ارتفاع وفيات «مستشفى السلط» الأردني

بعد حادثة نقص الأكسجين لدى مرضى «كورونا»

قوات أمنية أمام «مستشفى السلط» في الأردن (أ.ب)
قوات أمنية أمام «مستشفى السلط» في الأردن (أ.ب)
TT

ارتفاع وفيات «مستشفى السلط» الأردني

قوات أمنية أمام «مستشفى السلط» في الأردن (أ.ب)
قوات أمنية أمام «مستشفى السلط» في الأردن (أ.ب)

كشف وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، المكلف إدارة وزارة الصحة، عن وفاة 9 مواطنين في حادثة «مستشفى السلط» التي تسبب فيها نقص الأكسجين بغرف العناية الحثيثة لمصابين بفيروس «كورونا» المستجد، وهي الحادثة الأولى من نوعها في البلاد؛ أول من أمس السبت.
وجاء حديث الفراية خلال جلسة رقابية عقدها مجلس النواب، أمس الأحد، أمام مطالبات نيابية قادها رئيس مجلس النواب الأسبق النائب الأقدم عبد الكريم الدغمي، بحجب الثقة عن الحكومة، من دون أن يتبع ذلك تأييد نيابي. على أن مداخلات النواب ركزت على وصف الترهل الإداري الذي تعانيه المستشفيات الحكومية، مطالبين بمحاسبة المقصرين، وسط توضيح من الوزير المكلف الفراية أن الأكسجين انقطع عن مستشفى «السلط» عند الساعة السابعة والنصف حتى الساعة التاسعة والنصف من صباح السبت.
ولم تتطرق التوضيحات الحكومية خلال الجلسة الرقابية لعدد الحالات التي من المتوقع أنها تأثرت بسبب انقطاع الأكسجين؛ سواء من مرضى فيروس «كورونا»، أو المرضى الذين يعانون من أمراض أخرى، داخل المستشفى الذي يخدم زهاء نصف مليون مواطن في محافظة البلقاء وسط الأردن. وبعيداً عن نعومة النقد النيابي تجاه حادثة «السلط»، فقد خرجت مسيرات ليلية في مناطق مختلفة من الأردن، طالبت بإقالة الحكومة، وسط مخالفة المتظاهرين قرار الدفاع الذي دخل حيز التنفيذ بزيادة ساعات الحظر الليلي، في مشهد يعيد للأذهان مسيرات المطالب الشعبية لعامي 2011 و2012، التي أسقطت 3 حكومات حينها.
وفيما يرتفع سقف النقد لحكومة بشر الخصاونة، فقد اقترب من تعديله الثالث بعد إقالة وزير الصحة السبت الماضي، «والاستقالة الاستعراضية» من وزير العمل معن القضامين الذي قدم استقالته بعد ساعات من أدائه القسم الدستوري أمام الملك.
وانتهت جلسة مجلس النواب، أمس الأحد، بتشكيل لجنة تحقق نيابية تضاف إلى اللجنة القضائية المكلفة التحقيق، واللجنة العسكرية التي أمر بتشكيلها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لتستمر المطالبات بمعالجات جذرية لواقع القطاع الصحي الذي لا يزال يعاني من نقص الكوادر الطبية، وفوضى الترهل الإداري.
وكان مدعي عام «السَلط» أوقف مساء السبت 5 مسؤولين من «مستشفى الحسين» في السلط أسبوعاً بأحد مراكز الإصلاح والتأهيل على ذمة القضية، في محاولة لاحتواء الغضبة الشعبية، وفي رد فعل بعد أن أقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وزير الصحة نذير عبيدات، ومدير مستشفى «السلط» خلال زيارته المستشفى وبعد استماعه شكاوى ذوي المتوفين، ليبدأ الادعاء العام الاستماع لشهادة وزير الصحة المُقال.
وفي وقت متأخر من مساء السبت أعلن رئيس الوزراء بشر الخصاونة عن إقالة وزير الصحة نذير عبيدات، وإنهاء خدمات مدير «مستشفى السلط» الحكومي، وإيقاف مدير صحة البلقاء عن العمل إلى حين ظهور نتائج التحقيق، وذلك بعد الفاجعة التي تسبب فيها نقص الأكسجين في الخزانات الرئيسية.
وفيما أعلن الخصاونة خلال إيجاز صحافي تحمل حكومته كامل المسؤوليّة المترتبة على الحادثة، أعلن أن مجلس الوزراء قرّر إعلان حالة الطوارئ في مستشفيات المملكة للتأكد من سلامة الإجراءات لحماية صحة المواطنين، واصفاً التقصير الذي تسبب في وفاة مواطنين بـ«المخجل»، عادّاً أن هذا التقصير «لا يمكن تبريره»، ومشدداً على أن وفاة أردني واحد بسبب التقصير «أمر لا يمكن قبوله على الإطلاق».
وتأتي هذه التطورات وسط دعوات لحراكات شعبية للخروج بمسيرات ليلية في عدد من محافظات ومناطق المملكة للمطالبة بإسقاط الحكومة، وذلك في خرق واضح لقرار حظر التجول الذي يبدأ الساعة السابعة مساء، في حين أبدت السلطات الصحية مخاوفها من سرعة انتشار عدوى الفيروس بين المتجمهرين، خصوصاً في ظل أرقام غير مسبوقة بأعداد الإصابات والوفيات خلال الأسبوع الماضي، وبطء حملة توزيع اللقاحات على نحو نصف مليون مسجل على المنصة الرسمية.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.