معارك في مأرب وتعز وحجة تسقط 250 حوثياً وسط تقدم للجيش

قوات الحكومة اليمنية خلال اشتباكات مع ميليشيا الحوثي غرب تعز أمس (أ.ف.ب)
قوات الحكومة اليمنية خلال اشتباكات مع ميليشيا الحوثي غرب تعز أمس (أ.ف.ب)
TT

معارك في مأرب وتعز وحجة تسقط 250 حوثياً وسط تقدم للجيش

قوات الحكومة اليمنية خلال اشتباكات مع ميليشيا الحوثي غرب تعز أمس (أ.ف.ب)
قوات الحكومة اليمنية خلال اشتباكات مع ميليشيا الحوثي غرب تعز أمس (أ.ف.ب)

على وقع تقدم مستمر للجيش اليمني في جبهات محافظات مأرب وتعز وحجة على حساب الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، أكد وزير الدفاع اليمني الفريق محمد المقدشي، في تصريحات رسمية، أمس (الثلاثاء)، إصرار الشرعية على معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
جاء ذلك في وقت قدرت فيه مصادر الإعلام العسكري مقتل 250 حوثياً على الأقل في معارك هي الأعنف دارت أمس في جبهات مأرب وتعز وحجة بين قوات الجيش والميليشيات الحوثية.
ونقلت المصادر الرسمية عن وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي، قوله إن الشعب وقواته المسلحة وقيادته الشرعية عازمون ومصرون على استكمال معركة استعادة الدولة ودحر الميليشيات الحوثية وداعمتها إيران وتحرير الشعب اليمني من الجرائم والانتهاكات والمعاناة التي تفرضها ميليشيات التمرد والإرهاب. وذكرت وكالة «سبأ» أن المقدشي تفقد الخطوط الأمامية في جبهات الكسارة غرب محافظة مأرب، واستمع من قادة المناطق والوحدات العسكرية إلى شرح تفصيلي حول سير العمليات القتالية.
وأوضح المقدشي أن الحوثيين «حشدوا كل إمكاناتهم وقواتهم والدبابات والمدرعات والأسلحة التي استولوا عليها وتلك التي يتلقونها من طهران ودفعوا بالأنساق البشرية الكبيرة نحو معركتهم الأخيرة في حدود مأرب والجوف، لكن حشودهم تساقطت أمام صمود الجيش».
وفي حين دعا وزير الدفاع اليمني الصليب الأحمر لانتشال مئات الجثث التي تركها الحوثيون خلفهم، دعا السكان في مناطق سيطرة الميليشيات إلى عدم التورط بالمشاركة في جرائم الميليشيات، وإلى أن يأخذوا العبرة من مصير القتلى ومواكب التشييع الحوثية.
ميدانياً، أفاد الإعلام العسكري بأن قوات الجيش تمكنت من الالتفاف على خطوط الحوثيين في منطقة الكسارة غرب مأرب، وقطعت عنهم الإمداد بالتزامن مع معارك ضارية وضربات لمقاتلات التحالف دمرت تعزيزات للميليشيات.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر ميداني قوله إن المعارك التي خاضها الجيش (الثلاثاء) أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 80 عنصراً حوثياً إلى جانب عشرات الجرحى وخسائر أخرى في المعدات.
وأضاف أن طيران تحالف دعم الشرعية دمر 3 مدرعات و3 عربات كانت تحمل تعزيزات للميليشيا الحوثية، وقتل كل من كانوا على متنها، فيما استعاد الجيش مدرعة وعدداً من الآليات والأسلحة المتوسطة والخفيفة وكميات من الذخائر المتنوعة.
وفي محافظة حجة (شمال غرب) أبلغ الإعلام العسكري بمقتل 28 عنصراً من ميليشيا الحوثي في مواجهات مع الجيش الوطني في جبهة مديرية عبس، في حين قدرت مصادر ميدانية سقوط نحو 100 عنصر في اليومين الأخيرين في الجبهة ذاتها.
وتسيطر القوات الحكومية في محافظة حجة على مديرية ميدي وأغلب مديرية حرض وعلى مديرية حيران وأجزاء من مديرية مستبأ وأخرى من مديرية عبس، في حين لا تزال الميليشيات الحوثية تسيطر على بقية مديريات المحافظة البالغة 31 مديرية، حيث يقع أغلبها في مناطق جبلية وعرة.
وبموازاة هذه التطورات، ذكرت المصادر العسكرية أن قوات الجيش أحرزت تقدماً مهماً في جبهة جبل حبشي، غرب تعز، وسط انهيار لميليشيا الحوثي الانقلابية، إذ «نفذت القوات هجوماً واسعاً في جبهة العنين، وتمكنت من تحرير تباب الجبيرية والصفراء والمشبك والأقحاف، وجبلي الصراهم والعنين».
وحسب ما أفادت به وكالة «سبأ»، أسفرت المواجهات عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا الحوثية، وخسائر أخرى في عتادها القتالي، كما أوضح موقع الجيش أن «أهمية المواقع المحررة شمال مديرية جبل حبشي تكمن في كونها تشرف على الخط الرئيس (هجدة - الرمادة)، الذي يربط مدينة تعز بمحافظة الحديدة».
وتسعى القوات الحكومية في محافظة تعز (جنوب غرب) إلى السيطرة على بلدة البرح الاستراتيجية واستكمال تحرير مناطق شمال غربي المحافظة، حيث مديرية مقبنة، حسب تصريحات القادة العسكريين، وذلك بالتزامن مع عملية استنفار وتعبئة شاملة أطلقتها السلطات المحلية في مسعى لانتزاع كافة مناطق تعز من قبضة الميليشيات الحوثية.
ورداً على خسائر الميليشيات في مختلف الجبهات، أفاد شهود في مدينة مأرب بأن الجماعة استهدفت الأحياء الشمالية الغربية للمدينة بصاروخ باليستي، كما أكدت مصادر طبية في تعز أن قصفاً للميليشيات على القرى السكنية في مديرية مقبنة تسبب في مقتل طفل وإصابة آخرين.
كان قادة الجماعة المدعومة من إيران رفضوا الدعوات الدولية والأممية للتهدئة، لا سيما في جبهات محافظة مأرب النفطية، في حين شدد زعيمهم على الاستمرار في القتال وحشد المجندين وجباية الإتاوات لتمويل المجهود الحربي.
وحسب تقارير حقوقية يمنية أدت هجمات الميليشيات الحوثية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على الأحياء السكنية والقرى والتجمعات في محافظة مأرب إلى مقتل وإصابة 918 مدنياً، بينهم نساء وأطفال.
وفي أحدث تصريحات للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أكد رفضه تعميم التجربة الإيرانية في بلاده بقوة سلاح الميليشيات، داعياً إلى سلام يستند إلى المرجعيات الثلاث، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن، بخاصة القرار 2216.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.