عمدة باريس تلعب دورًا كبيرًا في جهود المواساة بعد الهجمات

أول إمرأة تفوز بمنصب العمدة.. وواحدة من أكثر الشخصيات الحزبية السياسية ثباتًا في فرنسا

آن هيدالغو عمدة باريس (نيويورك تايمز)
آن هيدالغو عمدة باريس (نيويورك تايمز)
TT

عمدة باريس تلعب دورًا كبيرًا في جهود المواساة بعد الهجمات

آن هيدالغو عمدة باريس (نيويورك تايمز)
آن هيدالغو عمدة باريس (نيويورك تايمز)

حتى بعد أن قدمت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية اعتذارها على خلفية بث ادعاءات كاذبة بشأن وجود مناطق يحكمها المسلمون وممنوع دخول غير المسلمين إليها، لم تخف عمدة باريس سخطها.
وقالت آن هيدالغو، عمدة باريس، ذات التوجهات الاشتراكية، في إحدى المقابلات: «لقد أضرّ نشر مثل هذه الأكاذيب على نحو بالغ بسمعة وصورة مدينة باريس وأهلها».
وأضافت أن باريس، التي ما زالت متأثرة بشدة بالهجمات الإرهابية التي وقعت في الفترة الأخيرة، لن تتسامح مع أي كلمات قد «تدنس» الحرية.
وكان مساعدون لها قد صرحوا يوم الخميس باعتزامها رفع قضية تشهير ضد شبكة «فوكس نيوز» أمام إحدى محاكم باريس هذا الأسبوع، وذلك بمجرد حصولها على الموافقة من مجلس المدينة.
وفسّر البعض هذا الإجراء القانوني بأنه تهديد غير جاد يستهدف تحسين صورتها، لأن مثل هذه الدعوى قد لا يكون له صدى كبير، على الأقل في الولايات المتحدة، لما يقدمه التعديل الأول للدستور الأميركي من حماية.
ولكن المراقبين يرون رد فعلها مؤشرا على محاولة تباهٍ جديدة تصدر عن شخصية سياسية تعاني من التردد في بعض الأحيان، ولكنها تتميز بلين الكلام، والطموح، أصبحت في بؤرة الضوء بعد انتخابها عمدة باريس في شهر مارس (آذار) بسبب وقوع أعنف هجمات إرهابية تعرضت لها البلاد في العصر الحديث.
من جانبها، قالت ماري إيف مالوينز، وهي كاتبة آراء سياسية لمحطة «فرانس إنفو» الإذاعية وصاحبة كتاب عن السباق الذي جرى العام الماضي على رئاسة البلدية بين هيدالغو ومنافستها ناتالي كوسيوسكو موريزيه: «إنها لم تغير شخصيتها، ولكن الناس ينظرون إليها على نحو مختلف الآن».
هذا حقيقي، فبعد الهجمات التي وقعت الشهر الماضي داخل باريس وبالقرب منها أثناء عملية الحصار التي استمرت 3 أيام وأسفرت عن مصرع 17 شخصا، بما في ذلك الهجوم على الصحيفة الساخرة «شارلي إيبدو» ومتجر للأطعمة اليهودية، وجدت هيدالغو، البالغة من العمر 55 عاما والتي كانت تعمل مفتشة عمال، نفسها مضطرة لأن تلعب دورا جديدا وغير مألوف يتمثل في مواساة مدينة مفجوعة.
عندما زارها جون كيري وزير الخارجية الأميركي، في زيارة رآها بعض أهالي باريس متأخرة قليلا، منحها «عناق» دعم بالنيابة عن الولايات المتحدة، ورحبت به هيدالغو في مقر مجلس المدينة الفخم في باريس وأمسكت بالميكروفون بينما كان المغني الأميركي جيمس تايلور يدندن: «لديك صديق».
وبعد أيام، عندما جاءها بيل دي بلاسيو، عمدة نيويورك، لتقديم واجب العزاء، استدعت هيدالغو، وهي يسارية مثله توطدت عرى الصداقة بينهما، روح الثبات التي أظهرها أهالي مدينة نيويورك بعد هجمات 11 من سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة.
وقالت إن باريس لن تهاب الإرهابيين كذلك، ولكنها أضافت أن أهالي باريس لن يعيشوا مثل السابق تماما.
وبعد قضائها سنوات في مجلس المدينة في منصب نائب العمدة السابق برتراند ديلانو، برزت هيدالغو باعتبارها أول سيدة تفوز بمنصب عمدة باريس، بوصفها واحدة من أكثر الشخصيات الحزبية السياسية ثباتا في فرنسا. وكانت واحدة من قلائل اليساريين الذين فازوا في الانتخابات المحلية في شهر مارس الماضي التي شهدت هزيمة اليسار.
ولكن البعض يرى أنها تتمتع بحضور أقل من سلفها، ولم تنضج بعد كقائدة لواحدة من أكثر المدن تألقا في العالم. وأطلقت عليها صحيفة «لو موند» في مقال منشور قبل انتخابها «هيدالغو الرقيقة». وجاء في المقال عبارة: «لم نسمعها منذ سنوات».
ويرفض مساعدوها مثل هذه الانتقادات، ويرون أن وسائل الإعلام تستمتع بوضع القيادات النسائية في قالب ضعيف أو هستيري.
وقال هيرفي مارو، مستشار اتصالات يعمل مع العمدة منذ سنوات: «إذا أردت استفزازها، فكن واثقا من أنها سترد».
وهيدالغو هي ابنة كهربائي إسباني فرّ من النظام الإسباني في عهد فرانكو خلال ستينات القرن العشرين، كما أنها تنتمي لعدد قليل من أبناء المهاجرين الذين نجحوا في شق طريقهم وسط نظام يهيمن عليه الذكور بيض البشرة من النخبة ذات الأصول الفرنسية. ويمكن أن يكون لوضعها باعتبارها غريبة عن البلاد فائدة في وقت أثارت فيه الهجمات الإرهابية نقاشا حول التحديات الخاصة بدمج المهاجرين، والمسلمين بصفة خاصة، في المجتمع.
فهي تقول: «إن قيمة السمات الفردية، وإمكانية تحديد الشخص لمصيره بنفسه، مرتبطة بمخيلة ورموز أميركا. أما هنا، فالأمر لا يسير بالطريقة نفسها. هناك بعض الاستثناءات القليلة التي تنجح في الاندماج، وأنا من هذه الاستثناءات، ولكن ليس هذا هو التيار السائد».
يقول الأشخاص الذين يعملون معها إنها لا تعرف الكلل والتعب، فهي تصل إلى مقر مجلس المدينة في الثامنة صباحا في سيارتها الكهربائية من طراز «رينو». وفي أوقات الراحة، تشاهد مسلسلات أميركية مثل مسلسل «هوملاند» (الوطن)، رغم أنها لم تعد تفعل ذلك منذ وقوع الهجمات، بحسب قول مساعديها.
ونظرا لأن هيدالغو تقلدت منصب نائب العمدة المسؤول عن التخطيط الحضري، فإنها كانت اليد الخفية التي كانت وراء تنفيذ بعض أهم المشروعات المبتكرة في المدينة، مثل تحويل ضفاف نهر السين إلى متنزهات، وجهود تجديد المدينة التي تضمنت إنشاء الكثير من الأحياء الجديدة.
* خدمة «نيويورك تايمز»



خمس دول أوروبية في حلف الأطلسي تتعهّد بالتصدي لـ«تهديدات هجينة»

وزراء دفاع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس في مؤتمر صحافي عقب اجتماع في برلين (رويترز)
وزراء دفاع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس في مؤتمر صحافي عقب اجتماع في برلين (رويترز)
TT

خمس دول أوروبية في حلف الأطلسي تتعهّد بالتصدي لـ«تهديدات هجينة»

وزراء دفاع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس في مؤتمر صحافي عقب اجتماع في برلين (رويترز)
وزراء دفاع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس في مؤتمر صحافي عقب اجتماع في برلين (رويترز)

تعهّد وزراء دفاع خمس دول أوروبية منضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بتعزيز التعاون لمواجهة انتهاك مسيّرات لمجالات جوية و«تهديدات هجينة» أخرى، على غرار الهجمات السيبرانية، وذلك عقب اجتماع عُقد في برلين، الجمعة.

وأكدت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة «دعمها الراسخ» لأوكرانيا في مواجهتها الغزو الروسي، والتزامها بتعزيز جيوشها، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال الحلفاء، في بيان مشترك: «سنكثّف تعاوننا في مواجهة تهديدات هجينة للحلفاء، بما في ذلك التصدي للتحديات التي تشكّلها المسيّرات والهجمات السيبرانية والمعلومات المضلّلة».

سيشمل ذلك، وفق الحلفاء، استكشاف تدابير دفاعية «على غرار الأنظمة الدفاعية المضادة للمسيّرات»، إضافة إلى «تعزيز تبادل المعلومات بين الحلفاء الأوروبيين».

اتّهمت دول أوروبية مراراً روسيا بشن حرب «هجينة»، أي حرب غير تقليدية إلى حد كبير، يمكن أن تشمل أعمال تخريب وحملات تضليل إعلامي وغيرها من الهجمات المسببة لاضطرابات.

وأفيد برصد مسيّرات عدة في أجواء مطارات ومواقع عسكرية حساسة في جميع أنحاء أوروبا في الأشهر الأخيرة، وقد اتّهم قادة أوروبيون روسيا بتدبير هذه العمليات. وتأثرت مطارات عدة بهذه العمليات، لا سيما في بلجيكا والدنمارك وألمانيا والنرويج وبولندا.

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، عقب الاجتماع، إن مثل هذه الأفعال ترمي إلى «صرف الانتباه عن مشاكل (روسيا)... وفي الوقت نفسه محاولة زعزعة استقرار مجتمعاتنا وتخويفها».

وتعهّد وزراء الدفاع الخمسة الذين انضمت إليهم مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، بمواصلة دعمهم لأوكرانيا في تصديها للغزو الروسي.

وقالوا: «سيبقى دعمنا الراسخ لأوكرانيا ركيزة أساسية لعملنا»، متعهّدين «بدعم أوكرانيا إلى أقصى حد من خلال المساعدات العسكرية».

كذلك، تعهّدوا بتكثيف التعاون الصناعي مع أوكرانيا و«دمج الصناعة الدفاعية الأوكرانية في المبادرات الأوروبية وسلاسل القيمة».

وتعهّد الوزراء أيضاً بالتركيز على تحقيق أهداف القدرات العسكرية لدولهم ضمن حلف شمال الأطلسي وتعزيز صناعاتهم الدفاعية.

وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إن «العدوان الروسي يتزايد. الحرب في أوكرانيا ما زالت مستمرّة»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تحضّ «وهي محقّة في ذلك، الدول الأوروبية على بذل مزيد من الجهود وزيادة الإنفاق الدفاعي».

وأضاف: «لا يخطئنّ أحد، نحن في عصر تهديد جديد، وهذا الأمر يتطلّب عصر دفاع جديداً».


قتلى وجرحى باصطدام حافلة مزدوجة الطوابق بموقف في استوكهولم

قالت الشرطة إن الحادث أسفر عن وقوع قتلى وإصابات (رويترز)
قالت الشرطة إن الحادث أسفر عن وقوع قتلى وإصابات (رويترز)
TT

قتلى وجرحى باصطدام حافلة مزدوجة الطوابق بموقف في استوكهولم

قالت الشرطة إن الحادث أسفر عن وقوع قتلى وإصابات (رويترز)
قالت الشرطة إن الحادث أسفر عن وقوع قتلى وإصابات (رويترز)

أعلنت الشرطة السويدية سقوط قتلى وجرحى في اصطدام حافلة ذات طابقين بمحطة حافلات في استوكهولم، الجمعة.

وقالت الشرطة إن الحادث أسفر عن سقوط قتلى ووقوع إصابات. وأوضحت أن عدة أشخاص أصيبوا أو تعرضوا للدهس، لكنها لم تقدم على الفور معلومات عن عددهم أو جنسهم أو أعمارهم.

ضباط الأدلة الجنائية بالشرطة وهم يعملون في موقع اصطدام حافلة بأشخاص في حي أوسترمالم باستوكهولم (أ.ف.ب)

وتم إبلاغ السلطات بالحادث الساعة 3:23 مساءً، يوم الجمعة. واصطدمت الحافلة بمأوى الحافلات في شارع «فالهالا فيغن» في منطقة أوسترمالم بالعاصمة السويدية. وتقع المنطقة في الجزء الشمالي من المدينة، بالقرب من المعهد الملكي للتكنولوجيا.

وأشارت الشرطة إلى أنها تتعامل مع الحادث على أنه «قتل غير متعمد»، لكنها لا تزال تحقق في ملابساته، ولم يتضح على الفور سبب الحادث.

صورة لحافلة اصطدمت بمحطة حافلات في أوسترمالم باستوكهولم (رويترز)

وذكرت وكالة الأنباء السويدية «تي تي» أن الشرطة أكدت احتجاز السائق، وسيتم استجوابه لتحديد ما حدث.

وأفادت خدمات الطوارئ بأن الحافلة، وهي حافلة مدينة عادية، لم تكن في الخدمة، ولم يكن هناك ركاب على متنها، حسبما أفادت وكالة «تي تي».


كييف تقصف بصواريخ «لونغ نبتون» ميناء نوفوروسيسك العملاق على البحر الأسود

الدخان يتصاعد من مبنى سكني متضرر تعرض لضربة روسية بطائرة من دون طيار في كييف (رويترز)
الدخان يتصاعد من مبنى سكني متضرر تعرض لضربة روسية بطائرة من دون طيار في كييف (رويترز)
TT

كييف تقصف بصواريخ «لونغ نبتون» ميناء نوفوروسيسك العملاق على البحر الأسود

الدخان يتصاعد من مبنى سكني متضرر تعرض لضربة روسية بطائرة من دون طيار في كييف (رويترز)
الدخان يتصاعد من مبنى سكني متضرر تعرض لضربة روسية بطائرة من دون طيار في كييف (رويترز)

شهدت العاصمة الأوكرانية هجوماً روسيّاً ضخماً بصواريخ ومسيّرات في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، طال العديد من مناطقها ومرافق الطاقة، وأصاب نحو 30 مبنى سكنيّاً بأضرار، وفقاً للسلطات، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت أكثر من 200 مسيّرة أوكرانية ليلاً في أجواء مناطق في الجنوب وعلى ضفاف البحر الأسود.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن روسيا شنّت هجوماً بنحو 430 طائرة مسيرة و18 صاروخاً، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص. وأكّد زيلينسكي، عبر منصة «إكس»، أن العشرات أصيبوا في الهجوم، منهم أطفال وامرأة حبلى، ودعا الرئيس الأوكراني العالم إلى وقف الهجمات الروسية على بلاده عن طريق فرض مزيد من العقوبات. وطالب زيلينسكي بإمداد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الاعتراضية.

جانب من عملية إجلاء مدنيين من مدينة بوكروفسك يوم 11 نوفمبر (رويترز)

وقالت «فرانس برس» إن مراسليها سمعوا دوي انفجارات قوية في وسط المدينة، وشاهدوا تفعيل أنظمة الدفاع الجوي ضد ضربات المسيّرات والصواريخ. وقال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، على «تلغرام»: «قوات الدفاع الجوي تعمل في كييف»، متحدثاً عن «هجوم واسع النطاق على العاصمة»، داعياً السكان إلى دخول الملاجئ. وذكر أن الحرائق اندلعت في نقاط عدة، وأن فرق الإنقاذ هرعت للمكان. ونقلت صحيفة «كييف إندبندنت» عن كليتشكو قوله إن منشأة طبية ومبنى إدارياً تضررا أيضاً. ووردت أنباء أيضاً عن انقطاع الكهرباء. وقال أوليكساندر ماركوشين، رئيس بلدية إربين، الواقعة في منطقة كييف، على «فيسبوك»، إنها «ليلة صعبة» مع «طائرات مسيّرة وصواريخ تحلق فوق المدينة».

وفي منطقة دارنيتسكي، سقط حطام في فناء في مبنى سكني وعلى أرض منشأة تعليمية. وفي منطقة دنيبروفسكي، تسبب الحطام في إلحاق أضرار بـ3 مبانٍ سكنية ومنزل خاص واندلاع حريق في منطقة مفتوحة. وفي منطقة بوديلسكي، تضررت 5 مبانٍ سكنية ومبنى غير سكني.

كما أعلن الرئيس الأوكراني، الجمعة، إن كييف استخدمت صواريخ كروز من طراز «لونغ نبتون» لضرب أهداف في روسيا خلال الليل. وكتب زيلينسكي على «إكس»: «استخدم محاربونا بنجاح صواريخ من طراز (لونغ نبتون) خلال الليل لقصف أهداف محددة على الأراضي الروسية، وهذا هو ردّنا العادل تماماً على الإرهاب الروسي المتواصل». وتابع قائلاً: «الصواريخ الأوكرانية تحقق نتائج مهمة ودقيقة بشكل متزايد كل شهر تقريباً».

جانب من زيارة زيلينسكي إلى جنود الجبهة الأمامية في زابوريجيا يوم 13 نوفمبر (أ.ف.ب)

وأكّد مسؤول في جهاز أمني في أوكرانيا، الجمعة، أن بلاده قصفت محطة نفط في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود، وهو منفذ رئيسي لشحنات السلع الأولية، مضيفاً: «كل مصفاة أو محطة نفطية تتعرض للاستهداف تعني خسارة آلة الحرب الروسية ملايين الدولارات... سنواصل حرمان المعتدي من الموارد حتى يفقد القدرة على مواصلة هذه الحرب».

وقالت خدمة الطوارئ الإقليمية على تطبيق «تلغرام»، في وقت مبكر من صباح الجمعة، إن سقوط حطام طائرة مسيرة تسبب في نشوب حريق في المستودع الروسي الواقع في محطة شيخاريس النفطية التابعة لشركة «ترانس» للنفط (بي جيه إس سي)، حسب وكالة بلومبرغ للأنباء، الجمعة. وتم إخماد الحريق بعد نشر أكثر من 50 وحدة من معدات مكافحة الحرائق في الموقع، طبقاً لما ذكرته السلطات، لكن لم تقدم أي تفاصيل بشأن الأضرار. ولم تعلق الشركة على الوضع في المنشأة. وقال مصدران في قطاع النفط لـ«رويترز» إن ميناء نوفوروسيسك أوقف صادرات النفط، الجمعة، بعد هجوم أوكراني بطائرات مسيرة، وإن شركة «ترانس» التي تحتكر خط أنابيب النفط علّقت إمدادات الخام إلى المنفذ.

وأفاد مصدران مطلعان بأن اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين، الذي يصدر النفط من كازاخستان عبر المنفذ الروسي المطل على البحر الأسود، استأنف عمليات تحميل النفط، بعد توقف في وقت سابق إثر الهجوم الأوكراني على نوفوروسيسك. لكن المصدرين أشارا إلى أن إمدادات النفط الخام الروسي لا تزال متوقفة من رصيف نفطي مجاور.

وفي وقت لاحق، قالت وزارة الدفاع الروسية على «تلغرام»: «خلال الليلة الماضية، اعترضت أنظمة الدفاع الجوي ودمّرت 216 مسيّرة أوكرانية، من بينها 66 فوق منطقة كراسنودار، و59 فوق البحر الأسود».

وفي نوفوروسيسك الواقعة على ضفاف البحر الأسود ذكرت السلطات المحلية أن الهجمات بالطائرات الأوكرانية المسيّرة أصابت محطة لتكرير النفط بأضرار. وجاء في بيان لخلية الأزمة في المنطقة أن تساقط حطام الطائرات المسيّرة أدّى إلى اشتعال النيران في تلك المحطة قبل السيطرة عليها. وفي نوفوروسيسك أيضاً، أصيب مبنى سكني، وتحطمّت نوافذه، وأصيب فيه شخص بجروح، وفقاً للمصدر نفسه. وفي مرفأ المدينة، أصيبت سفينة مدنية بأضرار، ما أسفر عن إصابة 3 من طاقمها بجروح، بحسب البيان.

وتتبادل روسيا وأوكرانيا الهجمات على البنية التحتية للطاقة في كل منهما منذ اجتياح قوات موسكو لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وأدّت الهجمات الروسية إلى تدمير 80 في المائة من محطات التدفئة، وأكثر من ثلث محطات الطاقة المائية في أوكرانيا. وتواصل روسيا، التي يتفوّق جيشها على القوات الأوكرانية من حيث الإمكانات والتجهيزات العسكرية، هجومها وتستمر في التقدم شرق أوكرانيا، ولا سيما منطقة دونيتسك، حيث تركزت معظم المعارك في الآونة الأخيرة.

ويأتي هذا الهجوم في الوقت الذي حذّر فيه مسؤولون في الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع من ضرورة أن تواصل أوكرانيا مكافحة الفساد في أعقاب فضيحة فساد كبرى وضعت كبار مسؤولي الطاقة النووية تحت التدقيق. لكنهم قدّموا أيضاً تأكيدات بأن المساعدات ستستمر في التدفق في الوقت الذي تسعى فيه كييف جاهدة لصدّ الغزو الروسي. ونقل تلفزيون «آر تي» الروسي عن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، تأكيده أن «هزيمة زيلينسكي حتمية، ووضعه يزداد سوءاً كل يوم». وما زالت مفاوضات السلام متعثرة بين البلدين، بعد تأجيل لقاء كان مقرراً في بودابست بين الرئيسين؛ الأميركي دونالد ترمب، والروسي فلاديمير بوتين.

صورة جوية للدمار في بلدة ميرنوراد يوم 12 نوفمبر (رويترز)

في سياق متصل، يجتمع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس مع نظرائه من الدول الأوروبية الرئيسية، بالإضافة إلى ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كايا كالاس، لإجراء مشاورات مشتركة.

وذكرت وزارة الدفاع في برلين أن اجتماع «مجموعة الخمس» الجمعة سيتناول أيضاً مزيداً من المساعدات لأوكرانيا. وتعتزم المجموعة مناقشة التهديدات الهجينة، وتقييم الوضع، وتبادل الآراء حول التدابير الدفاعية. وقالت الوزارة في برلين إن المناقشات ستشمل أيضاً خطوات مشتركة لتعزيز الأمن وصناعة الدفاع في أوروبا. ودعا بيستوريوس نظراءه من فرنسا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وبولندا، بالإضافة إلى كالاس، لحضور المحادثات في برلين. ويصادف الاجتماع الذكرى السنوية الأولى لتشكيل هذا المنتدى للمناقشة، الذي أطلقه بيستوريوس.

مواطنون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمحطة محروقات أصابها القصف الروسي في خاركيف شمال شرقي أوكرانيا يوم 8 نوفمبر (إ.ب.أ)

وتأسست اجتماعات «مجموعة الخمس» في أعقاب فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الانتخابات. والهدف هو تعزيز الأمن الأوروبي والاستعداد الدفاعي. وتم نزع فتيل الخلاف حول مدى موثوقية الولايات المتحدة كشريك في التحالف في الوقت الحالي من خلال الخطط الدفاعية الجديدة والمشتركة لحلف شمال الأطلسي (ناتو).