السعودية تؤكد قدرتها الإنتاجية العالمية في مجال الهيدروجين

إبرام مذكرة تفاهم مع ألمانيا للتعاون في الطاقة النظيفة وتأسيس صندوق للابتكار في التقنيات الحديثة

السعودية تؤكد قدرتها الإنتاجية العالمية في مجال الهيدروجين
TT

السعودية تؤكد قدرتها الإنتاجية العالمية في مجال الهيدروجين

السعودية تؤكد قدرتها الإنتاجية العالمية في مجال الهيدروجين

في وقت أكدت فيه السعودية على قدرة واسعة لإنتاج عالمي في الطاقة الهيدروجينية، أبرمت المملكة وألمانيا أمس مذكرة تفاهم للتعاون في إنتاج الهيدروجين النظيف وتأسيس صندوق مشترك لابتكار التقنيات ذات العلاقة، في خطوة يوسع الجانبان فيها التوجه لتقليل الانبعاثات وتفعيل الاقتصاد الكربوني الدائري.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، أمس: «لدينا وفرة في مصادر الطاقة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق... لدينا المكونات لقيادة العالم في مجال إنتاج الهيدروجين».
جاء ذلك في وقت وقّع الجانبان السعودي والألماني مذكرة تفاهم للتعاون، بحضور الوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية والطاقة في ألمانيا، بيتر ألتماير؛ حيث وصف وزير الطاقة السعودي الخطوة بأنها ضمن الجهود الاستراتيجية والالتزام الكبير لمواجهة التغير المناخي وتخفيض معدلات الانبعاثات العالمية، مشيراً إلى أن هذا الهدف دفع بلاده لتبني مفهوم اقتصاد الكربون الدائري، التي صادق عليها قادة العالم في قمة العشرين التي استضافت فعاليتها السعودية العام المنصرم 2020.
واستطرد الأمير عبد العزيز: «العلاقة بين البلدين تعود لعدة عقود، ومذكرة التفاهم ستضيف للتعاون الثنائي للأجيال القادمة، والفرص المتاحة لإمكانات طاقة الهيدروجين بدأت تدخل الآن المجال الأساسي للتفكير الاستراتيجي للطاقة، بينما تعمل الدول متعاونة لمعالجة التغير المناخي»، وزاد: «نؤكد التزامنا لقيادة الاستجابة في إدارة الانبعاثات بينما نستمر في التنمية الاجتماعية والسياسية».
وأكد الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال الفعالية التي عقدت افتراضياً لتوقيع اتفاقية التعاون في مجال الهيدروجين مع ألمانيا، أن الهيدروجين كمصدر أساسي للطاقة لديه فرص كبيرة وواعدة للاستثمار خلال العقود المقبلة، لافتاً إلى جهود مشروع «نيوم» العملاق لتحقيق الريادة في إنتاج الهيدروجين الأخضر والوقود الأخضر عالمياً، ليكون نقطة محورية في رحلة «نيوم» لتصبح الوجهة الأبرز عالمياً في تقديم الحلول المستدامة بطريقة تحفز المستثمرين وتجذب أفضل العقول من كل العالم لتسريع التطور البشري.
ووفق وزير الطاقة السعودي، ستكون الشراكة مع ألمانيا رافداً قوياً في استراتيجية اقتصاد الطاقة النظيفة الخالية من الكربون التي تتبناها المملكة، وتعد إحدى أهم ركائز «رؤية 2030»، لافتاً إلى أن ذلك سيتبعه كثير من المشروعات الضخمة المماثلة لتسهم في رسم معالم المستقبل الجديد في «نيوم».
وأفاد وزير الطاقة السعودي خلال مشاركته بأن المملكة لديها وفرة في طاقة الرياح والشمس إضافة إلى مصادر الطاقة الهيدروكربونية، مشدداً أن التعاون الاستراتيجي مع ألمانيا كقوة اقتصادية عالمية هو شهادة بالنوايا الجادة في البلدين، ولا سيما أن المصالح ستكون كثيرة على صعيد التوسع في المعارف التكنولوجية والأبحاث والتطوير المشتركة وبناء القدرات. وأضاف: «نتطلع لخلق نموذج، لينضم آخرون معنا لتطوير الاستدامة العالمية».
وأوضح الأمير عبد العزيز أن أهداف هذه المذكرة تدعم تحقيق مستهدفات رؤية «المملكة 2030» الرامية إلى تحقيق تنمية مستدامة، والحفاظ على البيئة، ودعم الابتكار، وتعزيز نقل المعرفة، وإيجاد مزيد من الوظائف النوعية للسعوديين.
وتنص المذكرة، التي تم توقيعها عن بُعد، على تعزيز التعاون الألماني السعودي في مجال توليد وقود الهيدروجين النظيف، ومعالجته، واستخدامه، ونقله، وتسويقه بشكل مشترك؛ وتعزيز نقل المعلومات والخبرات التقنية بين الطرفين، وتشجيع الاستثمارات والبحوث المشتركة، ودعم بيع وقود الهيدروجين السعودي، والمنتجات التي يدخل في تصنيعها مثل الكيروسين الصناعي، المستخدم لإنتاج الكهرباء في ألمانيا.
وتضم المذكرة تنفيذ مشروعات ترتبط بتوليد وقود الهيدروجين المنخفض الكربون ومعالجته واستخدامه ونقله، بما في ذلك المشروع المُقام في «نيوم»، وإنشاء مجمعات للابتكار، تضم المؤسسات البحثية والشركات الصناعية الرائدة من البلدين، وتأسيس صندوق ثنائي للابتكار بهدف تعزيز تقنيات الهيدروجين النظيف، واستخدام التقنية الألمانية في تنفيذ وتوطين المشروعات الناشئة، التي ترتكز على التقنية الجديدة، في المملكة، وتكثيف الحوار بين الطرفين حول السياسات التنظيمية والأطر التمويلية اللازمة لتطوير قطاع الهيدروجين النظيف.


مقالات ذات صلة

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

الاقتصاد إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

ناقش المتحدثون على هامش ختام معرض البناء السعودي 2024 ملف الإسكان الذكي وفرص الأعمال في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المجلس اطلع على التقدم الذي أحرزته السعودية في المؤشرات الدولية (الهيئة الملكية لمدينة الرياض)

المجلس الاقتصادي السعودي يستعرض التطورات المحلية والعالمية

استعرض مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي تحديثاً للتطورات الاقتصادية المحلية والعالمية لشهر أكتوبر 2024، وما تضمّنه من تحليلٍ للمستجدّات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)

«سيتي سكيب العالمي» بالسعودية سيضخ أكثر من 100 ألف وحدة سكنية 

من المقرر أن يضخ معرض «سيتي سكيب العالمي»، الذي يفتتح أبوابه للزوار يوم الاثنين المقبل في العاصمة السعودية الرياض، أكثر من 100 ألف وحدة سكنية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد أحد قطارات خطوط السكك الحديدية السعودية (واس)

تحسن كبير في حركتي النقل البري والسكك الحديدية بالسعودية خلال 2023

شهدت السعودية تحسناً ملحوظاً في حركة النقل خلال العام السابق، مقارنة بعام 2022، حيث زاد عدد الركاب في السكك الحديدية بنسبة 33 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي ماجد خان خلال إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)

«الربط الجوي» السعودي يستعرض تطورات الطيران في هونغ كونغ

شارك برنامج الربط الجوي، اليوم الأربعاء، في أعمال مؤتمر كابا آسيا «CAPA» بمدينة هونغ كونغ الصينية؛ أحد أهم المؤتمرات لالتقاء قادة مجال الطيران.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)

«سي إن إن»: ترمب قد يسمح لباول بمواصلة مهمته حتى نهاية ولايته

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول (رويترز)
رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول (رويترز)
TT

«سي إن إن»: ترمب قد يسمح لباول بمواصلة مهمته حتى نهاية ولايته

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول (رويترز)
رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول (رويترز)

من المرجح أن يسمح الرئيس المنتخب دونالد ترمب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بقضاء بقية فترة ولايته التي تنتهي في مايو (أيار) 2026، وفقاً لما قاله لشبكة «سي إن إن» مستشار كبير لترمب، طلب عدم الكشف عن هويته لوصف المحادثات الخاصة.

وحذر المستشار من أن ترمب يمكنه دائماً تغيير رأيه، لكن وجهة نظره الحالية، ورأي فريق ترمب الاقتصادي، هي أن باول يجب أن يظل على رأس البنك المركزي؛ ليواصل سياسته في خفض أسعار الفائدة.

وكان ترمب عيّن باول في أعلى منصب له في عام 2018، وأعاد الرئيس جو بايدن تعيينه لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.

يقال إن جاري كوهن، خريج «غولدمان ساكس» الذي شغل منصب مدير السياسة الاقتصادية خلال إدارة ترمب الأولى، يريد الوظيفة، لكن مسؤولين سابقين في إدارة ترمب قالوا إن حقيقة استقالة كوهن احتجاجاً على تعريفات ترمب على الصلب تجعل من غير المرجح للغاية أن يحصل عليها.

ومن بين الأسماء التي ذكرتها مصادر على صلة بانتقال ترمب، كيفن وارش، الذي خدم لمدة خمس سنوات في مجلس محافظي البنك، ونصح ترمب خلال فترة ولايته الأولى، وكذلك كبير الاقتصاديين السابق لترمب، كيفن هاسيت.

في يوليو (تموز)، قبل انتخاب ترمب، سُئل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي عما إذا كان ينوي إكمال ما تبقى من ولايته، فأجاب بشكل لا لبس فيه: «نعم».

وقد أعرب ترمب بشكل متكرر عن إحباطه من باول، وهدّد أحياناً بإقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي من منصبه، وهو ما لم يفعله أي رئيس من قبل. كما انتقد ترمب ما يراه من افتقار إلى الشفافية من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي يجري مداولاته السياسية بشكل خاص، ويصدر ملاحظات تلك المناقشات بعد أسابيع.

وذكرت شبكة «سي إن إن» أن مساعدي ترمب اقترحوا أنه يرغب في إصدار تلك المحاضر والتقارير الاقتصادية في الوقت الفعلي وإجراء الاجتماعات أمام الكاميرات.