وفق الاستراتيجية الوطنية للمياه 2030، ونظام المياه، وأهداف الاستراتيجية الزراعية.
ووفق التركي، سيوفر النظام الجديد تسهيل الحصول على البيانات من القطاع الزراعي، واستخدام طرق الري المرشّدة، وإعادة استخدام المياه المجددة في قطاع الزراعة وحماية وتحسين استخدام الموارد الطبيعية للإسهام في تحقيق الأمن المائي والحفاظ على البيئة، وتعزيز الأمن الغذائي في جميع أنحاء المملكة، وحماية المياه الجوفية وتعظيم الفائدة من المياه المعالجة.
وتوقع التركي استمرار تنسيق الجهود والشراكة الناجحة لتعزيز الاستدامة المائية في القطاع الزراعي، وتشجيع برامج التحول للزراعة الحديثة غير المهدرة للمياه، ووضع التدابير والإجراءات لمواجهة التحديات عبر الاستراتيجيات والسياسات والأنظمة التي من شأنها الوصول للاستدامة المائية.
من جهته، قال لـ«الشرق الأوسط» المهندس حسين بحري رئيس مجلس الأعمال السعودي - السوداني وأحد المستثمرين في القطاع الزراعي والغذائي، إن الموافقة على النظام الزراعي الجديد سينهض ببرامج تطوير القطاع، لا سيما معالجة ومواكبة التشريعات والقوانين التي تنظم ترشيد وحسن إدارة موارد البلاد والعمل الاستثماري ذات العلاقة.
ولفت بحري إلى أن نظام صيد واستثمار وحماية الثروات المائية الحية في المياه الإقليمية للمملكة صدر منذ أكثر من 30 عاماً، وبات ضرورة العمل على إعادة تنظيم القطاع ليتوافق مع المستجدات الجارية بما يحفظ ثروات المملكة القومية المائية، ويتواءم مع متطلبات المرحلة ويعالج التحديات الماثلة.
وتوقع بحري أن يضع نظام الزراعة الجديد كل القوانين التي تم إصدارها سابقاً في إطار واحد محكم ينسق العلاقة بينها، ويزيل أي تعارض تشريعي، واستيعاب المتغيرات الاستراتيجية الجديدة بناء على «رؤية 2030»، مشيراً إلى أن المملكة منفتحة حالياً على الاقتصاد العالمي.


مقالات ذات صلة

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

الاقتصاد مقر السوق المالية السعودية في الرياض (أ.ف.ب)

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

وافقت شركة «تداول» السعودية أن تزاول شركة «مورغان ستانلي السعودية» أنشطة صناعة السوق على ثمانية أوراق مالية مدرجة في السوقين الرئيسية والموازية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مشاريع وزارة البلديات والإسكان السعودية (الشرق الأوسط)

نسبة تملك المساكن في السعودية تقترب من مستهدفات 2030

تقترب الحكومة السعودية من تحقيق مستهدفات برنامج الإسكان؛ أحد برامج «رؤية 2030»، بعد أن حققت ارتفاعاً بنسبة تملك الأُسر المساكن إلى 63.7 في المائة.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

الاقتصاد السعودي ينمو في أعلى وتيرة من عامين

حقق الاقتصاد السعودي نمواً قوياً في الربع الرابع من عام 2024، مسجلاً أسرع وتيرة توسع فصلي خلال عامين، مدعوماً بتسارع الأنشطة غير النفطية، مما يعكس زخم التعافي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مكة المكرمة (واس)

المرافق السياحية في مكة المكرمة تحقق نمواً بنسبة 80 %

كشفت وزارة السياحة، عن أن عدد مرافق الضيافة المرخصة في مكة المكرمة تجاوز الـ1000 مرفق حتى نهاية العام الماضي، مسجّلة نمواً بنسبة 80 في المائة.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
خاص العاصمة السعودية الرياض (واس)

خاص قروض المصارف السعودية إلى القطاع الخاص عند أعلى مستوياتها

بلغت مطلوبات المصارف السعودية من القطاع الخاص أعلى مستوى على الإطلاق خلال يناير (كانون الثاني) من العام الحالي، بنسبة زيادة وصلت إلى 14 في المائة تقريباً.

زينب علي (الرياض)

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن التعريفات الجمركية المخطط لها على مجموعة من الشركاء التجاريين الأميركيين، واحتمال ارتفاع الأسعار، دون أن يستبعد احتمال حدوث ركود، هذا العام.

بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، والتي دفعت الأسواق إلى الانهيار بسبب مخاوف من حرب تجارية، قال ترمب إن خططه لفرض تعريفات «متبادلة» أوسع نطاقاً ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وترفعها لتتناسب مع ما تُقدره الدول الأخرى.

وقال، في مقابلة مسجلة مع قناة «فوكس نيوز»: «في 2 أبريل، يصبح كل شيء متبادلاً. ما يفرضونه علينا، نفرضه عليهم».

وعندما سُئل عن تحذير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من انكماش اقتصادي، في الربع الأول من العام، أقرّ ترمب، على ما يبدو، بأن خططه قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعم أنها ستكون في النهاية «رائعة بالنسبة لنا».

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركوداً في عام 2025، ردَّ ترمب: «أكره التنبؤ بأشياء من هذا القبيل. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا شيء كبير». ثم أضاف: «يستغرق الأمر بعض الوقت».

في «وول ستريت»، كان أسبوعاً صعباً مع تقلبات جامحة تهيمن عليها المخاوف بشأن الاقتصاد وعدم اليقين بشأن تعريفات ترمب.

وقد تجاهل ترمب المخاوف من جانب الشركات التي تسعى إلى الاستقرار، أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. وقال إن «العولميين، العولميين الكبار، كانوا، لسنوات، ينهبون الولايات المتحدة، والآن كل ما نفعله هو استعادة بعضٍ منها، وسنعامل بلدنا بشكل عادل... كما تعلمون، يمكن أن ترتفع التعريفات الجمركية مع مرور الوقت، وقد ترتفع، كما تعلمون، لا أعرف ما إذا كان ذلك قابلاً للتنبؤ».

وكان ترمب قد رفع، الأسبوع الماضي، التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا على شركات تصنيع السيارات الأميركية، ثم جميع الواردات إلى الولايات المتحدة تقريباً، لكنه أبقاها على السلع من الصين.

وهناك مزيد من التعريفات الجمركية، هذا الأسبوع، حيث قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، لقناة «إن بي سي»، إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ، يوم الأربعاء. وأوضح لوتنيك أن التعريفات الجمركية التي هدّد بها ترمب على منتجات الألبان والأخشاب الكندية ستنتظر حتى أبريل.

وقال: «هل ستكون هناك تشوهات؟ بالطبع... قد تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة قليلاً. لكن السلع الأميركية ستصبح أرخص، وسوف نضطر إلى خفض أسعارها. إنك ستساعد الأميركيين من خلال شراء المنتجات الأميركية».