صناعة بطل خارق... كيف تحول بيليه إلى أسطورة؟

وثائقي جديد يلقي الضوء على عبقرية الساحر البرازيلي

أصبح بيليه لغزاً على مدى عقود لكن لا يمكن الاختلاف على قدراته الفذة في عالم الساحرة المستديرة (غيتي)
أصبح بيليه لغزاً على مدى عقود لكن لا يمكن الاختلاف على قدراته الفذة في عالم الساحرة المستديرة (غيتي)
TT

صناعة بطل خارق... كيف تحول بيليه إلى أسطورة؟

أصبح بيليه لغزاً على مدى عقود لكن لا يمكن الاختلاف على قدراته الفذة في عالم الساحرة المستديرة (غيتي)
أصبح بيليه لغزاً على مدى عقود لكن لا يمكن الاختلاف على قدراته الفذة في عالم الساحرة المستديرة (غيتي)

يعد «كازا بيليه»، ذلك المنزل الصغير المكون من غرفتين، الذي ولد فيه الأسطورة البرازيلية بيليه عام 1940، الآن من المعالم السياحية الشهيرة في العالم. ونظراً لعدم بقاء أي صور أو أوصاف للمنزل الأصلي، فقد أعيد بناؤه بالكامل، بناء على ذكريات والدة بيليه، دونا سيليست، وعمه خورخي، مع إضافة أثاث قديم تم الحصول عليه من متاجر التحف. لذلك، فإن ما يراه الزائر اليوم في حقيقة الأمر، وهو مجرد صورة قريبة للمنزل الذي قضى فيه أحد أشهر لاعبي كرة القدم في العالم سنواته الأولى: مزيج منسق بشدة من الذكريات الضبابية والتفاصيل الانتقائية. وفي أثناء دخولك، تجد جهاز راديو لاسلكي يقوم بتشغيل أغانٍ كلاسيكيةٍ من أوائل الأربعينيات من القرن الماضي.
وكما اتضح، فإن هذا أيضاً هو ما يتذكره بيليه إلى حد كبير هذه الأيام. لقد مرت 50 عاماً منذ أن لعب بيليه آخر مباراة له مع منتخب البرازيل، لكن للأسف لم تنجح أشرطة ومقاطع الفيديو إلا في تخليد جزء صغير من مسيرته الكروية الغنية الغزيرة للغاية. كما أن الغالبية العظمى منا لم يره وهو يلعب على الهواء مباشرة. وهكذا، فإن الجزء الأكبر من مسيرة هذا اللاعب العبقري يتمثل في شيء سمعناه أو قرأنا عنه أكثر من شيء رأيناه بأعيننا؛ أي حقيقة موروثة أكثر منها تجربة معيشية.
وبطبيعة الحال، فإن المقاطع الأكثر إثارة وحيوية في السيرة الذاتية الجديدة لأسطورة كرة القدم البرازيلية تدور حول كرة القدم نفسها: السرعة الفائقة، والمهارات الفذة، والقدرة الفائقة على إنهاء الهجمات، واللمسات الاستثنائية التي تجعلك تشعر كأن بيليه كان يعزف أعزب الألحان. لقد أصبح إرث بيليه شيئاً متصدعاً متنازعاً عليه على مدى عقود، لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال الاختلاف على إمكانياته وقدراته الفذة في عالم الساحرة المستديرة.
وفي هذه المقاطع، يتحرك بيليه بطريقة تعكس بما لا يدع مجالاً للشك أنه كان يمتلك ذكاءً كروياً أعلى من كل المحيطين به، أو يتعرض للتدخلات العنيفة من قبل المنافسين لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي كانوا يتمكنون بها من إيقافه، أو يتحكم في مصير ونتائج أهم المباريات والبطولات بمهاراته الاستثنائية، وبالتالي كان «الملك» البرازيلي يعيش كما يستحق أن يعيش: يعيش والكرة بين قدميه ليقدم المتعة للجميع.
وهناك بعض المحطات المهمة في مسيرة بيليه الكروية، مثل مشاركته وهو في السابعة عشرة من عمره في نهائيات كأس العالم 1958 في السويد، ثم كثير من الأزمات التي تعرض لها في فترة الستينيات من القرن الماضي، ثم قيادته لراقصي السامبا للفوز بنهائيات كأس العالم عام 1970 بالمكسيك.
لكن يجب التأكيد أيضاً على أن هذه السيرة الذاتية لا تركز فقط على الجوانب الإيجابية في حياة بيليه، ولا تصوره على أنه «قديس»، لكنها تتناول أيضاً بشيء من التفصيل بعض الأمور السلبية، مثل علاقاته خارج إطار الزواج، وعلاقته الوثيقة غير المريحة مع الديكتاتورية العسكرية القاتلة في البرازيل، ويتم تجميع هذه الأشياء معاً من لقطات أرشيفية، ومقابلات مع زملائه في الفريق، وسياسيين وصحافيين، والوصول إلى بيليه نفسه. ولم يظهر بيليه في هذا الفيلم -سواء عن طريق الصدفة أو عن قصد- بطلاً فاضلاً، لكنه يظهر نجماً لامعاً يعاني من كثير من العيوب والمشكلات؛ بيليه الرجل يمكنه فعل كل شيء داخل الملعب، لكن بعيداً عنه كان غالباً نتاج قوى لم يستطع تسخيرها ولا فهمها بالكامل. وربما تكون اللقطات الأكثر قسوة والأكثر إثارة هي لبيليه نفسه الذي يبلغ من العمر الآن 80 عاماً، ويعاني من حالة صحية متدهورة، وهو يتحدث خلال المقابلات الشخصية التي أجريت معه جالساً على كرس يتنهد بعمق.
لم يكن بيليه نفسه أكثر الرواة موثوقية وصدقاً، خاصة بعدما ثبت زيف كثير من القصص التي يحب أن يرويها عن نفسه -مثل الوقت الذي يُفترض أنه أوقف فيه الحرب الأهلية في نيجيريا في عام 1969. وعلاوة على ذلك، هناك جدل كبير حول عدد الأهداف التي سجلها بيليه طوال مسيرته الكروية، وما إذا كان هناك لاعب آخر قد كسر هذا الرقم القياسي للأهداف أم لا. وفي إحدى مراحل الفيلم، يخبرنا بيليه بأنه لم يحلم أبداً بأن يصبح لاعب كرة قدم.
وفي وقت لاحق، يخبرنا أنه بعد أن خسرت البرازيل نهائي كأس العالم عام 1950 أمام أوروغواي، قام بمواساة والده المذهول بإخباره أنه سيقود البرازيل يوماً ما للفوز بكأس العالم! وبالتالي، فهناك تناقض واضح بين الروايتين، ولا بد أن إحداهما ليست صحيحة على الإطلاق!
لكن يجب أن نؤكد على أنه عندما تعيش حياة حافلة بالأحداث مثل تلك التي عاشها بيليه، فإن الذاكرة تكون مشتتة، ولا يمكن للشخص أن يتذكر كل شيء بوضوح. ويجب أيضاً أن نعرف أن بيليه لا يجلس مثلاً على موسوعة «ويكيبيديا» لتعديل سجل أهدافه، وأنه تحول إلى أسطورة لأنه على مدار أكثر من 60 عاماً من حياته، كانت كل الأمور تقوده نحو هذا الاتجاه. وربما مع مرور الوقت تندمج الحقيقة والأسطورة معاً، لدرجة أنه لم يعد من المجدي التمييز بينهما. فالأمر لا يتعلق هنا بالحديث عن اللاعبين العظماء، أو عن الحقائق والأكاذيب، لكنه يتعلق بإصرار جيل بيليه على تمجيد هذا الرجل بشكل يفوق الجميع!
يقول الرئيس البرازيلي السابق فرناندو هنريك كاردوسو في الفيلم: «صعد بيليه إلى دائرة الأضواء والشهرة في لحظة ميلاد البرازيل دولة حديثة». ويقول الموسيقي غيلبرتو جيل: «لقد أصبح رمزاً للتحرر البرازيلي». ويقول جوكا كفوري، وهو صحافي صديق لبيليه: «لقد جعل البرازيليين يحبون أنفسهم مرة أخرى». ويتم إخبارنا بكل هذه الأمور كأنها حقيقة ثابتة، وكأنه لا يتعين علينا أن نفحص حقيقة هذه المعلومات بدقة، وأن نقبلها كما هي!
وينطبق الأمر نفسه على شهرة بيليه المتزايدة، التي تتحدث بكل سذاجة عن الإعجاز الذي كان يحققه. لقد تم تصوير النجم الشاب الذي قاد بلاده للفوز بكأس العالم عام 1958 على أنه ذلك اللاعب الوسيم الجذاب الرياضي الرائع الذي يتحلى بالفضيلة. ومع انتشار النقل التلفزيوني، كان الجميع يتحدثون عن مآثره وفضائله، ولم يكن أحد يتحدث عن أي شيء سلبي في شخصية بيليه. ويأخذنا هذا إلى طرح الأسئلة التالية: إلى أي مدى يستحق بيليه كل هذا؟ وإلى أي مدى يتم وضع عبء ثقيل لا يطاق على كاهله بسبب هذه المبالغات؟
وبالتالي، من المثير للاهتمام أن نرى الجوانب الأخرى في حياة بيليه، لأنه لم يتم إلقاء الضوء على النساء في حياة بيليه -عائلته وزوجته الأولى والعدد غير المحدد لأطفاله. كما لم يتطرق هذا الفيلم كثيراً للمال: لأكثر من عقد من الزمان، عهد بيليه بشؤونه المالية إلى وكيل أعماله، بيبي غوردو، الذي استثمر جزءاً كبيراً من ثروة بيليه في عدد من الشركات الفاشلة.
وبحلول أواخر الستينيات، عانى بيليه مالياً، وأجبر على مطالبة ناديه سانتوس بإنقاذه بشروط غير مناسبة. لقد كان لهذه الحلقة المؤلمة تأثير كبير على بيليه الذي أمضى بقية حياته في مطاردة الثروات التي يعتقد أنه يستحقها.
وبدلاً من ذلك، يأخذ الفيلم منعطفاً حاداً مظلماً جذاباً نحو عالم السياسة. ففي عام 1964، أطاح انقلاب عسكري -مدعوم من الولايات المتحدة- بحكومة جواو جولارت المنتخبة ديمقراطياً، وأسس نظاماً استبدادياً وحشياً، كان يقوم بتعذيب وقتل المعارضين السياسيين. وعندما سأل المحاور بيليه عما إذا كانت الديكتاتورية قد غيرت شيئاً بالنسبة له، رد قائلاً: «لا، لقد استمرت كرة القدم بالطريقة نفسها». ومن المفارقة أن اللقطات التي كانت تذاع لبيليه وهو يحرز الأهداف كانت تحمل شريطاً إخبارياً عن احتجاجات عنيفة في الشوارع!
من المؤكد، كما يعترف بيليه نفسه، أنه كانت لديه فكرة عما كان يحدث، حتى عندما وقف لالتقاط الصور مع الجنرال ميديشي في المناسبات الرسمية وهو يبتهج ويتصافح في صور لا بد أنه يعرف أنها ستوزع في جميع أنحاء العالم على أنها دعاية موالية للنظام. لكن حتى الآن، لا يوجد ندم حقيقي على ذلك، ولا وخز من الألم الأخلاقي، ناهيك من الندم الحقيقي على مسار العمل الذي يصر على أنه الخيار الواقعي الوحيد. يقول بيليه بنبرة لا تثير كثيراً من الانزعاج بقدر ما تثير قدراً كبيراً من اللامبالاة: «ماذا كنت تفعل خلال الديكتاتورية؟ وإلى أي جانب كنت تقف؟ أنت تضيع بين هذه الأشياء!». يقول صديقه كفوري: «يمكنك أن تخبرني أن الملاكم محمد علي كان مختلفاً. كان فعلاً مختلفاً، وأنا أحييه على ذلك. لقد كان محمد علي يعلم أنه سيُعتقل لرفضه التجنيد، لكنه لم يكن عرضة لسوء المعاملة أو التعذيب، أما بيليه فلم يكن لديه ضمانات لعدم حدوث ذلك».
حقاً، ما الذي كنا نتوقعه من بيليه -وهو رياضي ليس له أي طموح سياسي- في مواجهة المجلس العسكري المخيف القادر على فعل أي شيء؟ هل كنا نتوقع منه أن يتمرد ويقاوم ويخسر كل شيء، أم كنا نتوقع منه أن يبدو غاضباً للغاية في تلك الصور الرسمية لكي يظهر للعالم أجمع حقيقة شعوره؟ ربما لو وضعنا بيليه في هذا الشكل المثالي، بصفته رياضياً وناشطاً في الوقت نفسه، فإننا بذلك نرتكب الذنب نفسه الذي يفعله الآخرون عندما يصورونه وفق توقعاتهم المسبقة، وفق الشكل الذي يجب أن يكون عليه البطل في مخيلتهم!
لقد تم تصوير شخصية بيليه بهذا الشكل الأسطوري لتلبية احتياجات متعددة، فبالنسبة للشعب البرازيلي كان هو البطل الخارق، ومصدر السعادة والحيوية في بلد حزين مقموع. وبالنسبة للسياسيين الذين أبقوه أسيراً، ومنعوه من الانتقال إلى أوروبا في الستينيات من القرن الماضي، وأرغموه على العودة من الاعتزال للمشاركة في نهائيات كأس العالم 1970، فقد كان عبارة عن أداة دعاية في أيديهم وأيقونة للتفاني القومي. وبالنسبة للرعاة والمصالح التجارية، فقد كان حافزاً لا ينضب لمبيعات التذاكر والترويج للمنتجات. وبالنسبة للمدربين وزملائه في الفريق، فقد كان أسرع طريق لهم نحو المجد ومنصات التتويج. وبالنسبة للمذيعين والصحافيين والكتاب وصانعي الأفلام، فقد كان (ولا يزال) مصدراً للإلهام.
وبالنسبة لراغبي التوقيعات والتذكارات، فقد كان شخصية ساحرة. وبالنسبة لجيل سابق من مشجعي كرة القدم، سيظل أعظم لاعب في تاريخ اللعبة، لأن هذا الجيل يعتقد أن ذكرياته السعيدة أفضل من ذكريات أي جيل لاحق!
لقد بزغ نجم بيليه وهو في السابعة عشرة من عمره، وعندما وصل إلى مرحلة البلوغ اكتشف أن حياته قد بنيت حوله في حلقة مفرغة من كرة القدم، وأشياء أخرى تتعلق أيضاً بكرة القدم. لقد كان يعلم أنه هو وحده بطل هذا العرض، والدليل على ذلك أنه عندما أصيب وغاب عن الملاعب لفترة في عام 1962، انخفض عدد جماهير نادي سانتوس في الملاعب بنسبة 50 في المائة. لكن بمجرد أن انتهى هذا العرض، تُرك وحيداً ليعول نفسه.
فخلال العام الماضي، زعم نجل بيليه (إدينيو) في مقابلة صحافية أن المعاناة الصحية لوالده تركته مكتئباً منعزلاً، لديه شعور بالحرج من مغادرة المنزل. وفي غضون أيام، أصدر بيليه نفسه بياناً رسمياً، رفض فيه تلك المزاعم، وأصر على أن لديه «عدة أحداث مقبلة مقررة». وبمعنى ما، كان هناك شعور في سنوات بيليه الأخيرة كأنه يحاول بث الحياة في الشخصية التي أذهلت العالم في يوم من الأيام، حتى مع تراجع حالته الصحية.
وهناك لحظة مؤثرة بشكل خاص في منتصف الفيلم يبدو أنها تلخص هذا الصراع الأبدي. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1969، تجمع حشد من الجماهير في ملعب «ماراكانا» الشهير في حالة من السعادة الغامرة، على أمل أن يروا بيليه وهو يسجل هدفه رقم 1000 في مسيرته ضد فاسكو دا جاما. وكانت نتيجة المباراة تشير إلى التعادل حتى الدقيقة 78، عندما توغل بيليه داخل منطقة الجزاء، وحصل على ركلة جزاء. وبينما كان بيليه يتقدم لتنفيذ ركلة الجزاء، نظر حوله ليرى أن زملاءه في الفريق لم يقفوا على حافة منطقة الجزاء، ولكنهم يقفون على خط المنتصف، لكي يتقدموا نحوه من مسافة بعيدة ويحتفلوا معه بصورة استثنائية بعد تسجيل الهدف. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يكون فيها بيليه وحيداً مع الكرة عند قدميه.
إنها لم تكن ركلة جزاء استثنائية، حيث كان حارس المرمى، إدغاردو أندرادا، على وشك الإمساك بالكرة، لكن الكرة دخلت الشباك، وسار بيليه خلفها لكي يمسك بالكرة ويدفعها بين ذراعيه. وفي تلك اللحظة نفسها، احتشد حوله مئات من المصورين والمراسلين والمشجعين المبتهجين. لقد كانت الأيدي القوية تحاول الحصول على الكرة من بين يديه، لكنه رفعها عالياً لأنه كان يحتفل من جهة، وكان يحاول الاحتفاظ بالكرة من جهة أخرى.
ثم فجأة سقطت الكرة واختفت بين الحشود المجنونة، بينما كان بيليه لا يزال ينظر حوله ويبحث عن الكرة، لكنها اختفت. وبعد سبعة وأربعين عاماً في لندن، ستباع الكرة بمبلغ 81.250 جنيهاً إسترلينياً في مزاد علني.



مانشستر يونايتد ينتزع تعادلاً مثيراً من أرض توتنهام بالدوري الإنجليزي

رأسيىة ماتيس دي ليخت  في  الوقت المحتسب بدل الضائع تنتزع التعادل لمانشستر يونايتد (رويترز)
رأسيىة ماتيس دي ليخت في الوقت المحتسب بدل الضائع تنتزع التعادل لمانشستر يونايتد (رويترز)
TT

مانشستر يونايتد ينتزع تعادلاً مثيراً من أرض توتنهام بالدوري الإنجليزي

رأسيىة ماتيس دي ليخت  في  الوقت المحتسب بدل الضائع تنتزع التعادل لمانشستر يونايتد (رويترز)
رأسيىة ماتيس دي ليخت في الوقت المحتسب بدل الضائع تنتزع التعادل لمانشستر يونايتد (رويترز)

سجل ماتيس دي ليخت هدفاً برأسه في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل الضائع ليقود مانشستر يونايتد للتعادل 2-2 مع توتنهام هوتسبير ضمن منافسات الجولة الحادية عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت، بعدما اعتقد ريتشارليسون أنه منح أصحاب الأرض الفوز أيضاً في الوقت بدل الضائع. وافتتح برايان مبيمو الذي انضم إلى يونايتد صيفاً التسجيل من محاولة فريقه الأولى على المرمى في الدقيقة 32؛ إذ حول تمريرة أماد ديالو إلى داخل الشباك بعد فشل توتنهام في تشتيت الكرة، محرزاً الهدف السادس هذا الموسم. واستعرض توتنهام كأس الدوري الأوروبي قبل انطلاق المباراة، في تذكير بانتصاره على يونايتد في نهائي مايو (أيار) الماضي، الذي ضمن له التأهل إلى دوري الأبطال.

لكن لم يكن لهذه اللفتة التأثير المطلوب؛ إذ أهدر ريتشارليسون أفضل فرصة لتوتنهام في الشوط الأول وبدا أداء أصحاب الأرض باهتاً قبل نهاية الشوط الأول، ما قوبل ببعض صيحات الاستهجان. وتحسن الأداء قليلاً بعد الاستراحة، لكن قرار توماس فرانك مدرب توتنهام بالدفع بماتيس تيل بدلاً من تشافي سيمونز قبل 10 دقائق من نهاية المباراة قوبل أيضاً باستهجان من جانب جماهيره. لكن تيل نجح في إدراك التعادل في الدقيقة 84 قبل أن يمنح ريتشارليسون توتنهام التقدم بعد سبع دقائق من محالفته الحظ بلمس تسديدة ويلسون أودوبيرت ليحولها إلى داخل الشباك. لكن دي ليخت عادل النتيجة في اللحظات الأخيرة من ركلة ركنية نفذها برونو فرنانديز ليمدد مسيرة يونايتد بلا هزيمة إلى خمس مباريات ويترك توتنهام بانتصار واحد على أرضه في الدوري من أصل ست مباريات هذا الموسم. ويملك الفريقان 18 نقطة من 11 مباراة.

فاز توتنهام على يونايتد أربع مرات في كل المسابقات الموسم الماضي، وتوج ذلك بالفوز بالدوري الأوروبي، لكن ذلك لم يكن كافياً لإنقاذ مقعد مدربه أنجي بوستيكوغلو. وسعى بديله فرانك لزيادة قوة توتنهام لكن الفريق افتقر للشراسة الهجومية في بعض الأحيان وهو ما ظهر في الشوط الأول في مواجهة السبت. وحل أودوبيرت بديلاً لراندال كولو مواني في الشوط الأول وصنع فرصة مبكرة بتمريرة عرضية رائعة سددها روميرو مباشرة في اتجاه الحارس سيني لامينس الذي تصدى بعد ذلك لتسديدة جواو بالينيا. وعندما بدا أن المباراة تتجه بعيداً عن متناول توتنهام تعاون ثلاثة بدلاء في هجمة إذ مرر أودوبيرت الكرة إلى ديستني أودوغي الذي لعب تمريرة عرضية سددها تيل واصطدمت بقدم دي ليخت وسكنت الشباك. وقام ميكي فان دي فين بتدخل حاسم لمنع بنيامين سيسكو من إعادة يونايتد للمقدمة قبل أن يمنح ريتشارليسون توتنهام هدف التقدم. لكن دي ليخت ارتقى عالياً في القائم البعيد في آخر ست دقائق من الوقت بدل الضائع ليدرك التعادل. قال دي ليخت لشبكة «تي إن تي سبورتس»: «لحسن الحظ حصلنا على نقطة، أعتقد أننا كنا نستحق أكثر بالنظر إلى أدائنا». وأضاف: «أنا فخور بكيفية قتال الفريق وعودته لنيل نقطة في ملعب صعب».

إدريسا غاي وفرحة هز شباك إيفرتون (رويترز)

وعاد إيفرتون لطريق الانتصارات بالفوز 2-صفر على ضيفه فولهام. أنهى إيفرتون الشوط الأول متقدماً بهدف لاعب الوسط السنغالي، إدريسا غاي في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع. وفي الشوط الثاني، أضاف مايكل كين الهدف الثاني لأصحاب الأرض. تجاوز إيفرتون بهذا الفوز كبوة خسارتين وتعادل في الجولات الثلاث الماضية، ليرفع رصيده إلى 15 نقطة. أما فولهام تجمد رصيده عند 11 نقطة، بعدما تلقى خسارته السادسة في الدوري منذ بداية الموسم الجاري.

وفي التوقيت نفسه، واصل وست هام يونايتد صحوته بفوز ثانٍ على التوالي بالتغلب على ضيفه بيرنلي بنتيجة 3-2. تقدم بيرنلي بهدف زيان فيلمينغ في الدقيقة 35، وقلب الفريق اللندني الطاولة على ضيفه بثلاثية سجلها كالوم ويلسون وتوماس سوتشيك وكايل ووكر بيترز في الدقائق 44 و77 و87. وقلص بيرنلي الفارق بهدف ثانٍ سجله جوش كولين في الدقيقة 97 مستغلاً خطأ من الفرنسي ألفونس أريولا، حارس مرمى وست هام. بهذا الفوز يرفع وست هام رصيده إلى 10 نقاط، ليتساوى مع بيرنلي في عدد النقاط.


«مشادة» ثنائي منتخب مصر لتنس الطاولة تثير انتقادات

منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
TT

«مشادة» ثنائي منتخب مصر لتنس الطاولة تثير انتقادات

منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)
منتخب مصر للرجال الفائز بكأس أفريقيا لتنس الطاولة «فِرق» التي أُقيمت في تونس (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)

في حين حقق منتخب مصر لتنس الطاولة إنجازاً تاريخياً بالفوز بالمنافسات كافة للرجال والسيدات، وتحقيق «الفراعنة» لقب البطولة الأفريقية التي أُقيمت في تونس، والتأهل إلى بطولة العالم المقررة إقامتها في لندن 2026، فإن ما شهدته البطولة من «مشادة» كلامية بين اثنين من أبرز لاعبيه خلال إحدى المنافسات عكَّرت صفو البطولة، وأثارت انتقادات في الأوساط الرياضية والإعلامية المصرية.

ففي مشهد غير معتاد، دخل اللاعبان عمر عصر ومحمود أشرف في مشادة حادة خلال مباراة منتخب مصر أمام منتخب نيجيريا ضمن منافسات البطولة، وصلت إلى حد التهديد بعدم اللعب، وكادت أن تتحول اشتباكاً بالأيدي أمام عدسات الكاميرات والجمهور.

وبدأت الأزمة بين الثنائي، وفق وسائل الإعلام المصرية، قبل مواجهة عمر عصر لاعب منتخب نيجيريا، قبل نهائي الرجال، عندما تلقى تحية كل أعضاء الفريق ما عدا زميله محمود أشرف (نجل رئيس الاتحاد المصري لتنس الطاولة، أشرف حلمي)؛ وهو ما تسبب في حالة غضب شديدة للأول، ولكن الجهاز الإداري للمنتخب تدخل لتهدئته.

وتجددت الأزمة مرة أخرى بين اللاعبين، فمع تقدم عصر بالنتيجة، ونيله إشادة جميع المتواجدين فإن زميله محمود، طالب عصر بخروجه وعدم جلوسه على مقاعد البدلاء حتى يكمل المباراة؛ ما أدى إلى مشادة بين اللاعبين، وتبادل العبارات غير اللائقة.

وبينما انتشر مقطع فيديو يوثّق الواقعة سريعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وصف روادها الأمر بـ«الفضيحة الرياضية» التي لا تليق بتمثيل مصر في المحافل الدولية.

كما تداول آخرون قرار الاتحاد المصري لتنس الطاولة فتح تحقيق رسمي في الواقعة، وتحويل اللاعبين إلى لجنة الانضباط لمراجعة سلوكهما خلال البطولة.

وزادت الانتقادات «السوشيالية» عقب تصريحات تلفزيونية للاعب عمر عصر زعم فيها أن «رئيس الاتحاد هو من يقوم باختيار لاعبي المنتخب»، مشيراً إلى أن المنتخب يشارك في البطولة من دون طبيب للبعثة أو مدرب أحمال بدنية.

وأضاف اللاعب أنه يرحب بالتحقيق في الأزمة مع زميله، إلا أنه يطالب وزارة الشباب والرياضة بعمل تحقيق للفصل في هذا الأمر؛ لأن رئيس الاتحاد والد اللاعب.

وفي بيان صادر عن وزارة الشباب والرياضة، الاثنين، هنأ وزير الشباب والرياضة المصري، أشرف صبحي، منتخب مصر لتنس الطاولة على نتائجه، واصفاً إياها بـ«إنجاز كبير يُضاف إلى سجل الرياضة المصرية الحافل بالإنجازات».

وقال البيان: «تابع وزير الشباب والرياضة من كثب كل القرارات والإجراءات الصادرة عن الاتحاد المصري لتنس الطاولة بشأن الأزمة التي نشبت بين لاعبَي المنتخب الوطني عمر عصر ومحمود أشرف خلال مشاركتهما في البطولة».

وأضاف: «شدد الدكتور أشرف صبحي على أن الالتزام والانضباط يمثلان أساساً في تمثيل مصر في المحافل الخارجية، بما يليق باسم الرياضة المصرية ومكانتها».

وأكد وزير الشباب والرياضة أن الوزارة تتابع الموقف بشكل دقيق، وتُجري تنسيقاً كاملاً مع اللجنة الأولمبية المصرية والاتحاد المصري لتنس الطاولة لمتابعة نتائج التحقيقات وملابسات الواقعة، واتخاذ القرارات المناسبة التي تضمن الحفاظ على انضباط المنظومة واحترام القيم والأخلاق الرياضية.

اللاعب عمر عصر (الاتحاد المصري لتنس الطاولة)

الناقد الرياضي المصري، محمد البرمي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «أزمة منتخب تنس الطاولة ينظر لها الجميع على أنها وليدة اللحظة، لكنها في رأيي لها تراكمات مستمرة منذ فترة طويلة، فما رواه اللاعب وزملاؤه عن اتحاد اللعبة والكيفية التي تدار بها اللعبة هو ما يتطلب تحقيقاً وليس ما فعله اللاعب نفسه».

وتابع: «منتخب مصر اتضح أنه سافر للبطولة بلا طبيب ولا معد بدني، ورئيس الاتحاد يختار اللاعبين المشاركين، و هي أمور لا يمكن أن تراها إلا في مصر، ثم نسأل بعد ذلك لماذا يهرب اللاعبون، ولماذا يوافقون على التجنيس بجنسيات أخرى؟ والغريب أن الجميع يرى ويدرك المشكلات الموجودة والواضحة للجميع، إلا المسؤولين».

ويضيف البرمي: «أزمة تنس الطاولة الأخيرة ليست هي المشكلة، فقد أظهرت للجميع أن هناك مشكلات عدّة، فالألعاب الفردية في مصر تحتاج إلى اهتمام، وقبل الاهتمام يتطلب الأمر محاسبة المسؤولين عن الاتحادات عما قدموا وما هي خططهم وكيف وصلوا إلى أماكنهم، فهناك الكثير من الأزمات، والمواهب تضيع أو تذهب للعب بأسماء بلد أخرى، ثم نكتشف فجأة حجم الخلل والفساد الذي أدى إلى هذه ذلك».


«ريبوك» تنفي طلبها من المنتخب الإسرائيلي إزالة شعارها عن ملابسه

المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
TT

«ريبوك» تنفي طلبها من المنتخب الإسرائيلي إزالة شعارها عن ملابسه

المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)
المنتخب الإسرائيلي لكرة القدم (أرشيفية - رويترز)

نفت شركة «ريبوك» للملابس الرياضية، اليوم الثلاثاء، أنها طلبت إزالة شعارها عن قمصان المنتخبات الإسرائيلية لكرة القدم وذلك ردا على مزاعم أوردتها تقارير إعلامية إسرائيلية.

وقال متحدث باسم «ريبوك» لوكالة «رويترز»: «تفخر ريبوك بسجلها في توحيد جميع الثقافات داخل الملعب وخارجه. التقارير الواردة في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تزعم أن ريبوك قد وجهت الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بإزالة شعاراتها من أطقم المنتخبات الوطنية هي ببساطة غير صحيحة».

أضاف: «سنستمر في الوفاء بالتزاماتنا تجاه الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم. لا نعمل في السياسة وتركيزنا ينصب على الجانب الرياضي».

وقال الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم لـ«رويترز» إن أطقم المنتخبات في المباريات الدولية ستواصل عرض شعار الشركة كما حدث في السابق.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023، أنهت شركة بوما الألمانية للملابس الرياضية رعايتها للمنتخب الإسرائيلي لكرة القدم وهو قرار قالت الشركة إنها اتخذته في 2022.

وكان الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم قد كشف أن «ريبوك» طلبت من إدارة المنتخب إزالة شعارها عن قمصانه وسراويله القصيرة، مشاركةً بذلك في دعوة المقاطعة التي أطلقتها «حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات».

وجاء في بيان أصدره الاتحاد الإسرائيلي: «لم يوقع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم اتفاقاً مباشراً مع (ريبوك إنترناشونال). لقد رضخت الشركة لتهديدات مقاطعة سخيفة لا تعنيها»، مؤكداً أن الشراكة أُبرمت من خلال مورد محلي.

وأضاف البيان أن شعار الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم والعلم الإسرائيلي سيظهران على ملابس الفريق.

يُذكر أن وكالة «أسوشييتد برس» أوردت أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يدرس إجراء تصويت لتعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي بسبب حرب غزة.

وكان النجم الفرنسي السابق إريك كانتونا قد دعا إلى هذا التعليق خلال حفل «معاً من أجل فلسطين» في لندن.