براعة نافاس تقود سان جيرمان لتجاوز شبح الـ«ريمونتادا» التاريخية أمام برشلونة

ليفربول يتغلب على معاناته المحلية ويحجز بطاقة ربع نهائي «الأبطال» على حساب لايبزيغ

TT

براعة نافاس تقود سان جيرمان لتجاوز شبح الـ«ريمونتادا» التاريخية أمام برشلونة

نجح باريس سان جيرمان الفرنسي في إبعاد شبح الـ«ريمونتادا» التاريخية التي حققها برشلونة الإسباني على حسابه في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2017، ليثأر من منافسه ويبلغ ربع نهائي نسخة هذا العام، رفقة ليفربول الإنجليزي الذي تغلب على لايبزيغ الألماني ذهابا وإيابا.
ودخل سان جيرمان مواجهة الإياب على ملعب «بارك دي برانس» بعد أن أسقط برشلونة في عقر داره 4 - 1 ذهاباً على ملعب «كامب نو»، لكن رغم ذلك، خيّم الخوف على الفريق الفرنسي قبل المباراة من الذكرى الأليمة للريمونتادا التاريخية في العام 2017 أمام المنافس نفسه وفي الدور نفسه، عندما فاز برباعية نظيفة ذهاباً في باريس قبل أن يسقط 6 - 1 في برشلونة.
وهيمن برشلونة على الشوط الأول وأهدر العديد من الفرص، حيث كان الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس سداً منيعاً، قبل أن يمنح كيليان مبابي صاحب الهاتريك في الذهاب التقدم لسان جيرمان بعد مرور نصف ساعة من ركلة جزاء. وعادل ليونيل ميسي النتيجة بعد سبع دقائق بتسديدة صاروخية رائعة بيسراه من خارج المنطقة استقرت في أعلى الزاوية اليمنى لمرمى نافاس، قبل أن يصد الأخير ركلة جزاء للأرجنتيني قبل دخول الفريقين إلى الاستراحة في مباراة انتهت بالتعادل 1 - 1.
ويدين سان جيرمان بتأهله إلى ربع النهائي إلى حارسه المتألق كيلور نافاس الذي تصدى لعدة كرات خطيرة أبرزها ركلة جزاء سددها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، ليجنّب فريقه دخول الشوط الثاني متخلفا 1 - 2 وأكد نافاس، 34 عاما، الفائز بالكأس القارية ثلاث مرات في صفوف ريال مدريد، اعتقاد كثيرين بأنه من أفضل الصفقات في صفوف فريقه في العشر سنوات الأخيرة.
ورغم أن سان جيرمان دخل المباراة مرتاحا بعد فوزه بنتيجة عريضة 4 - 1 في ملعب كامب نو بينها ثلاثية لنجمه كيليان مبابي، بدا لاعبوه خائفين من أن يكونوا ضحية لريمونتادا جديدة، فقدّموا مستوى يرثى له لا سيما في الشوط الأول. وبدا التفاهم غائبا تماما بين خطوطه الثلاثة، لكن نافاس أنقذهم من ورطة بتصديه لمحاولتين خطيرتين للفرنسي عثمان ديمبيلي في الدقيقتين 11 و18. ثم لكرة قوية سددها الظهير الأيمن الأميركي سيرجينيو دست (23) ثم تدخل في اللحظة الأخيرة ليحرم سيرجيو بوسكيتس من إحراز هدف في الدقيقة 40 بعد أن تقدّم سان جيرمان في الدقيقة 31 خلافا لمجريات اللعب بهدف من ركلة جزاء ترجمها مبابي بنجاح.
وإذا كان نافاس وقف عاجزا عن تسديدة ميسي الرائعة والصاروخية من خارج المنطقة في الدقيقة 37 فإنه نجح في التصدي لركلة جزاء في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول لميسي بالذات، كانت لتتسبب بقلق لأصحاب الأرض لو نجح الفريق الكاتالوني في إنهاء الشوط الأول متقدما 2 - 1 وعموما تصدى نافاس لتسع كرات في الشوط الأول وحده.
وقال نافاس الذي نال نقطة 9 على عشرة في صحيفة «ليكيب» الرياضية الفرنسية: «الأمر صعب جدا لا سيما في مواجهة ميسي، بفضل الله حافظت على تركيزي وقد منحنا هذا الأمر سعادة كبيرة». وأضاف: «بعد تخطي برشلونة، نملك الحافز للاستمرار، وإذا أردنا الوصول إلى أهدافنا فيجب أن نسير على هذه الطريقة».
وتابع: «أهدي هذا التصدي لسيرخيو ريكو وعائلته الذين يمرون بأوقات صعبة» في إشارة إلى الحارس الإسباني رقم 2 في الفريق الذي توفي والده الثلاثاء.
وليست المرة الأولى التي يتألق فيها نافاس على الصعيد القاري، فقد كان أفضل لاعب في صفوف فريقه الحالي ضد فريقه السابق ريال مدريد، من خلال المساهمة بعودة فريقه من ملعب سانتياغو برنابيو بالتعادل الإيجابي 2 - 2 في خريف عام 2019 في دور المجموعات. ويُعتبر قدومه إلى صفوف فريق العاصم الفرنسية في سوق الانتقالات الصيفية عام 2019 مقابل 15 مليون يورو فقط، بطلب من مديره الرياضي السابق البرتغالي أنتيرو هنريكه، بين أبرز الصفقات في السنوات العشر الأخيرة، في حين أعير الحارس الأساسي ألفونس أريولا إلى فولهام الإنجليزي.
وعنونت صحيفة ليكيب الفرنسية أمس: «نافاس يتحدى ميسي» فيما أشادت سبورت وموندو ديبورتيفو الكاتالونيتان بأداء برشلونة وكان لهما العنوان ذاته حيث أشارتا إلى أن الفريق الإسباني ودّع «بشرف».
وقال المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب سان جيرمان: «عانينا كثيراً في الشوط الأول، نفسياً يبدو أن أثر خيبة عام 2017 لا تزال عالقة في وجدان اللاعبين، كان ذلك اختباراً للفريق. يتحدثون كثيراً عن الماضي هنا. لقد قمنا بردة فعل إيجابية في الشوط الثاني، لقد قاتلنا أكثر وأظهرنا وجهاً تنافسياً». وتابع: «ما هو واضح أننا فكرنا كثيراً في الشوط الأول. لقد فكرنا كثيراً في التأهل، كان علينا أن نفكر في اللعب وأن ننسى التأثيرات السلبية».
وعن تألق نافاس قال بوكيتينو: «قدم مباراة هائلة، أفعاله تظهر جودته. إنه حارس عالمي ورأينا ذلك في المباراة».
فيما كان الهولندي رونالد كومان مدرب برشلونة فخوراً بما قدمه فريقه على أرض الملعب بعد أن فرضوا سيطرتهم وكانوا قادرين على الخروج بثلاثة أهداف أقله في الشوط الأول لولا براعة نافاس، وقال: «لقد خرجنا وهذا هو الشيء الوحيد المهم في رياضتنا، ولكن نغادر بإيجابية لأنه أتيحت أمامنا الفرص للتسبب بمشاكل أكبر للخصم». وأضاف «كنا نستحق أفضل من ذلك، أقله أن نتقدم 2 - 1 عند الاستراحة، وقتها كانت الأمور اختلفت. لقد قدمنا مستوانا المعهود ويجب أن نستمر على هذا النحو. نحن حزينون لخروجنا ولكن الفريق أظهر صورة مختلقة عن المباراة الأولى».
أما عن مستقبل ميسي مع الفريق في ظل الضباب الذي يلف حول مصيره مع النادي، فأوضح كومان: «يدرك ليو أن الفريق في مرحلة صعود مع التغييرات التي أحدثناها، لا سيما بمنح فرصة للاعبين الشباب الذين سيكونون مستقبل النادي، لا أعتقد أنه يجب أن يكون لديه أي شك حول مستقبل هذا الفريق».
وفي المباراة الثانية تخطى ليفربول معاناته المحلية وجدد فوزه على «ضيفه» لايبزيغ 2 - صفر على ملعب «بوشكاش أرينا» في بودابست. وتجدد اللقاء بين ليفربول و«ضيفه» لايبزيغ مرة أخرى في بودابست بسبب قيود السفر المفروضة من البلدين لاحتواء فيروس «كورونا» وسلالاته.
ومنح هدفا المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني التأهل للفريق الإنجليزي بعد أن سجلا أيضا هدفي الفوز بالنتيجة ذاتها في لقاء الذهاب.
ودخل بطل إنجلترا إلى المباراة متطلعاً لوضع الانتكاسة المحلية خلفه بعد سقوطه في ست مباريات متتالية على أرضه في الدوري وهو ما لم يحصل للنادي منذ أن أبصر النور قبل 129 عاماً، ما وضعه في المركز الثامن.
وكان لايبزيغ الذي بلغ نصف نهائي الموسم الماضي قبل أن يخرج أمام باريس سان جيرمان الفرنسي يمني النفس أن يحقق «ريمونتادا» أمام بطل القارة ست مرات، آخرها عام 2019 إلا أن مشواره انتهى مبكرا ليصب تركيزه على المنافسات المحلية.
وعلق الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول عقب الفوز والصعود لربع النهائي بأن كل الفرق المتبقية في دوري الأبطال تملك حظوظا متساوية لحصد اللقب، ولا توجد أي أفضلية لفريقه الفائز باللقب في 2019، ويبدو تركيز ليفربول على دوري الأبطال هو الفرصة الأفضل له لضمان التأهل للبطولة في الموسم المقبل في ظل احتلاله المركز الثامن محليا. وقال كلوب: «السبب الوحيد للمشاركة في هذه البطولة هي الرغبة في الفوز بها. لست ساذجا، نعلم أنه حتى الآن لا يبدو أننا في موقف للفوز بدوري الأبطال، لكن هذا لا يعني أننا لا نريد التقدم فيها ثم سنرى مدى إمكانية حصد اللقب، علينا انتظار القرعة، ستكون صعبة جدا بغض النظر عن هوية المنافس، لكننا لن نستبق التفكير، ليس علينا فعل ذلك».
وقال محمد صلاح، الذي افتتح التسجيل بتسديدة منخفضة قبل أن يضيف ساديو ماني الهدف الثاني: «من المهم التركيز على كل مباراة على حدة، الفريق ربما ليس في أفضل حالاته لكننا نريد الفوز بدوري الأبطال وبكل مباراة في الدوري الممتاز، ليس علينا النظر للصورة الكبيرة لأن في بعض الأحيان عندما تفعل ذلك تزيد الضغط على نفسك على أرض الملعب. علينا عدم الضغط على أنفسنا داخل الملعب واللعب فقط».


مقالات ذات صلة

وايت يبتعد لأشهر عن آرسنال بعد جراحة في الركبة

رياضة عالمية بن وايت (يمين) سيغيب أشهراً عن آرسنال بداعي الإصابة (رويترز)

وايت يبتعد لأشهر عن آرسنال بعد جراحة في الركبة

يواجه مدافع آرسنال رابع الدوري الإنجليزي لكرة القدم بن وايت خطر الغياب أشهراً عدّة بعد خضوعه لجراحة في الركبة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبرت ليفاندوفسكي (يمين) يواصل التألق مع برشلونة (إ.ب.أ)

ليفاندوفسكي يزدهر في برشلونة المتجدد

قد يكون روبرت ليفاندوفسكي يبلغ من العمر 36 عاماً، لكن إذا كنت تعتقد أنه يُظهر علامات تباطؤ، فأنت مخطئ تماماً.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية الاسكوتلندي بن دوك تألق في مواجهة كرواتيا (رويترز)

بن دوك... خليفة صلاح في ليفربول؟

مرحباً... هناك مرشح لخلافة عرش محمد صلاح في ليفربول!

The Athletic (ليفربول)
رياضة عالمية يعاني ريال مدريد من إصابات عديدة هذا الموسم (د.ب.أ)

25 إصابة في ريال مدريد... ما السبب يا ترى؟

سحق ريال مدريد أوساسونا 4 - 0 في نهاية الأسبوع الماضي، لكن المباراة لخصت مصائبهم هذا الموسم.

The Athletic (مدريد)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.