طريقة جديدة لمواجهة حرائق «الزومبي»

حرائق «الزومبي» تسبب أخطاراً بيئية (جامعة كوليدج لندن)
حرائق «الزومبي» تسبب أخطاراً بيئية (جامعة كوليدج لندن)
TT

طريقة جديدة لمواجهة حرائق «الزومبي»

حرائق «الزومبي» تسبب أخطاراً بيئية (جامعة كوليدج لندن)
حرائق «الزومبي» تسبب أخطاراً بيئية (جامعة كوليدج لندن)

يستخدم رجال الإطفاء حاليا ملاييـــن وربمــــــا مليارات اللترات من المياه لإخماد «حرائق الزومبي»، المنتشــــــــــرة في منــــــــاطق مثل جنوب شـــرقي آسيا وأميركا الشــــــمالية وسيبيريا، ولكن دراسة لجامعة «إمبريال كـــــوليدج لندن»، ترى أن هذا الأســـــلوب «ليس هو الأمــــــــثل للتعامل مع هذه الحرائق الخطيرة».
وتنشأ هذه الحرائق بسبب التربة الغنية بالمحتوى العضوي من «الخثّ»، وهو مادة أحفورية مصدرها التحلل البطيء للنبات في بيئة رطبة، وهي خزان طبيعي كبير للكربون، ويظل الحريق الذي تســــــــــببه هذه المادة كامنا في عمق أكثر من متر بسبب البرد القارس شــــــتاء، وبعد انقضاء الشتاء وحلول الحر، تنبعث النار من تحت الأرض وتشعل الأعشــــــاب الجــــــافة على السطح وتتمدد في الغابة.
وتعرف باسم «حرائق الزومبي» لقدرتها على الاختباء والاحتراق تحت الأرض ثم إعادة إحياء نفسها بعد أيام أو أسابيع من إخمادها، وهو ما يجعل رجال الإطفاء يستهلكون الملايين إلى مليارات اللتـــــرات من المياه لإطفائها، حيث اسـتهلك حريق في طريق إيفانز في أميركا عام 2008 حوالي 7.5 مليار لتر من المياه، واســــــتهلك حريق بحيرة كوبريكو في أستراليا عام 2018، حوالي 65 مليونا.
وخلال الدراسة التي نشرت أول من أمس في «إنترناشونال جورنال أوف وإيداند فاير»، وجد الباحثون أنه يمكن توفير كميات كبيرة من المياه المستهلكة في الإطفاء، عن طريق دمج مانع الحريق مع الماء، بما يخفض مقدار الوقت والماء اللازمين لإطفاء الحرائق بنسبة 40 في المائة.
وأوضحوا أنه عندما يتم استخدام الماء وحده لإطفاء تلك الحرائق، فإنه يميل إلى إنشاء عدد قليل من القنوات الكبيرة في التربة، مما يؤدي إلى تحويل المياه من النقاط الساخنة المشتعلة القريبة حيث تشتد الحاجة إليها، وهذا هو السبب الذي يجعلهم يستغرقون وقتاً طويلاً حتى يتم إخمادهم جزئياً.
وخلال التجارب المعملية في مختبر إمبريالز هيزلاب، توصل الباحثون إلى أن إضافة مادة مانعة للحريق إلى الماء ساعدتهم على إخماد «حرائق الزومبي» أسرع بمرتين من استخدام الماء وحده، مع استخدام ثلث إلى نصف الكمية المعتادة من الماء، ويرجع ذلك إلى أن إضافة تلك المادة المصنوعة من مادة نباتية وقابلة للتحلل البيولوجي بحيث لا تضر بالبيئة.


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
الولايات المتحدة​ امرأة وزوجها وسط أنقاض منزلهما الذي أتى عليه الحريق في كاماريللو (أ.ب)

حرائق كالفورنيا «تلتهم» أكثر من 130 منزلاً

أكد عناصر الإطفاء الذين يعملون على إخماد حريق دمّر 130 منزلا على الأقل في كالفورنيا أنهم حققوا تقدما في هذا الصدد الجمعة بفضل تحسن أحوال الطقس.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
الولايات المتحدة​ رجل إطفاء يوجه خرطوم مياه نحو النار في منزل دمّره حريق «ماونتن فاير» قرب لوس أنجليس (أ.ف.ب)

السيطرة على حرائق غابات مدمّرة قرب لوس انجليس

بدأ رجال الإطفاء السيطرة على حريق غابات استعر قرب مدينة لوس انجليس الأميركية وأدى إلى تدمير ما لا يقل عن 132 مبنى.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
المشرق العربي زراعة 3 آلاف غرسة في غرب حمص أواخر العام الماضي قام بها طلبة متطوعون (مواقع)

موجة حرائق تلتهم مساحات واسعة من قلب سوريا الأخضر

صور الحرائق في سوريا هذه الأيام لا علاقة لها بقصف حربي من أي نوع تشهده البلاد وجوارها، بعيدة عن الاهتمام الإعلامي وقريبة من ساحات الحرب.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ رجال الإطفاء يخمدون حريقاً  ألحق أضراراً بالعديد من المباني في أوكلاند بكاليفورنيا (رويترز)

كاليفورنيا: المئات يخلون منازلهم بسبب حريق غابات

أعلن مسؤول في إدارة الإطفاء الأميركية إنه تم إصدار أوامر للمئات من سكان شمال ولاية كاليفورنيا بإخلاء منازلهم في أحد أحياء مدينة أوكلاند بسبب حريق ينتشر سريعاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.