كل الطرق في بيروت تؤدي إلى «فينيسيا»

حلم تحول إلى حقيقة وقصة نجاح عائلة

كل الطرق في بيروت تؤدي إلى «فينيسيا»
TT

كل الطرق في بيروت تؤدي إلى «فينيسيا»

كل الطرق في بيروت تؤدي إلى «فينيسيا»

بالإذن من روما، لاستخدام المثل الروماني الشهير: «كل الطرق تؤدي إلى روما» بالإشارة إلى أن روما وقبل أن تصبح عاصمة الإمبراطورية الرومانية أرادت أن تبني دولة قوية وتترأس زعامتها، فقامت بفتح البلاد المجاورة لها، ولكن واجهتها صعوبة المواصلات، ووعورة الطريق فعمدت إلى ربط كل مدينة تفتحها بطريق مرصوف يصل في نهايته إلى روما حتى تبقى هذه المدن المفتوحة تحت سيطرتها، فأصبح كل طريق يصل في نهايته إلى روما.
أما في لبنان فـ«فينيسيا» ذلك الفندق التاريخي الذي يعتبر رمزا من رموز بيروت وأرزة من أرز لبنان، فكل الطرقات تؤدي إليه، وهذه الطرقات ليست معبدة بالإسمنت فقط إنما مجبولة بالحنين إلى أيام بيروت القديمة، حيث وقف هذا المبنى الشامخ المطل على البحر مباشرة، شاهدا عليها، وشهد على المآسي أيضا، ولكنه وكما يعني اسمه «فينيقيا» فهو أشبه بطائر الفينيق الذي كان ينبعث من الرماد حيا على الرغم من محاولات إفنائه، وهكذا حصل بالفعل مع ذلك الفندق الذي كان بمثابة حلم بالنسبة لصاحبه رجل الأعمال اللبناني نجيب صالحة الذي أراد عام 1953 افتتاح فندق راق وعلى المستوى العالمي على ضفاف شواطئ بيروت، وكانت تلك هي الحقبة الذهبية لبيروت التي كانت تستقطب الملوك والملكات، المشاهير الغربيين والعرب والسياسيين، وفي عام 1961 أبصر الفندق النور ليصبح أهم عنوان للإقامة في باريس الشرق الأوسط، ولكن الحرب ألقت بظلالها الثقيلة وأقفل الفندق وأسدل الستار على أيام العز وأيام بيروت الجميلة والمليئة بالبهجة والحياة، وبما أن الفندق هو أشبه بطائر الفينيق فلم يبق مكتوف اليدين ولم يبق أبوابه مغلقة، فما إن استقرت الظروف الأمنية «نسبيا» في لبنان حتى نفض عنه غبار الأقفال وتخلص من سلاسل الحديد التي كانت تخنق أبوابه، فعاد من جديد ليستضيف العالم في ثناياه الجميلة ويستقبلهم على سلمه العريض الذي يكسوه الرخام، والسجاد الأحمر الذي يليق بكبار القوم بهيبة، ليعود من جديد عنوان بيروت الأول للإقامة «لا منازع».

* بيروت بعيون الغربيين
* انطلقت الرحلة من لندن، وهذه المرة لم تكن زيارتي عائلية، بل كانت رحلة عمل لتعريف الصحافيين الأجانب على بيروت وعلى جوهرة اسمها «فينيسيا» بالإضافة إلى إلقاء الضوء على الجانب الإبداعي في بيروت وتعريف هؤلاء الصحافيين على الوجه الآخر للبنان على عكس ما يرونه على شاشات التلفزيون التي تجسد لبنان على أنه ساحة قتال ومعارك وفي حرب مستمرة.
في مطار بيروت لم يعرف الصحافيون بأنني ابنة المدينة وسأكون أشبه بدليل سياحي لهم ولو أنني لا أعيش في مدينتي، وبدأت القصة عندما رأيت أحد الصحافيين يحمل بيده ورقة كتب عليها جملة باللغة العربية وكان يحملها بيده رأسا على عقب وكان الجميع يتساءل عن معنى العبارة التي وجدها تريستين على حقيبة سفره، وسمعت أحدهم يقول قد تكون ورقة من شعبة المخابرات، وجئت في الوقت المناسب وضحكت قائلة لتريستين قبل أن يعرف أني أتكلم العربية وبطلاقة، هذا اسم مسافر لبناني والتصقت الورقة بحقيبتك بالصدفة بعدما وقعت من على حقيبته، وصححت له كيفية حمل الورقة فتعجوا جميعهم وقالوا: «تتكلمين العربية؟ ضحكت وقلت: أهلا بكم في بلدي».
السبب الذي جعلني أتكتم عن هويتي في اللحظات الأولى للرحلة هي «حشريتي» لمعرفة رد فعل الأجانب عندما يزورون بيروت للمرة الأولى، وبما أن الرحلة كانت تضم زيارة منتجع الإنتركونتيننتال مزار في منطقة كفرذبيان للتزلج، فأحضر بعض من الصحافيين البريطانيين تجهيزاتهم الخاصة بالتزلج من لندن، وسمعت أحدهم يقول: «هل صدقت بأنك سوف تتزلج في لبنان؟».

* الوهلة الأولى
* أول محطة لنا بعد المطار وبعد رؤية بيروت من فوق، ولحسن الحظ كانت محركات الكهرباء أو هبة شركة كهرباء لبنان الرسمية تتكرم على البيوت والأبنية بالإنارة، فبدت وكأنها جمرة مشتعلة، فالمنظر عند الوصول إلى بيروت رائع دوما. ووصلنا إلى فندق «فينيسيا»، فالإجراءات الأمنية محصنة، مما جعل الصحافيين يتساءلون عن سبب ذلك، فرحت أشرح لهم عن الأسباب وسألوا عن مبنى السان جورج المقابل وعن اللافتة عليه «ستوب سوليدر» فقمت بشرح كل هذه القضايا اللبنانية الشائكة، ولكن لا أعتقد أنهم فهموا لأن هذه القضايا «صنعت في لبنان» فقط.

* إقامة وحنين
* موقع فندق «فينيسيا» لا يضاهيه أي موقع آخر في بيروت، فكان حديث الصحافيين هو منظر البحر الذي تراه من شرفة الغرفة، ورؤية اليخوت الفارهة عند منطقة «زيتونة باي» حيث تنتشر المطاعم.
الفندق يتألف من برجين، البرج الفينيقي ويضم 11 طابقا أما البرج الروماني فيضم 22 طابقا تكللها الأجنحة الملكية.
وأجمل ما يمكن أن تقوم به في الفندق هو الجلوس في الردهة الرئيسية التي تتربع على رأس السلم الضخم، على أنغام البيانو وفي أجواء تمزج ما بين الشرق والغرب ووسط ديكورات راقية وجذابة وثريات تتدلى وكأنها قناديل البحر التي تضيء المتوسط، وتغلب على هذا الفندق أجواء عائلية لا تجدها في أي فندق آخر، ففي كل مرة تمر بها في البهو لا بد أن تقابل أحد أبناء عائلة صالحة، تلك العائلة التي لا يمكن وصفها إلا بالتواضع والوطنية ودماثة الخلق.
وفي هذا الفندق لا بد من زيارة مطعم موزاييك فترة الصباح، البيروتيون يقصدون الفندق فقط لتناول وجبة الفطور فيه لأنها غنية وتعتبر من أفضل أماكن تناول الفطور في المدينة.
وفترة المساء يستقطب «أو دو في Eau De Vie» في أجوائه الراقية عددا من محبي الموسيقى الحية والسيغار حيث يوجد واحد من أكبر أماكن حفظ السيغار Humidor يمكن التجول بداخله ويطل بواجهاته البلورية على أجمل المناظر بحكم موقعه في الطابق الـ11. ولمحبي المأكولات الإيطالية أنصحهم بالتوجه إلى مطعم «كافيه موندو»Caffe Mondo.

* المركز الصحي
* يستقبل المركز الصحي الزوار المقيمين في الفندق وغير المقيمين فيه، ويعتبر من أهم المراكز لأنه يعتمد على أخصائيين حاصلين على شهادات في مجالاتهم، اخترت علاج التدليك المخصص للرياضيين وكانت النتيجة أكثر من جيدة.
وأهم ما يميز المركز، بركة السباحة الداخلية التي تزينها أشجار النخيل وورود «الغاردينيا» (في موسمها).

* فن وتصميم
* بما أن الزيارة أيضا كانت تهدف إلى تعريفنا على الجانب الإبداعي لبيروت، فمرورا بدور الأزياء في بيروت لأسماء لبنانية لامعة مثل إيلي صعب وزهير مراد.. وصلنا إلى شركة «بي إس لاب» PS Lab القريبة من شركة الكهرباء في بيروت، وهنا كانت المفاجأة الحقيقية، فبعد مشاهدة فيلم تعريفي بالشركة المتخصصة بتصميم وتنفيذ كل أنواع الإنارة المبتكرة، لفتتنا الثريا التي صممتها الشركة لمطعم «ذا جاين» في انتورب، وبعد رؤية عملية التصميم التي تبدأ على الورق والتجول في أنحاء الشركة العصرية التي تعتمد بنفس الوقت على الأصالة اللبنانية، وهذا واضح من كراسي القش الموجودة وأشجار الزيتون في الرياض الخارجي، وحتى الحلويات التي كانت تقدم للزوار كانت من وحي الطفولة اللبنانية «ملبس على قضامي ورأس العبد الذي تحول اسمه اليوم إلى طربوش بعدما اكتشف اللبنانيون أن الاسم عنصري» وبعد رؤية ولادة الأفكار توجهنا إلى مصانع «بي إس لاب» في منطقة البوار الساحلية، لنجد فريقا من العمل النشط يقوم بتطبيق الأفكار لتصبح حقيقة مترجمة بإنارة يتهافت عليها الغرب، ولا يمكن وصف هذه الشركة إلا بالإبداع في مجال تصميم الإنارة على مستوى عال من الجودة.
ما يميز الشركة هو أنها لا تعيد التصميم مرتين، فكل القطع فريدة، ويمكن تنفيذ أي تصميم يفضله الزبون. صممت الشركة عدة ثريات لأماكن سكنية وتجارية في بيروت من بينها الثريا الشهيرة في «سكاي بار» في بيروت. www.pslab.net

* نشاطات
* في بيروت توجد عدة نشاطات، مثل استئجار دراجة هوائية والتنزه بها على كورنيش بيروت، من المكن استئجارها بحسب عدد الساعات، كما يمكنك استئجار «السيغواي» وهي طريقة ترفيهية جميلة لاستكشاف وسط المدينة، كما يمكنك التنزه في منطقة زيتونة باي وتناول وجبة الفطور أو «البرانش» في أحد المقاهي المحاذية لنادي ومرفأ اليخوت.

* العودة
* لأول مرة في تاريخ أسفاري، أجد الصحافيين يطلبون تمديد إقامتهم، الصحافيين الذين عشقوا التزلج بقوا في المنتجع الشتوي وعادوا إلى بيروت بعد يومين، وجددوا بعدها مثلهم مثل باقي الصحافيين الآخرين إقامتهم في بيروت لمدة 3 أيام إضافية. ورددوا عبارة: هذا ليس بلدا، هذه جنة صغيرة. وأنا أردد عبارة: كم أشتاق لقهوتي على شرفة فينسيا تحت زرقة سماء لبنان.
للمزيد من المعلومات: www.phoenicia - ic.com

أجمل 3 أيام في لبنان
جبل وتزلج

رحلتي مع الصحافيين إلى بيروت كانت تضم زيارة الجبل والتزلج، ففي اليوم الأول من زيارتنا توجهنا إلى منتجع المزار في كفرذبيان، لتمضية يوم في ربوع الجبل والتزلج، كان الثلج يتساقط، فلم يصدق دانيل عينيه، وقال: هذا الأمر لا يصدق، لديكم ثلوج حقيقية، فأجبته ألم تشاهد صورا للبنان من قبل؟ بالطبع لدينا ثلوج، فاعترف بأنه ظلم البلد قبل مجيئه واعتقد بأن الثلج سيكون عبارة عن كومة من الثلج الاصطناعي يسميه اللبنانيون «جبلا». وبعد يوم من التزلج اعترف دانيل بأن ثلج لبنان في شهر يناير (كانون الثاني) هو أفضل نوع ثلج مناسب للتزلج على الإطلاق.

زيارة الجبل ليست للمتزلجين فقط لا بل ترضي غير المتزلجين أيضا، إذ يمكنهم تمضية اليوم في المركز الصحي التابع للمنتجع، أو تناول الغداء اللبناني في مطعم «لو روفوج» أو تناول الشاي في الردهة بالقرب من موقد النار، ولكن أجمل ما يمكن أن تفعله هو الجلوس في الخيمة المنصوبة على الثلج لتناول الشاي والشيشة (للمدخنين).

الأكل في بيروت

لا يضاهي مذاق الأكل اللبناني في موطنه أي مكان آخر في العالم، وحاليا هناك مطاعم لبنانية كثيرة تقدم الأكل اللبناني بقالب عصري ومبتكر على طريقة «الفيوجن»، وكان من أول من ابتكر هذا النوع هو مطعم «بابل» في الضبية واليوم من أهم تلك العناوين، مطعم «ليزا Liza» في منطقة الأشرفية، فكل ما في هذا المكان يتكلم بلغة الذوق والجمال والنكهة، ويقدم أطباقا لبنانية بطريقة مختلفة مثل التبولة بالتفاح.

ومن المطاعم الرائعة في بيروت، مطعم «لا بوتيت ميزون» La Petite Maison الواقع في الطابق الأول في فندق «لو فوندوم» ويتميز بأكلاته الفرنسية والمتوسطية التي تضم المطبخ الإيطالي أيضا، ويعتمد في أسلوبه على مشاركة الأطباق مع الأصدقاء على الطاولة.

ومن العناوين المميزة أيضا، مطعم «سيدنيز» Sydney’s في فندق لو فندوم أيضا وهذا المكان يحمل توقيع مهندس الديكور المبدع بيار إيف روشون. في منطقة مار مخايل تنتشر عدة مطاعم مميزة، من بينها مطعم «لو سود» ويتميز بموقعه الجميل على كتف سلم أشبه بسلالم الحارات الصغيرة، وبمقابله يوجد مطعم «بار تارتين» المميز ولمحبي المأكولات اللبنانية لا بد من تجربة مطعم «عنب بيروت» في المنطقة نفسها.

بيروت بالليل

اللبنانيون يحبون كل ما هو جديد، ففي بيروت عناوين ليلية رائعة منها القديم مثل «بي زيرو 18» و«سنترال» و«مندلون»، ولكن توجد اليوم عناوين كثيرة لتمضية الأمسيات في منطقة مار مخايل والجميزة، ويعتبر «27» أجدد عنوان للسهر في وسط بيروت التجاري، وكان في السابق مطعم «موموز» وتحول اليوم إلى مطعم ومربع ليلي، واسمه يشير إلى الفنانين العالميين الذين توفوا في سن الـ27.
 



«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
TT

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.

ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.

مقتنيات استحوذ عليها المتحف من المزادات والتبرعات (متحف الجريمة)

وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.

جانب من القاعة التي تعرض فيها أدوات القتل الحقيقية (متحف الجريمة)

ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.

مبنى سكوتلاند يارد في لندن (متحف الجريمة)

يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.

وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».

وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».

وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

يعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة (متحف الجريمة)

تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.

في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.

الأسلحة التي استخدمت في الجريمة (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.