يستعد وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان إلى القيام بأول زيارة لهما إلى الخارج، والتي ستشمل اليابان وكوريا الجنوبية، فيما حذّر مسؤول عسكري رفيع من خطر تجاوز الترسانة النووية الصينية القدرات الأميركية.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه سيبدأ، السبت، أولى زياراته الخارجية إلى اليابان وكوريا الجنوبية والهند. وقال بيان عن الوزارة إن أوستن سيلتقي نظراءه لمناقشة «أهمية العلاقات الدفاعية الدولية، وتعزيز التزام الولايات المتحدة بأمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة، على أساس احترام القواعد والقوانين والمعايير الدولية». ومن المقرر أن ينضم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أوستن في زيارته إلى اليابان وكوريا الجنوبية، حيث سيحضران مع نظيريهما الاجتماعات الثنائية المشتركة، (2+2) للتأكيد على التحالف الذي هو حجر الزاوية للسلام والأمن في المنطقة في مواجهة المنافسة طويلة الأجل المفتوحة مع الصين.
ومن المتوقع أن تحظى التهديدات التي تطلقها الصين ضد تايوان بأهمية خاصة. وكان آخرها تصريحات الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي دعا جيش بلاده لأن يكون جاهزاً باستمرار في مواجهة «عدم الاستقرار» و«الشكوك». وترزح جزيرة تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي تحت تهديد مستمر من جانب الصين لغزوها، التي تعتبرها جزءا من أراضيها وتعهدت باستعادتها يوماً ما. وبعدما اعترفت واشنطن عام 1979 بجمهورية الصين الشعبية ممثلاً شرعياً وحيداً للصين وليس تايوان، ألغت علاقاتها الدبلوماسية الرسمية، لكنها احتفظت بعلاقات قوية معها، وواصلت تزويدها بالسلاح. وقامت إدارة دونالد ترمب في السنوات الأخيرة بتكثيف الاتصالات مع تايوان وأرسلت مندوبين رسميين ووافقت على صفقات أسلحة جديدة معها. ويعتقد أن هذه السياسة قد تستمر مع إدارة بايدن الذي كان قد دعا ممثلة تايوان إلى حضور حفل تنصيبه رئيساً جديداً في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، في سابقة لم تحصل منذ العام 1979.
وكان الأدميرال فيليب ديفيدسون، قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، قد حذر من أن المخزون النووي الصيني يمكن له إذا تضاعف أربع مرات خلال العقد المقبل، أن يؤدي إلى تجاوز الترسانة النووية الأميركية. وأضاف ديفيدسون خلال شهادته، الثلاثاء، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أن الصين قد تغزو تايوان في غضون 6 سنوات، مع تسريع بكين تحركاتها وجهودها العسكرية لتحل مكان القوة العسكرية الأميركية في آسيا. وقال ديفيدسون إنه «قلق من أن الصين تسرع طموحاتها لتحل محل الولايات المتحدة في النظام الدولي القائم على القواعد بحلول عام 2050». وأضاف أن الصين تقدمت أيضاً بمطالبات إقليمية واسعة في بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد، وهي تهدد أيضاً جزيرة غوام الأميركية، موطن أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة. وحذر من أن غوام قد تكون هدفاً اليوم.
مشيراً إلى أن الجيش الصيني كان قد نشر شريط فيديو يحاكي هجوماً على قاعدة تشبه المنشآت القائمة عليها، المنشآت الأميركية في قاعدتي دييغوا غارسيا وغوام إلى حد كبير. وطالب ديفيدسون أعضاء مجلس الشيوخ الموافقة على ميزانية للجيش الأميركي، تتضمن تمويلا خاصا لتركيب بطارية مضادة للصواريخ العابرة للقارات من طراز «إيجيز آشور» في جزيرة غوام، قادرة على اعتراض أقوى الصواريخ الباليستية الصينية خلال طيرانها. كما دعا إلى تخصيص ميزانية لتوفير المزيد من الأسلحة بعيدة المدى، لإفهام الصين أن «تكلفة ما يسعون إلى القيام به ستكون مرتفعة للغاية». وأكد ديفيدسون أن جزيرة غوام بحاجة إلى جهود وموارد للدفاع عنها، وأن تكون مستعدة للتهديدات التي يمكن أن تأتي في المستقبل.
وزارة الدفاع من جهتها أكدت على مخاوف الأدميرال ديفيدسون. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن واشنطن تعتقد بوضوح أن الصين تسعى إلى تحقيق قدرات نووية متعددة، عبر زيادة تصنيع تلك الأسلحة وتحسين قدرات قواتها، بما يتناسب مع قوة نووية تتناسب مع «قوة عظمى». وفيما أيد كيربي نشر تلك الصواريخ الدفاعية، أكد أن ترك الصين من دون رادع يمكن أن يؤدي إلى نمو طموحاتها الإقليمية، في إشارة غير مباشرة على ما يبدو لاعتراضات حلفاء واشنطن في المنطقة الذين لا يزالون يعارضون نشر تلك الصواريخ على أراضيهم.
تحذير من تجاوز الترسانة النووية الصينية القدرات الأميركية
الأدميرال ديفيدسون توقّع تضاعف مخزون بكين 4 مرات خلال العقد المقبل
تحذير من تجاوز الترسانة النووية الصينية القدرات الأميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة