قدم قلب الدفاع المخضرم بيبي البالغ 38 عاماً درسا لكل المدافعين الشباب بقيامه بثمانية عشر تدخلا ناجحا أحبطت آمال يوفنتوس بطل إيطاليا وقادت فريقه بورتو البرتغالي إلى تخطي ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
انهالت الإشادات بالمدافع الأصلع الذي بنى سمعته مع ريال مدريد الإسباني، فكان آخر ضحاياه زميله السابق في الفريق الملكي ومواطنه رونالدو الذي يستمر في إخفاقه قاريا مع السيدة العجوز.
وَصَفه هداف مونديال 1986 والمذيع الحالي الانجليزي غاري لينكر بـ«المقاتل الشرس»، وقال: «هو من اللاعبين الذين تكره أن تلعب ضده وتتمنى أن يكون في صفوفك». واعتبره اللاعب الدولي السابق جو كول «أكثر لاعبي كرة القدم إزعاجا في آخر 20 سنة. لقد ألحق الضرر بالجميع، لا يزال من بين أفضل لاعبي قلب الدفاع في أوروبا». لقد كان بيبي موجودا في كل مكان للدفاع عن مرمى بورتو بطل أوروبا في 1987 و2004، حارما يوفنتوس من متابعة حلمه نحو لقب ثالث طال انتظاره.
بدوره، اعتبر قلب الدفاع الانجليزي السابق ريو فرديناند أن على المدافعين الشبان التعلّم من أداء بيبي ضد يوفنتوس لينالوا الدرس المثالي في الخط الخلفي، وقال: «فيما يتعلّق بالتمركز، الرغبة، التواصل، الوعي، الاستشعار بالخطر، كيفية استخدام جسدك بالإضافة إلى الدفاع عن المنطقة». وأضاف مدافع مانشستر يونايتد السابق: «ما نشاهده من المدافعين الحاليين أنهم جيدون مع الكرة، لكن ماذا عن الدفاع عن الصندوق؟ نرى المدافعين الشبان، وحتى المخضرمين، بتمركز جسدي خاطئ». وكان بيبي المولود في البرازيل قد نشأ في صفوف ماريتيمو قبل الانتقال إلى بورتو ومنه إلى ريال مدريد في 2007. وأحرز بيبي مع ريال تقريبا كل الألقاب، من دوري وكأس وسوبر محلية، إلى دوري أبطال أوروبا وسوبر أوروبي وكأس العالم للأندية، قال بعد الفوز ذهابا على يوفنتوس: «درسناهم جيدا. عرفنا أنه يتعين علينا أن نضغط عليهم كي نحرمهم من تطبيق خطتهم». ونجح القائد بتنسيق أدوار دفاعية وهجومية في آن وكان مركز الثقل في فريق تعرّضّ لضغط كبير من رجال المدرب أندريا بيرلو في محاولة لقلب خسارة الذهاب.
وقال بعد التأهل لربع النهائي: «مع هذا الشغف والدقة، يصعب التغلب علينا من قبل أي فريق. يجب أن نهنئ أنفسنا».
ومن بين تدخلاته الدفاعية الـ18، كانت الأخيرة حاسمة بطريقة أكروباتية في منطقته، قاطعة تذكرة عبور فريق التنين إلى دور الثمانية ومعمقا الجراح القارية لرونالدو مع يوفنتوس، إذ أخفق الهداف التاريخي للمسابقة في بلوغ نصف النهائي للمرة الثالثة تواليا، بعدما كانت البطولة المفضلة لديه في ريال بحضور بيبي المتوّج معه بلقبها ثلاث مرات.
عُرف بيبي بمناوشاته الجسدية المؤذية في أحيان كثيرة، مع لاعبين ومدربين أمثال سيسك فابريغاس، وسيرجيو بوسكيتس، وسيسوكو، وتوماس مولر، أو حتى دييغو سيميوني، لكن في مباراة يوفنتوس الأخير ذكّر بأنه مدافع من الطراز الرفيع، وحتى بعمر الثامنة والثلاثين بمقدوره إنقاذ هدف شبه محقق في الرمق الأخير، كما فعل أمام كييزا الذي كان يستعد للتسديد في المرمى الخالي.
المخضرم بيبي يقدم درساً للمدافعين بـ18 مداخلة ناجحة أجهضت حلم يوفنتوس
المخضرم بيبي يقدم درساً للمدافعين بـ18 مداخلة ناجحة أجهضت حلم يوفنتوس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة