البرهان: لا تفاوض مع إثيوبيا قبل الاعتراف بالحدود

تعهد حماية الثورة والتغيير الذي تشهده البلاد والتزام خيارات الشعب

الرئيس السوداني الانتقالي عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
الرئيس السوداني الانتقالي عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
TT

البرهان: لا تفاوض مع إثيوبيا قبل الاعتراف بالحدود

الرئيس السوداني الانتقالي عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
الرئيس السوداني الانتقالي عبد الفتاح البرهان (أ.ب)

قطع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بعدم التفاوض مع إثيوبيا، قبل اعترافها بأن الأراضي التي استعادها الجيش السوداني «سودانية»، ووضع العلامات الحدودية عليها، وتعهد بأن تظل القوات المسلحة هي الحامي الحقيقي للشعب وثورته المجيدة والتغيير الذي شهدته البلاد، في أقوى تصريحات تصدر من أكبر قائد عسكري في البلاد منذ استرداد القوات المسلحة السودانية أراضي «الفشقة» الحدودية التي كانت تسيطر عليها الميليشيات الإثيوبية المدعومة من القوات الفيدرالية.
وقال البرهان الذي يشغل إلى جانب رئاسة مجلس السيادة، منصب القائد العام للقوات المسلحة السودانية، إن القوات المسلحة أعادت الانفتاح في الأراضي السودانية، ولن تنسحب منها قبل الاعتراف الإثيوبي ووضع العلامات الحدودية عليها، وأضاف بحسب بيان صادر عن الإعلام العسكري «ما لم يحصل اعتراف من الجانب الإثيوبي، بأن هذه الأراضي سودانية، وتم وضع العلامات، لن نتفاوض مع أي جهة»، وتابع «سوف نظل نطالب القوات الإثيوبية بالانسحاب من جميع الأراضي السودانية». وتعهد البرهان للشعب بأن تظل القوات المسلحة حامياً حقيقياً للشعب وثورته المجيدة، مؤكداً التزامها الكامل بحماية خيارات الشعب، وقال «سوف تظل القوات المسلحة حائط الصد الأول لحماية التغيير»، واستطرد «القوات المسلحة هي التي أحدثت التغيير بالبلاد، وقامت بحمايته، ونطمح إلى أن نحافظ على وحدة السودان، وأن ينعم بالسلام ويعيش شعبه الحياة الكريمة التي يستحقها، وسوف نعمل على ذلك مع القوى السياسية المدنية وشركاء السلام».
ورافق البرهان في زيارته لقيادة منطقة أم درمان العسكرية بسلاح المهندسين، كل من رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين ونوابه، المفتش العام، مدير إدارة الخدمات الطبية، مدير جامعة كرري، رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية وعدد من القادة الآخرين.
وفي كلمته، وصف البرهان منطقة أم درمان العسكرية بـ«العمود الفقري والإسناد الرئيسية للقوات المسلحة»، وقال إنها تقوم بدور كبير ضمن منظومة الجيش السوداني، ونوه إلى الصعوبات والتحديات التي تواجه الانتقال في السودان، وقال «المرحلة الانتقالية للبلاد، مرت بتحديات جسيمة استوجبت تقديم العديد من التنازلات والتضحيات»، وتابع «القوات المسلحة تقاسي مع الشعب السوداني، وتقاسمه في كل ما يمر به من تحديات أوجبتها مرحلة الانتقال».
وشدد البرهان على أهمية الالتفاف حول الدولة السودانية والعبور بها إلى مرحلة الأمان، بقوله «مرحلة الانتقال تستوجب علينا جميعاً أن نلتف حول الدولة السودانية للعبور بها لبر الأمان»، وتابع «منسوبو القوات المسلحة بمثابة الركيزة الأساسية في بناء السودان والعبور بالمرحلة الانتقالية».
وتعهد البرهان مجدداً ببناء قوات مسلحة وطنية ملتزمة بمبادئ الدستور شعارها «الله... الوطن»، وفي الوقت ذاته حث الحركات المسلحة غير الموقّعة على اتفاقية السلام للجلوس والتفاوض، من أجل الوصول لاتفاق يسهم في بناء الوطن والعبور به إلى بر الأمان.
وطالب البرهان القوى السياسية لتسريع إكمال هياكل الحكم الانتقالي والمجلس التشريعي، إنفاذاً لمطلوبات التحول الديمقراطي، مؤكداً العمل بتعاون وتنسيق تام مع القوى السياسية كافة من أجل الوطن ووحدته.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.