التضخم الألماني يتشبث بمستويات «ما قبل الجائحة»

انتقادات حول كلفة المستشارين الخارجيين

وصل معدل التضخم الألماني تقريبا إلى مستوى ما قبل الأزمة بعد زيادته للشهر الثاني على التوالي (رويترز)
وصل معدل التضخم الألماني تقريبا إلى مستوى ما قبل الأزمة بعد زيادته للشهر الثاني على التوالي (رويترز)
TT

التضخم الألماني يتشبث بمستويات «ما قبل الجائحة»

وصل معدل التضخم الألماني تقريبا إلى مستوى ما قبل الأزمة بعد زيادته للشهر الثاني على التوالي (رويترز)
وصل معدل التضخم الألماني تقريبا إلى مستوى ما قبل الأزمة بعد زيادته للشهر الثاني على التوالي (رويترز)

أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني أمس (الجمعة)، أن معدلات التضخم في البلاد واصلت ارتفاعها في فبراير (شباط) الماضي، مع ارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة 1.3%. مشيراً إلى أنه «بعد انتهاء التخفيض المؤقت لمعدلات ضريبة القيمة المضافة في نهاية العام، وصل معدل التضخم تقريباً إلى مستوى ما قبل الأزمة، للشهر الثاني على التوالي».
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، بلغت نسبة التضخم 1%، بعد أن وصلت إلى سالب 0.3% في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وخفضت الحكومة الألمانية معدل ضريبة القيمة المضافة لمدة ستة أشهر انتهت في ديسمبر 2020 من أجل تحفيز الاستهلاك وتخفيف العواقب الاقتصادية الناجمة عن جائحة «كورونا». كما أثّرت ضريبة ثاني أكسيد الكربون على معدل التضخم، بعدما تم تطبيقها مع بداية العام، على الديزل والبنزين وزيت التدفئة والغاز الطبيعي، على سبيل المثال.
وبعد شهور من التراجع، اضطر المستهلكون إلى دفع المزيد مقابل الطاقة مرة أخرى في فبراير الماضي بنسبة 0.3%. وارتفعت أسعار وقود الديزل والبنزين بشكل ملحوظ (2.4%)، وكذلك الغاز الطبيعي (2.1%)، وزيت التدفئة (1.1%).
وبالإضافة إلى ضريبة ثاني أكسيد الكربون الجديدة، عكس ارتفاع الأسعار أيضاً ارتفاع تكلفة النفط الخام في الأسواق العالمية. وانهارت أسعار النفط في أثناء الجائحة، وارتفعت مؤخرا بقوة مجدداً.
وكانت أسعار الغذاء أعلى بنسبة 1.4% في فبراير الماضي مقارنةً بالشهر نفسه من عام 2020، على الرغم من ضعف الاتجاه التصاعدي في الأسعار مقارنةً بشهر يناير الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن معدل التضخم هو مقياس مهمّ للسياسة النقدية للبنوك المركزية.
وفي غضون ذلك، ارتفع إنفاق الحكومة الألمانية على الاستعانة بخدمات المستشارين الخارجيين بشكل ملحوظ مرة أخرى في العام الماضي، وهو أمر مثير للجدل خصوصاً أنه يأتي في زمن الأزمة. وجاء في رد وزارة المالية الألمانية على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب «اليسار»، والذي استند إلى بيانات مؤقتة من بعض الوزارات، أن تكلفة الاستعانة بخدمات من مستشارين خارجيين بلغت 433.5 مليون يورو، بزيادة قدرها 46% مقارنةً بعام 2019.
وحسب الرد، الذي اطّلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية، أنفقت وزارة الداخلية على الاستعانة بمستشارين خارجيين 204.3 مليون يورو، تليها وزارة النقل 63.2 مليون، ثم وزارة المالية 52.7 مليون، ووزارة الصحة 41.9 مليون. وكانت وزارة العمل هي الأقل تكلفة، حيث دفعت تكاليف المساعدة الخارجية بقيمة 698 ألف يورو. وفي عام 2019 ارتفع الإنفاق الحكومي على المستشارين الخارجيين بنسبة 63% من 181.4 مليون يورو إلى 296.3 مليون.
تجدر الإشارة إلى أن استعانة الحكومة الاتحادية الألمانية بخبرات مستشاري الشركات وغيرهم من الخبراء الخارجيين، أمر مثير للجدل إلى حدٍّ كبير. ويرى الناقدون أن شراء الخبرة مكلِّف للغاية، وبالنظر إلى آلاف الموظفين في الوزارات، ليس ضرورياً على نحو حتمي. بالإضافة إلى ذلك، يُخشى أن يكون لذلك تأثير كبير على العمل الحكومي.
وفي المقابل، يرى المؤيدون أنه يمكن تحقيق قيمة مضافة في مجالات مختلفة عند الاستعانة بمنظور خارجي أو خبراء في مهام خاصة لا تتطلب موظفين دائمين.


مقالات ذات صلة

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)
العالم تمثال لفلاديمير لينين أمام عَلم روسي وسط مدينة كورسك (أرشيفية - إ.ب.أ)

أوكرانيا... من حرب الثبات إلى الحركيّة

يرى الخبراء أن أوكرانيا تعتمد الهجوم التكتيكي والدفاع الاستراتيجيّ، أما روسيا فتعتمد الدفاع التكتيكي والهجوم الاستراتيجيّ.

المحلل العسكري (لندن)

عقود في الإمارات بقطاع النفط والغاز والكيميائيات بقيمة 2.4 مليار دولار

جانب من أجنحة العارضين في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في أبوظبي (أ.ف.ب)
جانب من أجنحة العارضين في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في أبوظبي (أ.ف.ب)
TT

عقود في الإمارات بقطاع النفط والغاز والكيميائيات بقيمة 2.4 مليار دولار

جانب من أجنحة العارضين في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في أبوظبي (أ.ف.ب)
جانب من أجنحة العارضين في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في أبوظبي (أ.ف.ب)

أعلن في الإمارات عن ترسية عقود في قطاع النفط والغاز والكيماويات بقيمة تصل إلى 7.8 مليار درهم (2.4 مليار دولار)، وذلك لتنفيذ عدد من مشروعات البنية التحتية في القطاع، وتوسيع مشروع مسح «جيوفيزيائي» ثلاثي الأبعاد لمناطق برية وبحرية.

وأعلنت «تعزيز»، المشروع المشترك بين «أدنوك» و«القابضة»، عن ترسية عقود بقيمة 7.34 مليار درهم (أكثر من ملياري دولار) لتنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والتشييد لعدد من مشروعات البنية التحتية الأساسية التي تدعم منظومة «تعزيز» للكيماويات والوقود الانتقالي قيد التطوير في مدينة الرويس الصناعية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.

وستقوم هذه المشروعات بتسريع جهود «تعزيز» التي تهدف إلى إنشاء سلسلة توريد محلية للمواد الكيماوية منخفضة الكربون في دولة الإمارات، كما تدعم استراتيجية «أدنوك» للنمو والتوسع في مجال الكيماويات.

وجاءت الإعلانات على هامش انعقاد معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في أبوظبي، الذي يختتم أعماله غداً.

وقال مشعل الكندي، الرئيس التنفيذي لشركة «تعزيز»: «تُعد ترسية هذه العقود لإنشاء عدد من مشروعات البنية التحتية خطوة مهمة تدعم هدف (تعزيز) لتطوير منظومة متكاملة عالمية المستوى للكيماويات للاستفادة من الطلب العالمي المتزايد على المواد الكيماوية منخفضة الكربون والوقود الانتقالي».

وأضاف: «تمتلك (تعزيز) قُدرات جيدة تسهم في تمكين تنفيذ استراتيجية (أدنوك) للنمو والتوسع في مجال الكيماويات، ودعم القطاع الصناعي والتنويع الاقتصادي في دولة الإمارات من خلال تطوير سلاسل قيمة محلية مستدامة».

ومن المخطط أن تبدأ عمليات الإنتاج في «تعزيز» عام 2027، حيث تهدف الشركة إلى إنتاج 4.7 مليون طن سنوياً من المواد الكيماوية بحلول عام 2028، في حين ستنتج «تعزيز» مجموعة متنوعة من المواد الكيماوية لأول مرة في دولة الإمارات، التي يمكن فيما بعدُ استخدامها في تصنيع عدد من المنتجات محلياً بما في ذلك مواد البناء والزراعة والرعاية الصحية، مما يقلل الاعتماد على استيرادها من الخارج ويسهم في تعزيز المحتوى الوطني.

وتعطي المرحلة الأولى من «تعزيز» الأولوية لإنتاج 6 مواد كيماوية محلياً، تشمل كلاً من «المواد الكاوية»، و«ثاني كلوريد الإيثيلين»، و«مونومر كلوريد الفينيل»، و«البولي فينيل كلوريد»، و«الأمونيا» و«الميثانول».

إلى ذلك أعلنت «أدنوك» اليوم، عن ترسية عقد بقيمة 1.79 مليار درهم (490 مليون دولار) على شركة «بي جي بي» التابعة لمؤسسة البترول الوطنية الصينية «سي إن بي سي»، لتوسيع نطاق أكبر مشروع مسح «جيوفيزيائي» ثلاثي الأبعاد في العالم لمناطق برية وبحرية تقوم بتنفيذه حالياً في إمارة أبوظبي. وسيركز العقد على تحديد موارد إضافية من النفط والغاز ضمن حقول «أدنوك» البرية المُنتجة حالياً.

كما أعلنت «أدنوك» عن توقيع أول اتفاقية بيع وشراء طويلة الأمد لتوريد الغاز من مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال منخفض الانبعاثات، الذي يجري تطويره حالياً في مدينة الرويس الصناعية في أبوظبي مع شركة «سيفي» للتجارة والتسويق «سنغافورة»، إحدى الشركات التابعة لشركة «سيفي لتأمين الطاقة لأوروبا» الألمانية.

وبموجب هذه الاتفاقية تتحول اتفاقية البنود الرئيسية التي تم الإعلان عن توقيعها بين الطرفين، في مارس (آذار) الماضي، إلى اتفاقية ملزمة، ووفقاً للاتفاقية التي تمتد لمدة 15 عاماً، سيتم توريد مليون طن متري سنوياً من الغاز الطبيعي المسال بصورة أساسية من مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال.

ومن المتوقع أن يبدأ تسليم شحنات الغاز في عام 2028 بعد انطلاق عمليات التشغيل التجاري للمشروع في العام نفسه.