لماذا حذف رئيس لجنة الحكام السعودية حسابه في «تويتر»؟

تريساكو رأى أن لا فائدة منه في ظل عدم الاقتناع بتوضيحاته

فرناندو تريساكو رئيس لجنة الحكام السعودية (الشرق الأوسط)
فرناندو تريساكو رئيس لجنة الحكام السعودية (الشرق الأوسط)
TT

لماذا حذف رئيس لجنة الحكام السعودية حسابه في «تويتر»؟

فرناندو تريساكو رئيس لجنة الحكام السعودية (الشرق الأوسط)
فرناندو تريساكو رئيس لجنة الحكام السعودية (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن قيام الإسباني فرناندو تريساكو رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم بحذف حسابه الخاص عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الذي دشنه قبل شهرين من الآن للحديث عن الحالات التحكيمية التي يصاحبها جدل في مباريات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، جاء لأسباب خاصة به.
وبحسب ذات المصدر الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الإسباني تريساكو رأى عدم وجود أي فائدة لبقاء الحساب واستمراره في الحديث عن الحالات التحكيمية التي يصاحبها جدل في مباريات الدوري.
وأشار المصدر إلى أن رئيس لجنة الحكام سيكتفي بالحديث مع أعضاء اللجنة ومنسوبيها من طواقم تحكيمية عن هذه الحالات في الاجتماعات الخاصة باللجنة دون اللجوء للحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم ير المسؤول التحكيمي أن المغردين ربما يستفيدون منه في ظل أن الجدل التحكيمي حول الأخطاء سيستمر حتى بعد توضيحاته، وبالتالي فحذف الحساب سيكون قرارا صائبا بالنسبة له.
وبدأت قصة حساب الإسباني فرناندو تريساكو رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي عندما قام بتدشين حسابه مع حلول العام 2021، موضحاً في أولى تغريداته: أتمنى للجميع عاماً سعيداً، كرئيس للجنة حكام الاتحاد السعودي لكرة القدم أفتتح اليوم حسابي هنا.
وأضاف الإسباني عن هدفه من تدشين حسابه: هو لمراجعة وشرح بعض المواقف المثيرة للاهتمام التي قد تحدث خلال الجولات السابقة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وذلك من الناحية التعليمية.
وأشار تريساكو إلى أنه لن يدخل في جدال عن الحالات التحكيمية، موضحاً: هدفي هو إعطاء وجهة نظر قوانين اللعبة في بعض المواقف، دون الدخول في أي جدل واحترام الآراء الأخرى.
ودشن رئيس لجنة الحكام حسابه حينها بالحديث عن أحداث مباراة النصر ومُضيفه الفيصلي التي كسبها الفريق العاصمي بثلاثة أهداف لهدفين ضمن منافسات الجولة الحادية عشرة، والتي قادها تحكيمياً فيصل البلوي، وشهدت المواجهة ركلة جزاء لصالح الفيصلي عند الدقيقة 79 قابلها احتجاج من البرازيلي مايكون مدافع فريق النصر بحجة أن الكرة ارتطمت بوجهه ثم عادت لملامسة يده، بالإضافة للهدف الذي تم إلغاؤه للنصر بداعي التسلل 43، مؤكداً صحة ما ذهب إليه حكم المباراة فيصل البلوي في قراراته التي أعلنها باحتساب ركلة الجزاء وإلغاء الهدف النصراوي.
كما تناول الإسباني الهدف الذي سجله ياسر الشهراني لاعب فريق الهلال في شباك مرمى فريق الشباب في المواجهة التي أقيمت في ذات الجولة الحادية عشرة، حيث جاء هدف الشهراني عند الدقيقة 54 قبل أن يقوم الحكم خالد الطريس بإلغائه بعد العودة لتقنية الفيديو المساعد بحجة أن اللاعب غوميز الذي يقف في موقف تسلل ساهم في حجب الرؤية عن حارس فريق الشباب زيد البواردي، حيث أكد الإسباني صحة القرار، وقام بشرح الحالة عبر حسابه بوضع خط من تسديدة الشهراني إلى الحارس البواردي، مؤكداً احتجاب الرؤية عن الحارس. يجدر بالذكر أن تريساكو يشغل منصب رئيس لجنة الحكام منذ سبتمبر (أيلول) 2019 وذلك بعد أن أعلن اتحاد كرة القدم التعاقد معه لشغل هذا المنصب في ظل الخبرة الكبيرة التي يعتمد عليها في مجال التحكيم لأكثر من 30 عاماً.
وتولى «تريساكو» عددًا من المناصب الإدارية في الفيفا، منها مدير إدارة التحكيم 2004 ـ 2007، ومدير عام تطوير الحكام 2008 ـ 2016، كما عمل مقيماً لحكام الاتحاد الأوروبي 2001 ـ 2003، إضافة إلى تنظيمه أكاديمية حكام الاتحاد الآسيوي.
وشارك الحكم، الذي يعد من مواليد 1955، في المباراة الافتتاحية لكأس العالم 1998، ونهائي دوري أبطال أوروبا عام 1996، إضافة إلى مشاركته في العديد من البطولات والمباريات والنهائيات الدولية.


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».