«الصحة العالمية» تبحث سلامة لقاح «أسترازينيكا»

البرازيل تسعى لتسريع حملة التطعيم

عبوة تحتوي على لقاح «أسترازينيكا» المضاد لفيروس كورونا (رويترز)
عبوة تحتوي على لقاح «أسترازينيكا» المضاد لفيروس كورونا (رويترز)
TT

«الصحة العالمية» تبحث سلامة لقاح «أسترازينيكا»

عبوة تحتوي على لقاح «أسترازينيكا» المضاد لفيروس كورونا (رويترز)
عبوة تحتوي على لقاح «أسترازينيكا» المضاد لفيروس كورونا (رويترز)

يبحث خبراء من منظمة الصحة العالمية في سلامة لقاح «أسترازينيكا» المضاد لفيروس «كورونا» الذي توقفت عن استخدامه دول أوروبية عدة خوفاً من آثار جانبية خطرة محتملة، فيما تطلب البرازيل حيث يتفاقم الوضع الوبائي جرعات ضخمة من لقاحات أخرى، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وعلّقت سبع دول أوروبية إضافية (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وسلوفينيا وإسبانيا والبرتغال ولاتفيا) أمس، إعطاء لقاح «أسترازينيكا» كإجراء احترازي، بعد ظهور مشاكل دموية خطرة لدى بعض متلقّيه، مثل تخثّر الدم وتجلّطات دموية. وهي تنتظر توصية من وكالة الأدوية الأوروبية.
وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن فريق الخبراء الاستشاري للمنظمة المعني بعمليات التلقيح الذي «راجع البيانات وهو على اتصال وثيق مع وكالة الأدوية الأوروبية»، سيجتمع اليوم (الثلاثاء)، من أجل مراجعة سلامة اللقاح.
لكن المنظمة، التي تقف في الصف الأمامي في المعركة العالمية ضد الوباء، توصي بمواصلة استخدام لقاح «أسترازينيكا».
وفي مؤتمر صحافي عقدته في جنيف، قالت كبيرة علماء منظمة الصحة سمية سواميناتان: «لا نريد أن يصاب الناس بالهلع، في الوقت الراهن نوصي الدول بمواصلة التلقيح بواسطة (أسترازينيكا)». وتابعت: «إلى حد الآن، لم نجد رابطاً بين هذه الحالات واللقاح».
كذلك، أكدت وكالة الأدوية الأوروبية التي ستعقد «اجتماعاً استثنائياً» الخميس، بشأن اللقاح، أن فوائد اللقاح تفوق أخطاره.
وكانت هولندا وآيرلندا علّقت الأحد، استخدام لقاح «أسترازينيكا»، بعدما أبلغت النرويج عن أربع إصابات جديدة خطرة بجلطة دموية لدى راشدين تلقوا اللقاح.
وكانت النرويج علقت استخدام اللقاح الأسبوع الماضي، تماماً كالدنمارك وآيسلندا وبلغاريا.
وقالت نائبة رئيس فنزويلا ديلسي رودريغيز إن فنزويلا لن تسمح باستخدام اللقاح «بسبب مضاعفات» لدى الأشخاص الذين تم تلقيحهم. وأعلنت إندونيسيا تأجيل حملة التطعيم بلقاح «أسترازينيكا» بانتظار توصية من منظمة الصحة العالمية. في المقابل، أطلقت جورجيا حملة التطعيم بلقاح «أسترازينيكا» مقللة من شأن الآثار الجانبية.
كذلك، أصرّت الشركة المصنّعة ووكالة الأدوية الأوروبية على أنّ لقاح «أسترازينيكا» آمن.
وأكد البروفسور اندرو بولارد مدير مجموعة أكسفورد لتطوير اللقاح، أن «هناك أدلة مطمئنة جداً تفيد بعدم وجود زيادة لظاهرة الجلطة الدموية في بريطانيا».
وهذه مشكلة جديدة تضاف إلى مشاكل مختبر «أسترازينيكا» الذي سبق أن أعلن عن خفض جديد في شحنات اللقاحات الموجهة إلى الاتحاد الأوروبي بحلول يونيو (حزيران)، بسبب مشاكل في التصدير.
من جهتها، أعلنت روسيا أنها توصلت إلى اتفاقات لإنتاج لقاحها «سبوتنيك - في» مع «شركات من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا» في انتظار ترخيصه في الاتحاد الأوروبي.

وفي البرازيل، حيث يؤخر نقص اللقاحات حملة التحصين، أعلن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو عزمه تعيين الطبيب مارسيلو كيروغا وهو رئيس جمعية أطباء القلب في البرازيل، وزيراً للصحة في الحكومة، وهو رابع شخص يتولى هذا المنصب منذ تفشي جائحة «كوفيد - 19»، مكان إدواردو بازويلو الذي لا يملك خبرة طبية.
وقال بولسونارو: «قام بازويلو بعمل جيد وكانت إدارته جيدة، ومن الآن فصاعداً سننتقل إلى مرحلة أكثر شراسة فيما يتعلق بالحرب ضد الفيروس».
وقبل مغادرته منصبه، أعلن بازويلو أن الحكومة أبرمت عقداً لشراء 100 مليون جرعة من لقاح «فايزر - بايونتيك» من المقرر تسلمها في سبتمبر (أيلول)، بالإضافة إلى 38 مليون جرعة من لقاح «جونسون آند جونسون » الذي يؤخذ لمرة واحدة، ومن المتوقع أن تصل إلى البلاد في النصف الثاني من عام 2021.
ولم تبدأ حملة التلقيح في البرازيل إلا منتصف يناير (كانون الثاني) بلقاحي «أسترازينيكا» و«كورونافاك» الذي ينتجه المختبر الصيني «سينوفاك». وتلقى نحو 9.8 مليون شخص الجرعة الأولى، أو ما يعادل 4.6 في المائة من مجموع السكان، و3.6 مليون منهم فقط حصلوا على الجرعة الثانية.
ويزداد الوضع الوبائي سوءاً في البرازيل، ثاني أكثر الدول تضرراً بالفيروس من حيث عدد الوفيات، حيث أودى الوباء بحياة ما يقرب من 280 ألف شخص، وحيث أوشكت المستشفيات على الوصول إلى قدرتها الاستيعابية القصوى في معظم الولايات.
وفي أوروبا، القارة الأكثر تضرراً بالوباء التي اجتازت عتبة 40 مليون إصابة أمس، أجبر وصول موجة ثالثة من «كوفيد - 19» إيطاليا على فرض تدابير الإغلاق في معظم أنحائها.
كذلك، تثير الموجة الثالثة من الفيروس مخاوف في ألمانيا وفرنسا، ما قد يؤدي إلى إعادة فرض قيود.
أما فرنسا التي تخطت السبت، عتبة 90 ألف وفاة، فتعتزم إجلاء نحو مائة من مرضى «كوفيد - 19» هذا الأسبوع من المنطقة الباريسية، حيث بلغت أقسام الإنعاش في المستشفيات قدرتها الاستيعابية القصوى تقريباً.
وقال الرئيس إيمانويل ماكرون إنه «في الأيام المقبلة ستتخذ على الأرجح قرارات جديدة» لمكافحة تفشي الوباء.
وأعلنت السلطات الصحية الفرنسية مساء أمس، اكتشاف نسخة متحوّرة من الفيروس في منطقة بريتانيه (غرب)، موضحة أن التحقيقات جارية من أجل تقييم مدى قابليتها للانتشار وشدتها.
ودعت الجمعية الألمانية لأطباء العناية المركزة أمس، الحكومة، إلى العودة الفورية للتدابير الصارمة لاحتواء الموجة الثالثة من «كوفيد - 19»، بعدما قامت السلطات بتخفيفها «من أجل الحد من موجة ثالثة قوية».
وفي تشيلي البلد الأكثر تقدماً في أميركا اللاتينية في حملات التلقيح، ستتم إعادة حجر ثلث سكان البلاد بدءاً من الخميس.
وأودى الوباء بحياة أكثر من 2.65 مليون شخص في أنحاء العالم، وفقاً لإحصاءات وكالة الصحافة الفرنسية.


مقالات ذات صلة

كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

صحتك كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

يُطلق على «فيتامين د» «فيتامين أشعة الشمس»؛ نظراً لأن الجسم يمتصه نتيجة التعرض لأشعة الشمس التي تعد المصدر الطبيعي له.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك صورة لوجبة صحية من بيكسباي

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

على الرغم من أن الأمعاء لا تكتب الشعر أو تحل مسائل الرياضيات فإنها تحتوي على ثروة من الخلايا العصبية مشابهة للدماغ.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك أشخاص يمارسون تمارين (رويترز)

كيف يمكن أداء تمارين التمدد بشكل مفيد؟

تساعد تمارين التمدد في جعل الجسم أكثر مرونة، وتحسن من حركة المفاصل، وتسبب شعوراً بالارتياح. وتختلف الآراء بشأن توقيت أداء تلك التمارين... هل الأفضل قبل أو…

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يصيب سرطان الفم نحو 8800 شخص في المملكة المتحدة كل عام (أرشيفية - رويترز)

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.