تبادل اتهامات بين الديمقراطيين والجمهوريين حول أزمة الحدود

«الشيوخ» الأميركي يصادق على أول وزيرة من السكان الأصليين

يقول الجمهوريون إن تصريحات بايدن وأعضاء إدارته أدت إلى تشجيع المهاجرين غير الشرعيين على الدخول عبر الحدود من المكسيك (أ.ف.ب)
يقول الجمهوريون إن تصريحات بايدن وأعضاء إدارته أدت إلى تشجيع المهاجرين غير الشرعيين على الدخول عبر الحدود من المكسيك (أ.ف.ب)
TT

تبادل اتهامات بين الديمقراطيين والجمهوريين حول أزمة الحدود

يقول الجمهوريون إن تصريحات بايدن وأعضاء إدارته أدت إلى تشجيع المهاجرين غير الشرعيين على الدخول عبر الحدود من المكسيك (أ.ف.ب)
يقول الجمهوريون إن تصريحات بايدن وأعضاء إدارته أدت إلى تشجيع المهاجرين غير الشرعيين على الدخول عبر الحدود من المكسيك (أ.ف.ب)

في حين يسعى الديمقراطيون لتسليط الأضواء على قانون الإنعاش الاقتصادي الذي أقره الكونغرس من دون أي دعم جمهوري، كثّف الجمهوريون جهودهم لتحويل الانتباه إلى ملف الهجرة. ففي ظل تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود مع المكسيك، زار زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفين مكارثي المنطقة الحدودية على رأس وفد من النواب الجمهوريين. وبحسب مكارثي؛ فإن هدف الزيارة هو الكشف عن فداحة الأزمة الحدودية في ظل إدارة بايدن، عادّاً أن الوضع يخرج عن السيطرة هناك. وألقى مكارثي باللوم على الإدارة الحالية التي أدت ممارساتها إلى خلق هذه الأزمة بحسب قوله. ويقول الجمهوريون إن تصريحات بايدن وأعضاء إدارته أدت إلى تشجيع المهاجرين غير الشرعيين على الدخول عبر الحدود، وإرسال أولادهم من دون مرافقة إلى الداخل الأميركي. فقد أعلن بايدن بعد تسلمه الرئاسة أنه لن يرفض استقبال القاصرين الذين يعبرون الحدود من دون أهلهم، على خلاف ما فعلته إدارة ترمب. وقال السيناتور الجمهوري بيل كاسيدي: «عندما يظن الأشخاص أنهم يستطيعون الدخول إلى هنا، يبدأون بإرسال الأولاد لوحدهم عبر الحدود مع المكسيك، حيث يتعرضون للاختطاف أو للاتجار بهم، على أمل أن يدخلوهم عبر الحدود». وأضاف كاسيدي في مقابلة مع «فوكس نيوز»: «لا يمكنك أن تلاحظ إلا أن تغيير الإدارة ترافق مع هذا التدفق عبر الحدود».
ووافق السيناتور الجمهوري توم كوتون مع هذا الموقف، فغرّد قائلاً: «إدارة بايدن تسلمت حدوداً آمنة ومغلقة من الرئيس ترمب. الرئيس بايدن مسؤول بشكل مباشر عن أزمة الحدود هذه». ويرد الديمقراطيون على هذه الاتهامات فيقولون إن المهاجرين بدأوا بالتدفق عبر الحدود منذ الخريف الماضي في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب. ورد السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي بشكل مباشر على تغريدة زميله الجمهوري توم كوتون، فقال: «هذا غير صحيح. إن ارتفاع عدد القادمين عبر الحدود بدأ الخريف الماضي، وازداد بنسبة 80 في المائة خلال الأشهر الأربعة قبل نهاية عهد ترمب». وتابع ميرفي: «إن هذه الفكرة التي تقول إن انتخاب جو بايدن دفع بالأشخاص إلى الظهور، لا تدعمها الوقائع». وهذا ما كررته رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي عدّت أن إدارة بايدن «ورثت نظاماً شائباً على الحدود». وقالت بيلوسي إن هناك مساعي حالية لتصحيح هذا التحدي الإنساني لمصلحة الأولاد المحتجزين على الحدود. وأشادت رئيسة المجلس بقرار بايدن إرسال عناصر من «وكالة إدارة الإغاثة الفيدرالية (فيما)» للمساعدة على إيواء الأولاد الذين أتوا من دون أهلهم. وكان بايدن كلف «الوكالة» بالمساعدة على الاهتمام بأعداد هائلة من المهاجرين القاصرين الموجودين على الحدود والذين يقبعون حالياً في خيام وزنزانات مصممة للبالغين الذين يعبرون الحدود. وبحسب وزارة الأمن القومي، هناك نحو 8500 قاصر يعيشون في ملاجئ تابعة لوزارة الصحة. وتسعى القيادات الديمقراطية في الكونغرس إلى التوصل إلى تسوية بشأن ملف الهجرة لتمرير أحد أبرز البنود على أجندة بايدن. لكن هذا الطرح يواجه تحديات وعراقيل كثيرة، ومن الصعب أن يتم التوصل إلى أي حل بشأنه في القريب العاجل.
يأتي هذا فيما شهد مجلس الشيوخ تصويتاً تاريخياً للمصادقة على أول وزير من الأميركيين الأصليين في التاريخ الأميركي. وصادق المجلس على مرشحة بايدن لمنصب وزيرة الداخلية ديبي هالاند لتكون بذلك أول وزيرة تمثل السكان الأصليين في الإدارة.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.