فولكر بيرتس: الاستقرار في السودان لن يتحقق في ظل ثلاثة جيوش

ممثل الأمم المتحدة دعا لحل دبلوماسي للنزاع بين الخرطوم وأديس أبابا

فولكر بيرتس رئيس بعثة «يونيتامس» خلال لقاء سابق مع الرئيس البرهان (من موقعه على تويتر)
فولكر بيرتس رئيس بعثة «يونيتامس» خلال لقاء سابق مع الرئيس البرهان (من موقعه على تويتر)
TT

فولكر بيرتس: الاستقرار في السودان لن يتحقق في ظل ثلاثة جيوش

فولكر بيرتس رئيس بعثة «يونيتامس» خلال لقاء سابق مع الرئيس البرهان (من موقعه على تويتر)
فولكر بيرتس رئيس بعثة «يونيتامس» خلال لقاء سابق مع الرئيس البرهان (من موقعه على تويتر)

دعت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، لتهدئة التصعيد بين السودان وإثيوبيا، والوصول لحل سلمي للنزاع الحدودي، وأعلنت عن بدء زيارات رئيسها لولايات شرق السودان، وأشادت بجهود الانتقال السياسي، والتشكيلة الجديدة لمجلس الوزراء، وتوسيع المجلس السيادي.
وقال رئيس البعثة المعروفة اختصاراً بـ«يونيتامس»، فولكر بيرتس، في أول مؤتمر صحافي عقده عقب تسلمه مهام عمله بالخرطوم، أمس، إنه أجرى مشاورات مع ممثل الاتحاد الأفريقي في الخرطوم، تتعلق بالتعاون مع الأمم المتحدة، تهدف لتحقيق السلام، ووقف التصعيد والتوتر بين السودان وإثيوبيا، وتهدئة الخطاب المتشدد بين البلدين، والتقليل من كثافة التحشيد العسكري بين قوات البلدين، قرب الحدود، ووصفها بأنها عملية «مقلقة للغاية»، وتهدد بخطر جسيم لسوء التقدير والتصعيد. ودعا بيرتس المجتمع الدولي لحث السودان وإثيوبيا على الالتزام بحل دبلوماسي، ينهي الصراع في المناطق الحدودية بين الدولتين، معلناً عمله على خفض التصعيد وصولاً لحل سلمي للنزاع.
ووصف فولكر عملية الانتقال السياسي في السودان بأنها «تمضي قدماً»، وقال إن إضافة أعضاء جدد من القوى الموقعة على اتفاق السلام، لمجلس السيادة، ومجلس الوزراء الجديد، اتخذت طابعاً سياسياً واضحاً على عكس الحكومة ذات الطابع «التكنوقراطي» السابقة. وذكر بيرتس أن «الوصول إلى سودان مستقر، لا يمكن أن يتحقق في ظل وجود 3 جيوش».
وأبلغ رئيس البعثة مجلس الأمن في تقريره الدوري، الأربعاء، بأن ثلاثة من الموقعين على اتفاق السلام في جوبا، تمت إضافتهم للمجلس السيادي، وتم تكوين مجلس وزراء موسع، قائم على تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين والحركات المسلحة. وذكر في التقرير أن الحكومة الانتقالية توافقت على خمس أولويات وطنية، تتمثل في الوضعين الاجتماعي والاقتصادي، وتنفيذ اتفاق سلام جوبا والتفاوض مع غير الموقعين على اتفاق السلام، وإصلاح قطاع الأمن وحماية المدنيين وتحسين العلاقات الدولية ودفع الاقتصاد والانتقال الديمقراطي.
ونقل لمجلس الأمن أن هناك تأخيراً في إكمال بعض هياكل الحكم الانتقالي المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية، مثل تشكيل المجلس التشريعي الذي ينتظر أن تُمثل فيه النساء بنسبة 40 في المائة على الأقل، في وقت تتزايد فيه المكاسب التي نصت عليها الوثيقة الدستورية تتعلق بحقوق النساء، وتمثيل الشباب ومشاركة شرائح المجتمع في العملية السياسية الشاملة، من أجل إنجاح الانتقال.
وكشف بيرتس، في الإحاطة الصحافية، عن عزمه على القيام بجولات في أنحاء البلاد إنفاذاً لمهمته التي تشمل السودان، يستهلها الأسبوع المقبل بزيارة لولايتي شرق السودان (كسلا وبورتسودان)، تستهدف التواصل مع أطراف العملية السلمية كافة، ولشرح أهداف البعثة الاستراتيجية المنصوص عليها في تفويضها.
وتكونت بعثة «يونيتامس» استجابة لطلب الحكومة السودانية، لدعم عملية الانتقال في السودان، وبناء عليه أصدر مجلس الأمن القرار 2524 الذي كون بموجبه البعثة تحت الفصل السادس، وحدد مهمتها في دعم الانتقال السياسي، وعمليات السلام وتنفيذ اتفاقيات السلام وبنائه، وتوفير الموارد الخارجية، لدعم الانتقال.
وقال بيرتس إن بعثته تواصلت مع الحركتين غير الموقعتين على اتفاق السلام «الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور»، لكن لم يكشف عن تفاصيل ونتائج تلك الاتصالات، بيد أنه كشف عن عزمه السفر إلى عاصمة جنوب السودان للقاء رئيسي الحركتين لدفع عملية السلام.
وقال فولكر إن السلام لن يكون مستداماً دون معالجة الأسباب التي أدت للنزاعات في البلاد، وحث الأمم المتحدة والشركاء لتنفيذ مشاريع بناء السلام في السودان، وليس في دارفور وحدها، بل في كل أنحاء السودان.
ولا تضم بعثة «يونيتامس» مكوناً عسكرياً، عدا 21 شرطياً تنحصر مهمتهم في تدريب مدربي الشرطة السودانية، وأضاف أن «بعثته تعمل مع الفريق القطري المتكامل للأمم المتحدة، عن كثب، بالتعاون مع مكونات السلطة الانتقالية، لإنفاذ تحديات الفترة الانتقالية للمساعدة في تحقيق الانتقال ومواجهة تحدياته».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.