في ضوء محاولات الأحزاب اليهودية في إسرائيل تحريض الناخبين العرب على قيادتهم السياسية، بزعم أنها تنشغل بقضايا فلسطين الكبرى وتترك قضاياهم، نشرت مؤسسة «مبادرات إبراهيم» اليهودية - العربية نتائج دراسة رصدت خلالها النشاطات البرلمانية للنواب العرب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). ووجدت الدراسة أنه لا أقل من 97% من هذه النشاطات ترتبط بالقضايا اليومية للمواطنين.
تناولت الدراسة التي نفّذتها شرطة «ناس» لصالح مؤسسة «مبادرات إبراهيم»، نشاطات النواب العرب من جميع الأحزاب في السنتين الماضيتين، وتبين أنهم قدموا 1914 مشروع قانون ولا أقل من اقتراح، لجدول أعمال الكنيست. ويتضح من مراجعة هذه المشاريع أن 62% من الاقتراحات لجدول الأعمال، تتعلق بقضايا عموم المواطنين في إسرائيل، يهوداً وعرباً، و35% تتعلق بقضايا المواطنين العرب وحدهم وجاءت لتحل مشكلات عينية تهمهم. وأما القوانين، فكانت نسبة 84% منها تتعلق بقضايا اجتماعية، ونسبة 58% منها تخص عموم المواطنين الإسرائيليين، و26% منها تتعلق بالمواطنين العرب.
وتبين أن النواب العرب تعاونوا مع شركاء يهود من مختلف الأحزاب في 93% من مشاريع القوانين المطروحة، وهنا أيضاً كانت الغالبية الساحقة منها تهم عموم المواطنين اليهود والعرب، و21% تهم العرب وحدهم. وأما النشاطات التي تتعلق بالقضايا الخارجية والسياسية العامة، وبينها قضايا شعبهم الفلسطيني، فقد اقتصرت على 9% فقط من القوانين و3% من الاقتراحات لجدول الأعمال.
وقال د. ثابت أبو راس، المدير العام العربي لهذه الجمعية: «نلاحظ أن أحزاب السلطة الإسرائيلية، تحاول منذ أكثر من 20 سنة، تأليب المواطنين العرب على قياداتهم من خلال نشر الأكاذيب حول نشاطهم البرلماني، فيسعون إلى إقناعهم بأن النواب العرب لا يكترثون للقضايا المعيشية لمواطنيهم، ويركزون اهتمامهم في قضايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ولكنّ هذه الدراسة التي قدمتها لنا شركة (ناس) الحيادية، تبين أن السلطة تلجأ إلى الأكاذيب لدقّ الأسافين بين العرب وقيادتهم المنتخبة. إنهم بكل بساطة كاذبون».
وقال رئيس «القائمة المشتركة»، النائب أيمن عودة، إن النواب العرب من القائمة المشتركة، يعتزون بأنهم جزء لا يتجزأ من شعبهم الفلسطيني وعنصر أساسي في النضال ضد الاحتلال ومن أجل الاستقلال، في دولة مستقلة عاصمتها القدس. «وكل ما يحتاج إليه هذا الموضوع من نضال برلماني نقوم به بكل فخر واعتزاز. ولكننا في الوقت نفسه، نهتم بحياة مواطنينا العرب ونكافح سياسة التمييز العنصري التي يتعرضون لها. ولأننا نعيش بين أبناء شعبنا ونشعر بمعاناتهم نسعى بكل قوة لطرح قضاياهم ومطالبهم العادلة، وفي الوقت نفسه نحاول الاهتمام بكل المواطنين الآخرين، ونتعاون مع النواب اليهود في طرح قضايا ملحّة تهمهم. نحن نمارس دورنا نواباً منتخبين يخدمون ناخبيهم وشعبهم، ويخدمون كل المواطنين. وهذه شهادة شرف لا يستطيع معظم نواب السلطة (الإسرائيلية) بلوغها. وهذا دليل على أننا، نحن، الذين يسعون للتشكيك في شرعيتنا، نستحق هذه الشرعية أكثر من أي نواب آخرين».
97 % من نشاط العرب في الكنيست يستهدف القضايا اليومية
97 % من نشاط العرب في الكنيست يستهدف القضايا اليومية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة