تعز تعلن «التعبئة» والجيش يلتحم مع «المشتركة» ويشارف بلدة البرح

باليستيان على مأرب... والحكومة تقول إن الجماعة أصبحت «أكثر عدوانية»

مقاتلون ضمن القوات اليمنية في نقاط التماس ضد الحوثيين في تعز (أ.ف.ب)
مقاتلون ضمن القوات اليمنية في نقاط التماس ضد الحوثيين في تعز (أ.ف.ب)
TT

تعز تعلن «التعبئة» والجيش يلتحم مع «المشتركة» ويشارف بلدة البرح

مقاتلون ضمن القوات اليمنية في نقاط التماس ضد الحوثيين في تعز (أ.ف.ب)
مقاتلون ضمن القوات اليمنية في نقاط التماس ضد الحوثيين في تعز (أ.ف.ب)

أعلنت السلطات المحلية في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) «التعبئة العامة» أمس (الخميس) بالتزامن مع القضاء على آخر جيوب الميليشيات الحوثية غرب المحافظة وانتقال المعارك إلى مشارف بلدة البرح الاستراتيجية في الشمال الغربي، والتحام الجيش بـ«القوات المشتركة» المرابطة في الساحل.
جاء ذلك في وقت واصلت فيه الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران هجماتها في محافظة مأرب في أكثر من جبهة غرب المحافظة، إلى جانب قيامها باستهداف المدينة (مركز المحافظة) بصاروخين باليستيين، وفق ما أفاد به الإعلام العسكري للجيش اليمني.
وعلى وقع هذه التطورات، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك إن الميليشيات الحوثية أصبحت أكثر عدوانية بعد تصاعد الدعوات الدولية لوقف الحرب وإحلال السلام.
وذكرت المصادر الرسمية أن بن مبارك عقد «الخميس» عبر تقنية الاتصال المرئي، اجتماعاً مع اللجنة السياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، التي تضم سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لمناقشة الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن واستمرار العدوان الحوثي على محافظة مأرب وآثاره السياسية والإنسانية.
ونقلت وكالة «سبأ» عن بن مبارك قوله: «إن ميليشيا الحوثي أصبحت أكثر عدوانية بعد تزايد الدعوات الدولية لتحقيق السلام وإنهاء الحرب والإنجاز الذي تحقق بتشكيل الحكومة، الذي يمثل خطوة متقدمة نحو تحقيق سلام شامل في اليمن».
وأوضح الوزير اليمني للجنة الأوروبية أن «الميليشيا الحوثية قرأت تلك الرسائل الإيجابية قراءة خاطئة، وعملت على شن هجوم إرهابي على مطار عدن الدولي، مستهدفة الحكومة أثناء وصولها، بهدف عرقلة عملية السلام، واستأنفت عدوانها على محافظة مأرب، وقصفت المدنيين ومخيمات النازحين بالصواريخ الباليستية، واستهدفت الأحياء السكنية في مدينة تعز عشوائياً بالقذائف والصواريخ، واعتدت بشكل يومي على الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية في المملكة العربية السعودية».
وأكد الوزير بن مبارك أن الحكومة في بلاده «مستمرة في دعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، وستواصل مساعيها نحو السلام والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية واستعادة الأمن والاستقرار وإنهاء الانقلاب وإقامة سلام دائم وشامل بناء على المرجعيات الثلاث». بحسب المصادر الرسمية نفسها.
- تعبئة لاستكمال تحرير تعز
في غضون ذلك، أعلن محافظ تعز، رئيس اللجنة الأمنية، نبيل شمسان، التعبئة العامة لدعم وإسناد الجيش الوطني حتى فك الحصار المفروض على المدينة واستكمال معركة تحرير المحافظة بشكل كامل من الميليشيات الحوثية.
وقال شمسان، في لقاء موسع لقادة المحافظة، إن إعلان التعبئة العامة ابتداء من الساعة الثامنة من يوم الجمعة، ويشمل استنفار الجيش الوطني والأجهزة الأمنية والاقتصاد والسياسة والإعلام إلى حالة الحرب وحشد كل الإمكانات البشرية والمادية لتقديم جميع أوجه الدعم والإسناد لما وصفه بـ«معركة التحرير الفاصلة».
وأشار المحافظ إلى وجود تدابير لضبط الأمن في المناطق المحررة، التي سيتم تحريرها وبسط سلطة الدولة ومعالجة جميع القضايا والاختلالات والظواهر المخلة في دعم وإسناد المعركة، كما أعلن العفو العام عن كل من يتخلى عن الوقوف إلى جانب الميليشيات.
وكان الجيش اليمني قضى «الأربعاء» على آخر جيب للميليشيات الحوثية في منطقة الكدحة حيث مديرية المعافر، غرب محافظة تعز، وواصل عملياته باتجاه الشمال الغربي في مديرية مقبنة، سعياً إلى تحرير بلدة البرح الاستراتيجية التي ترابط إلى الغرب منها القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي.
وأدى التقدم الذي أحرزه الجيش بتحرير منطقة الكدحة إلى التحام هذه القوات التابعة للواء 35 مدرع مع القوات المشتركة المرابطة في مديريتي الوازعية وموزع المجاورتين، وهو ما يعني فتح معبر جديد إلى تعز المحاصرة يربطها مع ميناء المخا على البحر الأحمر.
ونقلت وكالة «سبأ» عن المتحدث باسم محور تعز العسكري، العقيد عبد الباسط البحر، قوله إن فرق إزالة الألغام التابعة للجيش الوطني تقوم بنزع وتطهير منطقة الحناية التابعة لمديرية موزع، والتي تعد نقطة التحام جديدة للجيش الوطني والقوات المشتركة لتحرير منطقة البرح.
وأضاف البحر أن الجيش الوطني قام بفتح وتأمين طريق جديدة تربط مدينة تعز عبر منطقة البيرين بالمخا والساحل الغربي، باعتباره شرياناً جديداً، في إطار توجه الجيش الوطني لفك الحصار واستكمال تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
- تحرير مواقع جديدة
ويوم أمس (الخميس)، أفاد الإعلام العسكري أن قوات الجيش في جبهتي مقبنة والكدحة، غرب تعز، التحمتا معاً بعد تحرير عدد من المواقع وتكبيد الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مصدر عسكري قوله: «إن قوات الجيش الوطني في الكدحة حررت منطقة الطوير الأعلى، والتحمت بقوات الجيش الوطني في ذات المنطقة بعد هزيمة الميليشيات الحوثية».
وأضاف المصدر: «القوات في جبهة الكدحة بقيادة قائد اللواء 35 مدرع العميد عبد الرحمن الشمساني التقت بقوات العمالقة في منطقة الحناية بعد تحريرها من قبل القوات المشتركة».
في السياق نفسه، ذكرت المصادر أن قوات الجيش حررت «الخميس» مواقع جديدة بجبهتي مقبنة والكدحة، إذ أسفرت المواجهات عن استعادة جبل الزهيب، بعد تحرير منطقة الطوير الأعلى بمديرية مقبنة، والالتحام بجبهة الكدحة بشكل كامل، كما حررت «جبل غباري باتجاه الوازعية، المطل على منطقة البرح، على الطريق الرئيسية التي تربط مدينة تعز بالساحل الغربي».
ومن شأن استعادة هذه المناطق، غرب تعز، بحسب مراقبين عسكريين، أن تفتح الباب أمام قوات الجيش اليمني لاستعادة مديرية مقبنة في الشمال الغربي والتوجه إلى مناطق الريف الشمالي للمحافظة حيث مناطق شرعب المتاخمة لمحافظة إب، كما من شأنها أن تمهد لاستكمال مناطق شرق مدينة تعز وريفها الجنوبي الشرقي حيث مديرية حيفان، وصولاً إلى الراهدة.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.