غريفيث: هدنة اليمن تتحطم بالتصعيد الحوثي

عبّر عن القلق من مواصلة الهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ضد السعودية

المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث
TT

غريفيث: هدنة اليمن تتحطم بالتصعيد الحوثي

المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث

دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الأطراف المتحاربة إلى السماح لهذا البلد بأن «يتنفس»، محذراً من «تدهور مأساوي» للوضع في ضوء الهجوم الذي تشنه جماعة الحوثي المدعومة من إيران على محافظة مأرب، فضلاً عن فتح جبهات أخرى في محافظات أخرى مثل حجة وتعز. وعبر عن القلق خصوصاً من مواصلة الهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ضد البنية التحتية المدنية والتجارية في المملكة العربية السعودية.
وعقد أعضاء مجلس الأمن جلسة افتراضية استمعوا خلالها إلى إحاطة من غريفيث الذي بذل جهوداً مكثفة مع المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم لندركينغ لوضع خطة محدثة تقضي بوقف للنار على المستوى الوطني بغية إعادة إطلاق العملية التفاوضية بواسطة الأمم المتحدة، وبدعم من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. ولا يزال الجميع يترقبون رد الحوثيين على المبادرة الخاصة بهذه الهدنة الشاملة.
غير أن المؤشرات تبدو حتى الآن سلبية، إذ عبر غريفيث في مستهل جلسة مجلس الأمن عن «الأسف» لأنه يعود لإبلاغ أعضائه الـ15 عن «تدهور مأساوي»، عازياً السبب إلى مواصلة الحوثيين هجومهم على محافظة مأرب، مما «يعرض للخطر المدنيين، وبينهم نحو مليون نازح». وإذ أشار إلى «خسائر فادحة» لدى القوات المقاتلة من الجانبين، تحدث عن «تقارير مروعة عن أطفال ينجذبون بشكل متزايد إلى المجهود الحربي»، معبراً أيضاً عن «القلق من تكثيف الضربات الصاروخية وبالطائرات المسيّرة، بما فيها تلك التي تستهدف البنية التحتية المدنية والتجارية في المملكة العربية السعودية». ولاحظ «فتح جبهات أخرى في اليمن»، لافتاً إلى التصعيد العسكري في محافظتي حجة وتعز. وقال أيضاً إن الحديدة تشهد «استمراراً مقلقاً للعنف» أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال. وضم صوته إلى رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة «أونمها» الجنرال أبهيجيت جوها في «التنديد بالهجمات التي تعرض المدنيين للخطر». ولاحظ أن الوضع في عدن والمحافظات المحيطة بها «لا يزال صعباً». بيد أنه «متشجع لأن مجلس الوزراء الجديد يواصل تنفيذ مهماته من داخل اليمن»، موضحاً أن «تحسين الخدمات الأساسية، بما في ذلك الحصول على الكهرباء والتأكد من دفع رواتب موظفي الحكومة من دون مزيد من التأخير وضمان الأمن واستقرار الاقتصاد، سيتطلب المزيد من الموارد (...) غير المتوفرة حالياً».
وأفاد المبعوث الدولي بأنه «من الضروري إزالة العوائق أمام الواردات والتوزيع المحلي للوقود للاستخدام المدني»، داعياً الأطراف إلى «عدم تسليح الاقتصاد». وأمل في أن يشارك الطرفان «بشكل بناء في جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل مستدام لهذه القضية الإنسانية الحاسمة». وذكر بمحنة المهاجرين الأسبوع الماضي عندما اندلع حريق في مركز احتجاز في صنعاء كان يُحتجز فيه مهاجرون أكثرهم من الإثيوبيين حين «قُتل العشرات وأصيب أكثر من 170 بجروح بالغة، مطالباً بإجراء «تحقيق مستقل في سبب الحريق».
وتكلم غريفيث عن الجهود المبذولة لوضع حد للقتال وإطلاق العملية السياسية، معتبراً أنه «يتحتم على الأطراف منذ فترة طويلة، والآن أكثر من أي وقت مضى، الموافقة على وقف القتال» لأن ذلك «إلى جانب فتح مطار صنعاء وضمان التدفق غير المعوق للوقود والسلع الأخرى إلى اليمن عبر موانئ الحديدة، من الضرورات الإنسانية الملحة». وقال: «يجب أن نفعل كل ما في وسعنا للسماح لليمن بالتنفس». وأوضح أن «جدول الأعمال العاجل للأمم المتحدة للمفاوضات هو أربع قضايا، ثلاث منها إنسانية وواحدة لإطلاق العملية السياسية التي تأخرت كثيراً»، مشدداً على أنه «لا يمكن أن تكون هناك شروط مسبقة لاستئناف العملية السياسية». وقال إن الأطراف المتحاربة «مدينة للشعب اليمني بتقديم الأمل في أن هناك نهاية تلوح في الأفق»، معبراً عن «انزعاجه لحقيقة أن مجرد الاجتماع لمناقشة ملامح إنهاء الحرب يجري تأطيره باعتباره تنازلاً وليس التزاماً».
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والمعونة الطارئة مارك لوكوك إن هجوم الحوثيين في مأرب «يهدد آلاف المدنيين» بعدما كانت هذه المحافظة «ملاذا آمناً نادراً يستضيف نحو مليون شخص فروا من مناطق أخرى» في اليمن. وأضاف أن الحكومة اليمنية «تعمل معنا لمعالجة العديد من القضايا». وتحدث عن الخطر الذي تشكله الناقلة «صافر» المتهالكة قبالة الحديدة، موضحاً أن الأمم المتحدة تبدي «مرونة قدر الإمكان (...) مقابل عدم مرونة» الحوثيين لمنع حصول كارثة بيئية كبرى في البحر الأحمر. وحذر من «انهيار اقتصادي» يمكن أن يشكل «المحرك الرئيسي للمجاعة». ورأى أن الالتزام الأميركي المتجدد بالحل الدبلوماسي «فتح نافذة» لإنهاء الحرب - على الرغم من التصعيد الأخير في مأرب وأماكن أخرى. وقال: «يجب أن يوقف الحوثيون هجوم مأرب الخطير»، مؤكداً أن اليمن «بحاجة إلى وقف النار على الصعيد الوطني - وليس فقط في مأرب (...) والعودة إلى العملية السياسية».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: الهجمات التي تستهدف الجيش اللبناني «انتهاك صارخ» للقرار 1701

المشرق العربي جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: الهجمات التي تستهدف الجيش اللبناني «انتهاك صارخ» للقرار 1701

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أنها «تشعر بالقلق» إزاء تصاعد الأعمال القتالية بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، والهجمات التي تعرض لها الجيش اللبناني.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

وجه رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام 3 مطارات بوصفها مراكز لتخزين مواد الإغاثة الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
المشرق العربي صورة تظهر لحظة قصف إسرائيلي لمبنى في منطقة الشياح بالضاحية الجنوبية لبيروت... 25 نوفمبر 2024 (رويترز)

الأمم المتحدة تدعو «الأطراف» إلى «الموافقة على وقف إطلاق النار» في لبنان

دعا مسؤول في الأمم المتحدة، الاثنين، الأطراف المعنية إلى «الموافقة على وقف إطلاق النار» في لبنان حيث تتواصل الحرب بين إسرائيل و«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا شاحنة تحمل لاجئين سودانيين من مدينة رينك الحدودية في جنوب السودان (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

أفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، بأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.