كوبا تدخل عهداً جديداً من دون فيدل أو راوول كاسترو

كوبا تدخل الشهر المقبل عهداً جديداً دون فيدل أو راوول كاسترو الذي سيتنحى عن قيادة الحزب الشيوعي ليحل محله الرئيس ميغيل دياز كانيل (أ.ف.ب)
كوبا تدخل الشهر المقبل عهداً جديداً دون فيدل أو راوول كاسترو الذي سيتنحى عن قيادة الحزب الشيوعي ليحل محله الرئيس ميغيل دياز كانيل (أ.ف.ب)
TT

كوبا تدخل عهداً جديداً من دون فيدل أو راوول كاسترو

كوبا تدخل الشهر المقبل عهداً جديداً دون فيدل أو راوول كاسترو الذي سيتنحى عن قيادة الحزب الشيوعي ليحل محله الرئيس ميغيل دياز كانيل (أ.ف.ب)
كوبا تدخل الشهر المقبل عهداً جديداً دون فيدل أو راوول كاسترو الذي سيتنحى عن قيادة الحزب الشيوعي ليحل محله الرئيس ميغيل دياز كانيل (أ.ف.ب)

أشارت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير من هافانا، أمس، إلى أنه حان الوقت ليتقاعد راوول كاسترو ويتخلى عن قيادة الحزب الشيوعي الكوبي خلال المؤتمر المقرر عقده في أبريل (نيسان) المقبل، لينسحب الرئيس السابق من مقدم الساحة السياسية مثلما فعل من قبله شقيقه فيدل.
وباعتزال راوول يبدأ عهد جديد في الجزيرة التي يحكمها الشقيقان منذ عام 1959، مع انتقال القيادة فيها إلى جيل أصغر سناً يتحتم عليه ضمان استمرارية هذا الإرث وشق طريقه الخاص في آن.
ورأى مايكل شيفتر، رئيس «مركز الحوار الأميركي للدراسات» ومقره في واشنطن، أن الفريق الجديد يواجه «مهمة تقضي ببناء شرعيته التي لا يمكن أن تأتي إلا من مشروع سياسي خاص به يحقق الازدهار الاقتصادي والعدالة الاجتماعية لكوبا».
ويعقد الحزب الواحد مؤتمره الخمسي بين 16 و19 أبريل المقبل.
وبهذه المناسبة، سيخلف ميغيل دياز كانيل (60 عاماً)، رئيس البلاد منذ 2018، راوول كاسترو (89 عاماً) سكرتيراً أول للحزب الذي سيجدد مكتبه السياسي؛ قلب السلطة في كوبا، مع تعيين نساء ورجال أصغر سناً من أن يكونوا شاركوا في الثورة، حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية التي أضافت أنه من المؤكد أن البلاد ستستمر في الخط السياسي ذاته؛ إذ نص الدستور الجديد الذي أقر في مايو (أيار) 2019 على أنه «لا رجعة» عن النظام الاشتراكي.
غير أن راوول كاسترو أكد في ذلك الحين أن الدستور الجديد هو «ابن زمنه ويعكس تعددية المجتمع».
وأعطى الاستفتاء الذي جرى للمصادقة عليه، مؤشراً معبراً عن هذا المجتمع الكوبي الجديد. ففيما حصل الدستور السابق على الإجماع (97.7 في المائة) في 1976، لم يحظ الدستور الجديد سوى بموافقة 78.3 في المائة من الكوبيين.
ورفع فنانون ومثقفون وناشطون في قطاعات أخرى من المجتمع المدني الصوت في الأشهر الأخيرة للمطالبة بحقوق وحريات؛ بل حتى بحق التظاهر في هذا البلد الذي يبقى فيه حق التجمع محوطاً بقيود شديدة.
وفي مواجهة هذه المطالب، يتوقع مايكل شيفتر أن يباشر الفريق الحاكم الجديد إصلاحاً سياسياً للدولة «من أجل التعامل بشكل فعال مع نقاط التوتر التي تظهر في المجتمع».
وفي أبرز هذه التحولات التي يشهدها المجتمع الكوبي مؤخراً، تجمع أكثر من 300 فنان في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في مظاهرة غير مسبوقة استمرت 15 ساعة أمام وزارة الثقافة للمطالبة بمزيد من حرية التعبير. كذلك، رفع المدافعون عن الحيوانات صوتهم محققين أول انتصار للمجتمع المدني الكوبي مع المصادقة على مرسوم قانون حول رعاية الحيوانات.
وتسجل هذه التطورات على خلفية وصول الهواتف الجوالة ومد شبكة الإنترنت في أواخر 2018 في الجزيرة، مما أتاح للكوبيين مجالات استعلام وتعبير جديدة بعدما كان الإعلام محصوراً حتى ذلك الحين في وسائل الإعلام الرسمية.
وأكد الحزب الشيوعي السبت أن المؤتمر سيكون إطاراً لدرس سبل التصدي بمزيد من الفاعلية لـ«الفتنة السياسية والعقائدية» على شبكات التواصل الاجتماعي.
وستشكل العلاقة بين كوبا والولايات المتحدة نقطة محورية، بعدما وعد جو بايدن خلال حملته الانتخابية بالعودة عن بعض العقوبات التي فرضها سلفه دونالد ترمب، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية احترام حقوق الإنسان. لكن من الواضح أنه لم يجعل من الملف الكوبي أولوية منذ وصوله إلى البيت الأبيض.
وقال المحلل السياسي هارولد كارديناس إنه «من حيث الديناميكية القائمة بين كوبا والولايات المتحدة، فإن الولايات المتحدة تتحكم فعلياً؛ سواء بصورة مباشرة وغير مباشرة، في ما يجري (في كوبا)، بل حتى بعملية اتخاذ القرار بين القادة الكوبيين».
ودفعت عدائية إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب الحكومة الكوبية إلى تبنى خطاب أكثر تشدداً، إحساساً منها بتهديد يحيط بها بشكل متواصل.
وقال مايكل شيفتر إن الفريق الجديد «سيسعى لإقامة علاقة عملية وبراغماتية مع الولايات المتحدة»، ربما من خلال خفض الوجود العسكري القوي في صفوف الحكومة والحزب وفي الاقتصاد أيضاً، حسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية.
ومن اللافت أن غالبية العقوبات الـ280 التي فرضتها واشنطن على كوبا استهدفت شركات يسيطر عليها الجيش. وفي إشارة حسن نية، قد تنقل هافانا هذه الشركات إلى أيدي مدنيين، حتى لو بقيت في نهاية المطاف ملكاً للدولة. لكن إذا استمرت الولايات المتحدة في سياسة عدائية، فقد توقع الأستاذ الجامعي الكوبي أرتورو لوبيز ليفي من جامعة «هولي نايمز» في كاليفورنيا، أن «يجد العسكريون التبرير المثالي للاستمرار في لعب دور مهيمن في السياسة والاقتصاد».



تقرير: قوة تابعة للاتحاد الأوروبي تدرس قطر الناقلة «سونيون» بالبحر الأحمر

ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من ناقلة النفط التي تحمل العلم اليوناني «إم في سونيون» في أعقاب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من ناقلة النفط التي تحمل العلم اليوناني «إم في سونيون» في أعقاب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
TT

تقرير: قوة تابعة للاتحاد الأوروبي تدرس قطر الناقلة «سونيون» بالبحر الأحمر

ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من ناقلة النفط التي تحمل العلم اليوناني «إم في سونيون» في أعقاب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من ناقلة النفط التي تحمل العلم اليوناني «إم في سونيون» في أعقاب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر (إ.ب.أ)

أكد مصدر لوكالة «رويترز» اليوم (الأربعاء) أن مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية في البحر الأحمر (أسبيدس) تدرس اتخاذ إجراءات وقائية، منها قطر ناقلة النفط «إم في سونيون» التي تعرضت لهجوم في الآونة الأخيرة قبالة ساحل اليمن.

وقال باتريك رايدر، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس (الثلاثاء)، إن ناقلة النفط الخام «سونيون» التي تحمل العلم اليوناني لا تزال مشتعلة في البحر الأحمر، ويتسرب منها النفط الآن على ما يبدو، بعد أن هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية.

الدخان يتصاعد من ناقلة النفط «إم في سونيون» في البحر الأحمر (إ.ب.أ)

واستهدفت الحركة المتحالفة مع إيران الناقلة بعدة مقذوفات قبالة مدينة الحديدة الساحلية الأسبوع الماضي. وأعلنت استهدافها الناقلة في إطار حملتها على السفن بالبحر الأحمر منذ بداية حرب غزة.

وأضاف المتحدث أن طرفاً ثالثاً حاول إرسال قاطرتين للمساعدة في إنقاذ «سونيون»، لكن الحوثيين هددوا بمهاجمتهما.

وقال إن الناقلة تحمل نحو مليون برميل من النفط الخام.